أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - فتاتنا














المزيد.....

فتاتنا


جدعون ليفي

الحوار المتمدن-العدد: 6383 - 2019 / 10 / 18 - 09:52
المحور: القضية الفلسطينية
    



جلعاد شليط جديد ولد: نوعاما يسسخار، اسرائيلية من حملة حقائب الظهر تعيسة الحظ، التي وجد في اغراضها مخدرات، والتي بسبب ذلك اصبحت ضحية لمؤامرة دولية، تحولت ايضا الى بطلة قومية لدينا. قبل لحظة لم يكن أحد يهتم بمصيرها، رغم أنها قضت في السجن الروسي بضعة اشهر، بعد لحظة عندما ستفقد وسائل الاعلام الاهتمام بها وتنتقل الى البطل القادم، سيتم نسيانها.

في هذه الاثناء هي فتاتنا، فتاة الجميع. "نشد على أيدي نوعاما"، "جيش اصدقاء نوعاما"، "غرفة عمليات من اجل نوعاما"، نوعاما متعبة، نوعاما تبكي، نوعاما تحلم، نوعاما تأمل، نوعاما في كل لحظة. رئيس الدولة ورئيس الحكومة يتنافسان حول من سيهتم بها اكثر. اعتصام من اجل اطلاق سراحها بدأ تنظيمه.

كما يبدو أن هذا أمر مؤثر وينعش القلب، تضامن وأخوة، جميعنا شعب واحد، يصعب التفكير في دولة اخرى فيها مسافرة مع حقيبة على ظهرها، مجهولة، التي عوقبت بأكثر مما تستحق، تحولت الى بطلة قومية في هذا الاسبوع. رغم أنها ليست أسيرة حرب في بلاد العدو. اسرائيل تحب الأبطال للحظة مثل هؤلاء، الذين يمكن أن نضخ اليهم يوميا كل ما هو غير موجود هنا: لا يوجد تضامن حقيقي مع الضعفاء، فعليا، يوجد القليل جدا من التضامن بشكل عام. اخرجوا الى الشوارع، الى السوبرماركت، سافروا في الشوارع وقفوا في الطابور، وشاهدوا عدم اهتمام الاسرائيلي بالآخر. بأي آخر. العدوانية التي لا يمكن تصديقها، العنف، الغضب وحتى الكراهية السائدة هنا في كل مكان.

لا يوجد أحد يستغفله أحد، لذلك لن يهتم أحد بأي شخص آخر. سنتصرف بصورة وحشية، سنوقف السيارة أينما نريد، سنلقي ما في أيدينا أينما نشاء، نسرق الدور، نسطو على الاختناق المروري. لماذا؟ ما الذي حدث؟ هل أحد مدين لك بشيء؟

مع نوعاما نحن ابطال، من اجلها يكفي التأوه والأمل والصلاة، وبعدها القلب سينتعش. الفخر القومي يصل الى عنان السماء، لا يوجد من هم مثلنا.

ولكن في المجتمع الذي يسحق الضعفاء ويتخلى عنهم والذي فيه كل الاهتمام بالآخر هو للاغبياء فقط، لا يمكننا التأثر بجدية من اظهار التضامن الفارغ واللحظي مثل الذي يتم اظهاره تجاه نوعاما يسسخار.

نحن نحبها ايضا لأنها تجلب لنا شعور لطيف، أفضل المشاعر، شعور الضحية، المحبب جدا لدينا، لا يجب قول ذلك بشكل صريح، لكن هذا موجود، في ثنايا الحوار العام، يسسخار اعتقلت لأنها يهودية، هي ضحية اللاسامية، الروس ينكلون بها لأن الكارثة لم تكن كافية بالنسبة لهم. العالم كله ضدنا، لذلك فان قلوبنا معها ومع مصيرها المر. لابنة شعب آخر لم يكن هذا ليحدث. فقط لنا. ونحن لا نستحق ذلك بعد كل العذاب الذي مررنا به. هذا موجود في تحت النص في كل حديث عن نوعاما.

ما ليس موجودا في أي ثنايا نص، تحت أي ظرف، هو العمل اليدوي لدينا، اولئك الذين يتعفنون، يتعفن، هنا في السجن بعد أن حكم عليهم، عليهن، بأحكام مبالغ فيها، متوحشة، غير متوازنة بالمرة مع افعالهم، واحيانا ايضا دون أن يرتكبوا أي شيء. الحكم عديم التوازن ليسسخار هو انساني ومهم بالمقارنة مع عدد من احكام المحاكم العسكرية في الضفة مثلا.

لا يمكن عدم قول ذلك ايضا في هذا السياق: الدولة التي تقوم بسجن نحو 100 طفل في كل سنة، عدد منهم اعمارهم اقل من 13 سنة؛ وفي كل لحظة معطاة يوجد في سجونها اكثر من 400 "معتقل اداري"، بدون محاكمة وبدون لائحة اتهام وبدون احتمال الحصول على دفاع وبدون احتمال للعدالة، وهي تصمت لا تنبس ببنت شفة بدون أي اظهار للتضامن مع ضحاياها وبدون احتجاج، هذه الدولة لا يوجد لها أي حق اخلاقي في الاحتجاج على روسيا، الاحتجاج على الجهاز القضائي مشوه لها، والتباكي على الظلم الذي وقع على نوعاما، عزيزتها.

نوعاما يسسخار هي سجينة سياسية، سجون روسيا مليئة بالسجناء مثلها. ولكن انظروا، ايضا سجوننا مليئة بهم. بالآلاف منهم.



#جدعون_ليفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جميعنا وسط
- من فضلك، قُم بالضم
- هل كان الوضع جيد قبل نتنياهو
- محفظة غانتس اللامعة
- ليعلم لوندون وتسيبر أن اسرائيل قاتلة أكثر ب 18 ضعفا
- متلازمة العيسوية
- شركة الاحتلال للانتاج
- علينا الإصغاء الى مانديلا
- معالجة العنصرية بكل أشكالها
- على قدم واحدة
- -صرخة من غزة-
- أيادي ملطخة بالدماء
- الباستيل سينتظر
- كيف يتجرأ اللاجئون الفلسطينيون على “الحلم بالعودة”؟!
- العالم لا يستمع إلى غزة إلا عندما يطلقون النار على إسرائيل !
- «البيت اليهودي» و«المعسكر الصهيوني».. توأمان
- أيها المحتلون الأعزاء نعتذر إذا تضررتم!
- إعلان نتالي بورتمان خطوة على الطريق الصحيح
- هذا ليس نتنياهو بل هو الشعب!
- جيش الذبح الإسرائيلي


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جدعون ليفي - فتاتنا