أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهيل قبلان - مجزرة كفر قاسم دليل لا يدحض على وحشية الحكم















المزيد.....

مجزرة كفر قاسم دليل لا يدحض على وحشية الحكم


سهيل قبلان

الحوار المتمدن-العدد: 6388 - 2019 / 10 / 23 - 21:19
المحور: القضية الفلسطينية
    



تصادف في التاسع والعشرين من الشهر الجاري الذكرى الثالثة والستون لمجزرة كفر قاسم التي راح ضحيتها 50 شهيدا. وهي الدليل الذي لا يدحض على مدى وحشية وبربرية الحكم الاسرائيلي العنصري. وتزامنت المجزرة مع بدء العدوان الثلاثي الفرنسي البريطاني الاسرائيلي على مصر انتقاما من تأميم الرئيس جمال عبد الناصر قناة السويس . وبعد انكشاف امر المجزرة تحدث الناطق الرسمي عن فرقة حرس الحدود التي اقترفت المجزرة بانها جاءت للحفاظ على حياة الناس وعشرات القتلى بدم بارد بأنهم عدد من الناس عادوا الى بيوتهم من اماكن عملهم بعد ساعات من منع التجول . وهذا ما قاله شالوم عوفر في حديث للصحفية داليا كاربل نشرته في اسبوعية كول هعير. وتبين من سلوك الدوائر العليا في الجيش والحكومة تجاه الجريمة وكأنها حدث طبيعي ومضت اسابيع لم يحاسبهم احد حتى فجر النبأ النائب الشيوعي توفيق طوبي . فقد ابلغه النائب يوسف خميس من مبام وهمسا ان نبأ الجريمة وصل من اوساط في حزبه الذي التزم الصمت . وبدأ الشيوعي توفيق طوبي مع رفيقه النائب ماير فلنر في الاجراءات اللازمة للكشف عن الجريمة , وعمل توفيق طوبي على ادراج الموضوع على جدول اعمال الكنيست الا ان رئاسة الكنيست عطلت كل مبادرة. وفي جلسة للكنيست ناقشت اقتراح قانون باسم الخيانة والتجسس جاء ليفرض المزيد من الرقابة ودوس الحريات . فقامت النائبة الشيوعية استر فلنسا اثناء المناقشة بكشف القناع عن الجريمة المروعة ونددت بالرقابة الحكومية المفروضة على الجريمة. ولدى سماع اقوالها قام اعضاء الكنيست من مباي بالمشاغبة والمقاطعة الهستيرية متهمين الشيوعيين بالتزييف والتشويه رغم الدماء والرصاص والاوامر. ففي حين الهجوم على مصر بعد التأميم اعلنت السلطات عن منع التجول على كفر قاسم قبل نصف ساعة من بدئه وهناك عمال يعودون بعد الساعة السادسة من اعمالهم فقال الضابط للمختار ان افراد حرس الحدود سيهتمون بهؤلاء العمال . واتضح الاهتمام فيما بعد بأنه كان ساديا عنصريا حاقدا على العرب. وتبين انهم لم يكتفوا باقتراف المجزرة بل سرق الجزارون اغراض الضحايا من ساعات ودراهم . وتبين من تفاصيل المجزرة ان طفلا خرج من البيت ليدخل الماعز الى الحظيرة فاطلق الجنود عليه النار واردوه قتيلا, وعندما خرج ابوه وامه للاستفسار اطلق عليهما الرصاص وأصيبا بجروح . وتوفي الجد من عظم وبشاعة الكارثة اثر نوبة قلبية .
لقد تميزت سياسة الحكومات الاسرائيلية منذ النكبة حتى اليوم بالعنصرية والعداء للعرب وعمل كل ما بوسعها لترحيلهم ولكنها فشلت . والمطلوب دائما من الجماهير العربية ابقاء الصوت هادرا ومنددا بقوة بالحكومة العنصرية وليس دعمها. لان دعمها يزيد شهيتها للنهش اكثر في الجسد العربي ودوس الحقوق والكرامة. وتجاهل القتلة صراخ امرأة حامل واستعطافات فتيان صغار , تجاهلوا خوف الاطفال لان قلوبهم متحجرة وتعميها العنصرية كما تعمي ابصارها الكراهية والسادية والاحقاد, فافترسوا الاخوة الانسانية الامر الذي يؤكد اهمية تطوير وتوطيد الصداقة بين الشعبين لازالة على الاقل وصمة العار عن الجبين اليهودي. والسؤال: هل كانت الحكومة ترفض اجراء تحقيق في مثل هذه الجرائم لو حدثت في تل ابيب . لذا على كل اصحاب الضمائر والشرف من ابناء الشعبين عدم السكوت على اهمال وتهميش حياة العرب. وتذويت حقيقة ان الدولة لا تتوطد باعمال الارهاب والقتل وتعميق العنصرية والمغامرات , وانما بمد الايادي للمصافحة والمساواة وتعميق التآخي والصداقة بين ابناء الشعبين. والحقيقة التي لا يمكن تجاهلها تقول , انه كما كان للحزب الشيوعي الدور الحاسم في كشف النقاب ورفع الستار عن المجزرة والمؤكد لمنابعها الحقيقية وهي سياسة التمييز العنصري والاضطهاد . فقد كان القوة المثابرة المجندة للحفاظ على احياء الذكرى ومن اجل تصعيد وتكثيف النضال اليهودي العربي الاممي من اجل اقتلاع شجرة السم من جذورها, واوصل توفيق طوبي نبأ المجزرة الى الامم المتحدة مؤكدا ان الجريمة مأخوذة من جرائم النازيين, وهي بمثابة تهديد خطير لكل المواطنين العرب, وعندما طالب طوبي رئيس الحكومة انذاك, بن غوريون ببيان عن المجزرة, فكان رد بن غوريون التحريض والشتائم والتهرب من الحساب وقاطع نواب مباي, الشيوعي طوبي خلال الحديث عن المجزرة في الكنيست, بصرخات اسكت, اسكت, وهذا يقول ان الشعب الذي يدعي أنه بمثابة نور للامم , لا يبدي اية اشارة لتأثره والسعي لرفض الجرائم والتمييز والتهميش ضد العرب . وعليه ان يحاسب نفسه. خاصة ان التصرف خلال اقتراف المجزرة يؤكد مدى وحشية الجنود والضباط. فقد كان رد المسؤولين على كل تساؤل من جندي : اقتل الله يرحمه !! ويدعون رغم ذلك طهارة السلاح وانهم الجيش الاكثر اخلاقية في العالم. واثمر نضال النواب الشيوعيين ومطالبهم , عن محاكمة بعض الضباط شدمي صاحب اوامر الله يرحمو وبدون عواطف وحوكم بقرش الامر الذي يؤكد مدى تواطؤ الجهاز القضائي في التغطية على ممارسات الحكومة العنصرية. وعرف هذا الحكم في التاريخ الاسرائيلي بقرش شدمي . وحكمت المحكمة على عدد من المسؤولين لفترات تراوحت بين (15-17) سنة بالسجن الفعلي لكن موشيه ديان , القائد العام للجيش رأى ان الحكم قاسيا فخفضه وبعد ثلاث سنوات تحرروا وخرجوا من السجون وتبوأوا مراكز هامة في قيادة الدولة. خاصة ان شدمي قرر ان حظر التجول يجب ان يفرض بقسوة واطلاق الرصاص للقتل وبدون اعتقالات . ومنذ الخمسينات حتى اليوم لم يتغير النهج السلطوي , فالتعامل الترفيهي مع القتلة اليهود والعرب , ازداد وتعمق وعلى سبيل المثال : القاتل اليئور ازاريا بعد خروجه من السجن الترفيهي استقبله بالعناق والضم والقبل نتن ياهو نفسه وفي ذلك رسالة للمجرمين تطالبهم بالقتل والمزيد من الاجرام ضد العرب وكأن المقتول هو ذبابة او بعوضة. والامر الواجب ابرازه وتأكيده , انه يسجل لاهالي كفر قاسم ومنذ المجزرة وحتى اليوم شرف الصمود والتشبت بالارض وعدم الركوع على الركب. وعلينا جميعا كضحايا لسياسة التمييز والمجازر المستمرة الاصغاء الدائم لصوت نداء الشهداء من كفر قاسم حتى اليوم والذي يستصرخ الجميع لتعميق الوحدة والصداقة والتآخي واليقظه الدائمة لافشال السياسة الدموية. ومحاولة اعادة الذين خرجوا عن وحدة الصف الى البيت الدافيء والا فرؤيتهم كوصمة عار مشينة على جبين الجماهير المناضلة.
...



#سهيل_قبلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ارفض املاءاتكم
- التلميذ يسير على خطى معلمه رغم فاشيته
- وجود تمثال ضحايا هيروشيما دليل على مدى اهمية السلام
- وينك يا جار شرفنا عالصبحية!
- سال الملاك الوحدة لماذا تبكين فقالت لقد طردني الفلسطيني
- من فمك ادينك
- بين اجهاض الرحم واجهاض سوء السلوك
- يصرون على ادراج اسمائهم في لوائح مجرمي التاريخ
- الى متى يلبط الانسان نعمته برجليه؟
- اشتركوا في - الاتحاد -
- واجب الساعة شن الحرب على القبح!
- ​ان بعض الظن اثم
- ​التربية الاخلاقية الصحيحة تمنع العنف
- اديرو وجوهكم الى الشمس
- الاقصى ينتظر بشرى انجاز الوحدة الفلسطينية
- الحق لي والقدس لي
- عمره سنتان ونصف ويرفض الخدمة في الجيش
- السير بخطى عرجاء نحو الوحدة خطر على الفلسطينيين ويخدم الاحتل ...
- ​للرفض وجهان
- تشرين الاول واولوية الافكار لمن؟


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سهيل قبلان - مجزرة كفر قاسم دليل لا يدحض على وحشية الحكم