أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - -انغماس في العيب- حقاً!














المزيد.....

-انغماس في العيب- حقاً!


ياسين الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 1557 - 2006 / 5 / 21 - 11:19
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في يوم واحد، 17/,5 نشرت جريدة الحكومية السورية مادتين حول ، واحدة بتوقيع عصام داري والأخرى بتوقيع <المحرر السياسي>. تشترك المادتان في التشكيك في توقيت صدور الإعلان، وفي اعتباره تبرئة لإسرائيل وإدارة بوش من كل الكوارث والمآسي التي يعيشها لبنان، حسب تعبير <المحرر السياسي>. ويرى كاتبا <تشرين> أيضا أن الإعلان يتهم سوريا ويتجنى عليها ويحملها مسؤولية تدهور الأوضاع بين البلدين، حسب تعبير داري.
أشعر أني معني جدا بالرد على كلام <تشرين> التخويني، لا لأني أحد الموقعين على الإعلان فقط، وإنما كذلك لأن منطق كاتبيها، منطق احتكار الوطنية وتخوين المثقفين والمعارضين، هو ذاته المنطق الذي سبق له أن سوّغ مقامي مع ألوف غيري سنوات طوالا في السجن.
1 ليس هناك شيء نوعي بخصوص تساؤل <تشرين> عن التوقيت الذي يصاغ عادة في الشكل التالي: <لماذا الآن، وفي هذا التوقيت بالذات؟>. فلطالما طرح التساؤل الشكاك ذاته بخصوص أي مبادرة أو تحرك احتجاجي يقوم به مثقفون أو معارضون سوريون. أن يزامن بيان التسعة وتسعين قبل أقل من ست سنوات وصدور بيان المطارنة الموارنة في لبنان في خريف ,2001 وأن يقارب موعد <إعلان دمشق> وقت صدور تقرير ميليس الأول في تشرين الأول الماضي، وأن يتواقت <إعلان بيروت دمشق> مع مداولات مجلس الأمن التي تمخضت عن القرار ,1680 لهي أمور لا يمكن أن تنسب إلى نوايا حسنة حسب <المحرر السياسي>.
على أن المشكلة في الواقع ليست في تواقتات عارضة إلى هذا الحد أو ذاك، بل في أن الأوقات جميعا غير مناسبة، بل مشبوهة، للعمل المستقل والمعارض من وجهة نظر أجهزة الحكم السورية. الوقت المناسب للنشاط العام المستقل والمعارض هو وقت لا يأتي أبدا. هذا بالضبط هو معنى حالة الطوارئ. وليس مصادفة أنها لا تضيق أبدا بالاعتقال على الرأي.
2 توحي قضية التوقيت أنه لو جرت الأنشطة العامة المشار إليه في وقت آخر لما أثارت ريبة الأجهزة الأمنية والإعلامية الرسمية في سوريا. كلا. ف<المثقفون> المزعومون (القوسان ل<تشرين>)، السوريون واللبنانيون، يقومون أيضا بتبرئة إسرائيل وإدارة بوش من دم العلاقات السورية اللبنانية النازف. هذا اتهام مثير للاشمئزاز ولا يستحق الرد. فللمثقفين والناشطين الموقعين على البيان إسهامات فكرية وعملية ضد العدوانية الإسرائيلية، وتضامنا مع شعب فلسطين، وتشريحا لسياسات الهمينة الأميركية وانحيازها الأعمى لدولة الاحتلال. وسيكون من باب هدر الوقت التذكير بأعمال ميشيل كيلو، فك الله أسره، وبرهان غليون وطيب تيزيني وصادق جلال العظم وغيرهم من سوريا، وإلياس خوري ونضال الأشقر وفواز طرابلسي وأحمد بيضون وغيرهم من لبنان. ولا ريب في أن أولئك المثقفين يعتقدون أن الرد الأكثر جدية على الاحتلال الذي يسلب الفلسطينيين ومواطني الجولان السوريين حريتهم هو أن يتمتع السوريون واللبنانيون والعرب بحريتهم؛ وأن نسعى إلى التفوق على ذاك الكيان العنصري عبر ضرب مثل في المساواة وحكم القانون وتفتح الحريات في بلادنا.
3 ليس المثقفون السوريون ضيوفا في بلدهم، وواجبهم أكثر حتى من حقهم يملي عليهم نقد السياسات الحكومية التي يتأثر بها حاضر البلاد ومستقبلها. لا وجه، إذاً، للكلام على <اتهام سوريا> أو <التجني على سوريا> أو التحامل عليها. يمكن ل<تشرين> أن تناقش المثقفين السوريين، ويمكن أن تنتقدهم وتعتبرهم مخطئين، يمكن حتى أن تتهمهم بالتجني على النظام الحاكم، لكن لا يحق لها أخلاقيا ووطنيا أن تتهمهم بالتجني على بلدهم ولا بتبرئة العدو الإسرائيلي وسنده الأميركي. هذا <انغماس في العيب> (عنوان مقالة داري)، يندر للأسف أن نصادفه في عالم اليوم في غير بلدنا.
لكن لماذا تسارع <تشرين> وغيرها من أدوات الإعلام الرسمي إلى سلاح التخوين الشامل ضد المعارضين؟ ألذلك علاقة بالعجز عن مقارعة الحجة بالحجة؟ وألا يعني أن النظام هو الوطن من وجهة نظرها، وتاليا نقد النظام خيانة للوطن؟ وكيف يستقيم ذلك مع الكلام على الوحدة الوطنية؟
4 الأمانة تقتضي من <تشرين> أن لا تنسب إلى الموقعين على الإعلان اعتبارهم وجود العمال السوريين في لبنان <ضارا للبنانيين>، واضعة قوسين حول الكلمتين، بما يوحي أنهما مقتبستان منه. دعا الإعلان إلى تنظيم أوضاع العمالة في البلدين، بما يضمن مصالح التنمية في كل منهما من ناحية، وبما يستجيب لمصالح العمال أنفسهم من ناحية أخرى.
ليس إعلان المثقفين نصا مقدسا: صيغته بخصوص العمالة غير موفقة، وكان يمكن أن يكون أكثر نقدية وتاريخية، أكثر شمولا وتوازنا، وأقل سياسية ظرفية؛ لكنه نص مفتوح، نقده ضروري والبناء عليه ممكن دوما، وهو بمجمله نموذج طيب للشراكة بين مثقفي البلدين التوأمين.
يبقى أن مقالتي <تشرين> هما الوجه الإيديولوجي لحملة أمنية استهدفت حتى ظهيرة يوم الخميس، 18/,5 قرابة 15 من الموقعين على الإعلان. بعبارة أخرى، إنها <الفتوى> التي تمنح الشرعية لاعتقالهم ومحاكمتهم. وبينما كان يستحيل التنبؤ بالمصير الذي يدخره التاريخ للإعلان، فإن موجة الاعتقالات التي تلته في سوريا ستمنحه قيمة تاريخية تتخطى تصورات موقعيه.



#ياسين_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوربا ومخاطر انفجار قيامي للشرق الأوسط
- خارج السلطة: تحول موقع الماركسية الثقافي
- تساؤلات بصدد الحرب الأهلية والحرب الطائفية
- في أية شروط تغدو الطوائف فاعلين سياسيين؟
- من سلطة غير دستورية إلى أخرى
- إعادة تنشيط التمركز الأمني للسياسة السورية
- هل يمكن للمقاومة الانتحارية أن تكون شرعية؟
- مقاربتان حولاوان في التفكير السياسي العربي
- العدو ذات تنقذ نفسها، ونحن ينقذنا التاريخ، لكن بأن نغدو موضو ...
- ماذا يفعل السلاح في الشارع؟
- التلفزيون والسجن: صندوقا السلطة
- لماذا يخسر الديمقراطيون العرب لعبتهم الديمقراطية، دائما؟
- عيد الكراهية الوطني الثالث والأربعون
- القوميون الجدد وسياسة الهوية
- -إعلانُ دمشق- واكتشاف سوريّا!
- طاقة الرمزي والعقلانية الرثة
- الطغيان والواقعية النفسانية
- حداثتنا الفكرية: قومية ألمانية، علمانية فرنسية، اشتراكية روس ...
- إلى المثقفين اللبنانيين: تعالوا زوروا سوريا!
- الأقليات غير موجودة في سوريا، لكن إحصاء الطوائف ممكن!


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - ياسين الحاج صالح - -انغماس في العيب- حقاً!