|
المعرض الشخصي الخامس للفنان العراقي عبد الامير الخطيب
يوسف ابو الفوز
الحوار المتمدن-العدد: 1558 - 2006 / 5 / 22 - 10:25
المحور:
الادب والفن
في الثالث من ايار 2006 ، وفي العاصمة الفنلندية ، هلسنكي ، وفي كاليري الفنون ( الممر )، افتتح السفير العراقي في فنلندا ، السيد مجبل السامرائي ، وبحضور جمهور من اصدقاء ومتابعي الفنان العراقي عبد الامير الخطيب ( مواليد النجف 1961 ) والمقيم في فنلندا من عام 1990 ، معرض الفنان الشخصي الخامس ، ويستمر المعرض لمدة شهر كامل . ضم المعرض اربعة اعمال ، كل منها ينقسم الى ثلاث اجزاء . احد اهم الاعمال ينتمي الى فن التركيب Installation ، الذي ساد في اعمال الخطيب في الفترة الاخيرة ، سواء الشخصية ، او المشتركة التي انجزها في فنلندا وخارج فنلندا . تحضى اعمال الخطيب باهتمام الزوار والمتابعين والنقاد ، فقد رصدت الصحافة الفنلندية نشاطاته واعماله ، واعتبره البعض مشاكسا في التعامل مع اللوحة ، وخصوصا بأحداثه ثقوب في وجه اللوحة ، وتعتقد الناقدة الفنية الايطالية Stella Bottai في دراستها ( المادة والفضاء ) عن اعمال عبد الامير الخطيب ، بأن الفنان لا يكتفي في اعماله بالابعاد التقليدية الثلاثة ، فهو من خلال تعامله مع الفراغ يحاول ان يعطي بعدا رابعا ، وهو هنا الزمن . ويشيرالدكتور حسن السوداني الى كون عمل الخطيب هو " توظيف معرفي لمفردات حياتية قد تكون ذات اشتراكات مختلفة لهم ثقافي عالمي " ، اما الفنان والناقد علي النجار ، ففي دراسته القيمة عن اعمال الفنان عبد الاميرالخطيب ، الذي ضمها دليل الفنان الانيق الذي حمل صور لبعض اعماله ، فيشير الى كون الخطيب " ينفذ اعماله بقصدية واضحة ، هي خليط من ذاكرة تستعصي على النسيان ومكتسبات معرفية ، وخليط من محيط متنوع حد الغرابة عاشه الفنان بعمق من اجل فهمه وبالتالي محاولة معايشته " . في معرضه الحالي ، الذي تنوعت احجام اعماله ، يحاول الفنان ومن خلال التركيز على توظيف البؤرة ، بمعناها الفيزيائي ومدلولاتها الكونية ، وايحاءاتها الجنسية ايضا ، لتكون الثيمة الاساسية في اعماله ، ومن خلالها يحاول تقديم افكاره عن ما يدور حول الانسان من اسئلة كونية . الخطيب يقول انه يحاول مقاربة فكرة الثالوث المقدس باعماله ، لذا ترك كل عمل ينقسم الى ثلاث اجزاء ، وهو اذ يقر بصعوبة اللغة البصرية ، فهو يعتبراعماله بعيدة عن المباشرة ، وان لغتها لغة مهاجمة. هذا نلمسه تماما من خلال تلك اللمسات الغرائبية التي يضيفها الفنان الى تركيبات اعماله فثمة جذور دامية تتدلى من ثقب / بؤرة في وسط اللوحة المطلية بالاسود ياخذ الثقب شكل تابوت ، وثمة ثقب يمتص اليه خليط من دمى لجنود ودبابات واسلحة ، وكأنه قطب مغناطيس هائل . الخطيب في حديثه عن اعماله المعروضة لا يحبذ استخدام الصحافة الفنية العربية مصطلح " فن التركيب " عن نوعية اعماله ، فهو يراه يغمط العمل الفني ورسالته وايضا جهد الفنان ، ويعتقد انه لا يوجد تعبير دقيق لما يقابل مفهوم Installation ، ويدعو الى تركه مثلما هو ، مثلما تم التعامل مع كلمة السيريالية ، والقبول بها مثلما هي . عبد الامير الخطيب في اغلب اعمال المعرض ، واعماله المشابهة الاخرى ، يسعى الى استثمار الرمزي العادي من اجل خلق رمز فني ، وما دام المنفى هو عملية بحث دائم عن هوية للانسان المغترب عن بلاده وثقافته ، فالخطيب لم يتوان في البحث عن هوية فنية خاصة لاعماله ، فراح يجرب على قماشة اللوحة الى جانب الالوان مختلف المواد لتكون مكملة لبعضها في توليف فني رصين ويؤدي الى نتيجة غرائبية واحدة ، فاستخدم كثيرا الخشب والورق والمرايا والدمى والعاب الاطفال من جنود ودبابات ، وايضا الفراغ . في واحد من ابرز الاعمال المعروضة ، نجد هناك اربعة اعمدة رصاصية سامقة لمعبد وسقفها الفراغ ، الذي هو هنا بؤرة او ثقب هائل ، بناها عبد الامير الخطيب في القاعة ، وليدخل الزائر الى داخل اللوحة / المعبد ، لكي يلم بما يدور ، فيلوح له وجهه مهشما على مرايا مكسورة فيجد نفسه مرغما جزءا من لعبة العرض ، واسئلة لاعد لها تتابعه . بقي ان نذكر ، ان الفنان عبد الامير الخطيب ، ومنذ عام 1997 وبالتعاون مع بضعة فنانين تشكيليين اسس ( شبكة الفنانين المهاجرين في اوربا ) ، والتي مقرها هلسنكي ، وتصدر مجلة شهرية باللغة الانكليزية اسمها ( الوان كونية) ، ولحد الان بلغ اعضاء المنظمة قرابة 200 فنانا ينتمون لاكثر من 40 بلدا ، يشكل الفناننين العراقين نسبة كبيرة بينهم ، ومنهم اسماء لامعة في الحركة الفنية العراقية . ، واستطاعت شبكة الفنانين ان تنظم 17 معرضا عالمي في 7 بلدان اوربية . وللشبكة مساهمة فكرية فاعلة في حوارات حضارية تختص بمفهوم " الثقافة الثالثة " ونشاط الفنانين المنفيين والمغتربين في اوربا .
#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
متى سيخرج علينا السيد وزير الداخلية ليخبرنا بذلك ؟
-
ما يجمع جورج بوش ورجال السياسة العراقيين !
-
في الذكرى 72 لتأسيس الحزب الشيوعي العراقي : صهيل الفرح في وا
...
-
حكاية احتفال في ذكرى تاسيس الحزب الشيوعي العراقي تحت غيوم ال
...
-
الذكرى 72 لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : الأنتماء للوطن الحر
-
أفلام توم وجيري !
-
لماذا تحولنا الى شعوب لا تقرأ ؟
-
الطائفية : صدام حسين بذر ، بول بريمير سقى ... من يوزع الثمار
...
-
حول الأداء الإعلامي للفضائيات العراقية
-
الممارسات الرخيصة القديمة الجديدة !
-
صورة الدم
-
من المستفيد من غلق فضائية الفيحاء ؟
-
رحيل مناضلة فنلندية صديقة للشعب العراقي
-
الانتخابات الرئاسية الفنلندية : فوز تاريا هالونين مرشحة اليس
...
-
السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها
-
اوراق عائلية 3 : أنا وزوجتي والكلاب
-
هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟
-
من هو المتهم الاول ؟
-
على طريق الانتخابات : في الموقف من تحالفات الحزب الشيوعي الع
...
-
هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟
المزيد.....
-
ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟
...
-
فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
-
شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما
...
-
-نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا
...
-
فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين
-
من هي ستورمي دانيلز ممثلة الأفلام الإباحية التي ستدلي بشهادت
...
-
تابِع مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة على قناة الف
...
-
قيامة عثمان 159 .. مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 159 مترجمة تابع
...
-
-روائع الموسيقى الروسية-.. حفل موسيقي روسي في مالي
-
تكريم مكتب قناة RT العربية في الجزائر
المزيد.....
-
أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية
/ رضا الظاهر
-
السلام على محمود درويش " شعر"
/ محمود شاهين
-
صغار لكن..
/ سليمان جبران
-
لا ميّةُ العراق
/ نزار ماضي
-
تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي
/ لمى محمد
-
علي السوري -الحب بالأزرق-
/ لمى محمد
-
صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ
...
/ عبد الحسين شعبان
-
غابة ـ قصص قصيرة جدا
/ حسين جداونه
-
اسبوع الآلام "عشر روايات قصار
/ محمود شاهين
-
أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي
/ بدري حسون فريد
المزيد.....
|