أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اسرائيل جدار اسيا المدافع عن الغرب / قابل للتمدد والتطور ...














المزيد.....

اسرائيل جدار اسيا المدافع عن الغرب / قابل للتمدد والتطور ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6377 - 2019 / 10 / 12 - 23:01
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مروان صباح / إن عدم إدراك للعلاقة الوطيدة بين الحركة الصهيونية والعالم الغربي كان كفيلاً بإختراق الجغرافيا العربية بأسرع الطرق وبأقل التكلفة ، فما جرى في الآونة الأخيرة من تظاهرات في العراق ليست سوى مجزرة تضاف لمجازر المليشيات التى استوطنت البلد ، لكن ما يلفت من كل ما يجرى في كل من سوريا والعراق وقبلها فلسطين هو ذاك الصمت الغربي عموماً وصمت الدول الكبرى على وجه الخصوص ولهذا ، للصمت أسباب طبعاً سنأتي عليها لكن من خلال فتح قوس أوسع من التظاهرات وأسبابها ، لقد قاد الحراك السياسي الاسرائيلي أواخر القرن التاسع عشر مفكرين صنفوا بالمؤسسين ، الأول بنسكر والرجل الثاني هرتسل لكن الدكتور البشري ليون بنسكر كان الأعمق وصاحب الفكرة الأصلية للصهيونية لهذا من يراجع الفكرين يجد باختصار الفارق واضح بين الرجلين بل عميقاً ، فهرتسل بحث عن اعتناق اليهودي لذاته المتمثلة باحتلال جغرافية فلسطين أما بنسكر وضع الفكر الذي يحمي الكيان اليهودي بإبعاده المحيطة به ، كالمنابع المائية للمنطقة العربية أو ممراتها الخمسة المائية ، مضيق باب المندب ومضيق باب السلام المسمى بمضيق هرمز ومضيق تيران وقناة السويس ومضيق جبل طارق .

كان الإستعمار الغربي المدفوع مالياً بأموال اليهود العالم قد سيطر على مضائق العربية وأنشاء قناة السويس وبدأ بدراسة نوع الاراضي وتنوع البشر التى ارتبطت تاريخياً بالجغرافيا وبالتالي قُسم يهود العالم إلى أقسام توزعوا على الجغرافيا العربية والمنطقة المتاخمة بأعداد بسيطة على سبيل المثال ، نقلت الحركة الصهيونية من أوكرانيا إلى العراق وإيران دفعات أولية وفي ذات الوقت هجرت ايضاً إلى العواصم العربية عائلات وخصت منطقة العريش في سيناء وشرق ليبيا وامتدادً إلى تونس والمغرب وصولاً إلى عمق شرق أفريقيا وبالاتجاه المعاكس الأرجنتين واخيراً فلسطين ، هنا يتوجب الانتباه بين الخلط الذي يقع فيه أغلبية المراقبين حول التباين على الأولويات الذي حصل داخل الحركة الصهيونية بخصوص تحديد أرض دولة لليهود ، لأن أصل الفكرة جاءت من الكتاب المقدس لم تكن الفكرة أبداً وطنية ترغب فقط بتجميع يهود العالم من أجل وطن يجمعهم بقدر أن الفكرة الصهيونية قامت بالأصل على مشروع استردادي كما عبر عنه مناحم بيغين رئيس الوزراء الاسرائيلي الأسبق في لقائه مع السادات ، فالرجل حاول تنشيط ذاكرة الرئيس المصري السابق بتذكيره بتلك الأيدي التى بنت الاهرامات ، البنائون الأوائل .

الآن ، قدسية فلسطين تتفوق على أي أرض أخرى حتى لو كانت ضمن المخطط الأوسع للحركة الصهيونية فالتمدد في العالم يقتصر على تحكم الحركة بالاقتصاد والإنتاج والتصنيع وبالتالي أدركت منذ البداية بأن الذي يعيق تمددها العسكري هو افتقار العنصر البشري لهذا اجتهدت منذ زمن بعيد باحتكار وامتلاك أمرين ، الأول معدة البشرّ وثانياً استقطاب للعقول المبتكرة ، وهذا بالفعل عمل خلاف واسع في الحركة لقد انقسمت الحركة الصهيونية بين الفكرين أمثال ليون بنسكر الذي أصر في المقام الاول ، الاستيلاء على المنطقة بالاقتصاد ونشر الثقافة الغربية في مناحي الحياة ومن ثم تأتي خطوة قيام الدولة في فلسطين وبين من أصروا على قيام الدولة ، أمثال يسرائيل زانغويل مؤسس حركة التوطنيين والذي رأي بأن قيام الكيان اليهودي يجنب يهود أوروبا من القتل والجحيم المعيشي والاضطهاد التاريخي .

لم يكن الصحفي زانغويل أقل قدرة من بنسكر ، أستطاع من خلال كتاباته في أوروبا صنع رأي عام بين النخب ليرسخ مسألة التفوق الغربي على الشعوب الأخرى وبالتالي لا مفر للغرب واليهود معاً من إدارتها عن طريق استعمارها وبمفهوم التفوق الذي صنعه من خلال المقالات والخطب المكرورة استطاع الوصول بالغرب إلى منطقة تستوجب التخلص من الأقلية الأصلية التى تسكن في فلسطين ، بل كان مفتن بالطريقة الامريكية التى تخلصت من الهندي الأحمر ، وهذا يفسر لماذا جاء دور العراق بعد فلسطين ، لقد استهدفت العراق بطريقة متطابقة لفلسطين من حيث التفريغ والتنكيل والتهجير وتقسيم الهوية قبل الأرض ، لأن في النهاية يعتبر العراق الخطوة الأولى التى خطها النبي ابراهيم إلى سيناء ومن ثم فلسطين ، وتعّتبر ايضاً الصهيونية أنها الامتداد الطبيعي للاستعمار ، أي يمكنها التحرك نحو الاراضي التى ترغب بالسيطرة عليها ، بل ذهبت التفاهمات بين الحركة والغرب بأن تكون فلسطين الجدار الذي سيدافع عن أوروبا في اسيا ، وكلما امتدى هذا الجدار بطول والعرض باتت حماية أفضل لأوروبا من الشعوب التى تعتبرها النخب الغربية بالشريرة .

لهذا تعمدت الحركة الثنائية التكاملية بين الصهيونية والغرب على إفقاد المنطقة العربية مضائقها المائية وبالتالي حتى الأن فقدوا العرب جبل طارق وباب السلام وباب المندب فالسيطرة على الأخير متأرجحة بين الشرعية اليمنية والحوثي ، في المقابل تتهيأ أثيوبيا لمحاصرة مياه النيل ، وهكذا من باب المخاوف الذي اثارها الخطيب المتمرس يسرائيل زايغونل سعت الحركة منذ البداية بطرد الأغلبية الفلسطينية لكي لا تحتك معها على الصعد المختلفة وعلى الأخص ثقافياً وبذلك تتحكم بالمنطقة عن بعد فتؤثر ولا تتأثر لهذا تسعى في تجميع السكان داخل كونتونات جدارية معزولة حتى تتمكن من الخلاص منهم في أقرب فرصة وهذا شهدناه في كل من العراق وسوريا وبنسبة أقل باليمن ، هذه الدروس الكبرى جعلت من الدول الإقليمية الوازنة ، تركض ليلاً ونهاراً من أجل تفادي مصير كمصير فلسطين والعراق وسوريا . والسلام
كاتب عربي



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقول القليل من باطن هذه الخطوة الجديدة للجيش التركي في شرق ا ...
- نقول القليل من باطن هذه الخطوة الجديدة للجيش التركي في شرق ا ...
- لبنان بين الفراغ السياسي وسياسة التفريغ ..
- تحديات كبرى أمام حكومة السودانية .
- اللحمة الوطنية تتجلى أثناء حكم المحتل وتنتكب في عهد الوطنيين ...
- سوء الحال في العراق جمّع العراقيين ...
- ما لا يمكن شرائه في السوق الأبيض يمكن شرائه بالسوق الأسود
- الضرورة تحتم محاسبة إقليم كردستان ...
- لتل ابيب نصيب بقيادة المسلمين ...
- الجيش الذي لا يهدأ ابداً .
- ما لا يمكن السماح به / حسابات إيران الخاطئة ...
- إسعّيد التونسي في ثلاثة شخص
- إسعّيد التونسي في ثلاثة شخصيات ...
- النظام الإيراني يعتمد القصف المجهول على غرار القصف الاسرائيل ...
- تُقتل الناس باسم الحسين والحسين يعاد قتله في كل مرة يِقتل أش ...
- إلى الرئيس الفلسطيني ابومازن / مخرج آمن يعيد التوازن على الأ ...
- في ذكرى عاشوراء وجب التذكير ...
- نصيحتي للرئيس ترمب رئيس الولايات المتحدة الأمريكي ..
- رصاصة منك ورصاصة مني / بهاذتان الرصاصتان حزب الله يقود حروبه
- أبعاد ضم المستوطنات إلى سيادة دولة إسرائيل ..


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - اسرائيل جدار اسيا المدافع عن الغرب / قابل للتمدد والتطور ...