أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - ايميل الى الرئيس السيسي(مسرح المعقول)














المزيد.....

ايميل الى الرئيس السيسي(مسرح المعقول)


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 6367 - 2019 / 10 / 2 - 13:32
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


* مسرحيات شكسبير، كم هى رائعة ، وخاصة التي تستمد عناوينها من اسماء الملوك مثل ريتشارد الثاني, الملك لير, يوليوس قيصر...وغيرها من المسرحيات الشهيرة التي تقوم على المآسي ، الإنسان فيها دائما في صراع مع الزمن ، والذي يحاول عبثا مواجهته وتحديه بكل مالديه من قوة دون حساب للكوارث والعواقب الوخيمة لهذا الصراع ،التي تحوله ليصبح صراعا مع القدر،وهنا يكون الفاشل ، هكذا صراع هو قوام المسرح الشكسبيري ، وكذلك المقوم الجوهري في المآساة , فالانسان فيه دائما يكون في مواجهة القدر،حيث فاعلية الإنسان في وجوده لا تتحقق إلا بكونه مصارعا تحت سيطرة تطرف أو هواجس وهوس في صميم شخصيتة ، وهذا هو ما يميز مسرحيات شكسبير بلون خاص منفرد ،حيث انك تعرف النهاية من اول مشهد مع وحشية الشخصية تارك في ذهنك انه صراع مستحيل ونتيجته معروفة من طرف شخص متمرد على قوانين الطبيعة الصارمة ، والنهاية الموت المحتوم ،وبهذا الموت التراجيدي تتضح الرسالة المراد إرسالها ،والمغزى السياسي على منصة المسرح ، هذا هو المسرح الشكسبيري .
* اما مسرحيات توفيق الحكيم ، تأخذ شكلها التراجيدي ، مصحوب بملامح الميلودراما ،التي تهتم بالأحداث ذات المواقف العنيدة والحبكة في عرض الصراع لإثارة عواطف الجمهور والتدرج في التصعيد للوصول الى ذروته وتعميق الصراع حتى تصل إلى الأزمة الحقيقية، حيث إن هذه التعقيدات تحافظ على انتباه الجمهور وتجعله متشوقا لمعرفة نهاية الصراع وإحساسه بأنه جزء منها ويجب ان يكون له دورا في صياغة نهايتها .
* هناك مسرحيات اللامعقول يحاول من خلالها الهزليين،إقناع المشاهد برؤية جديدة، يثبت من خلال أحداثها انه عبقري في مهنته وليس دخيل عليها ويمكنه ان يتفوق على شكسبير وتوفيق الحكيم، من خلال رؤية إخراجه للأحداث التي تكون أغلبها مصطنعة، معتمد فيها على الإشتباك الساخن بين الإطار الفكري والإطار التاريخي والإنساني والايديولوجي للواقع المصري ، حيث اطلق فيها العنان لرؤية الإخراج وحدها متجاهل النص، لتحمل هوية خطاب الإخراج ، من خلال تفكيك أنساق النص ذاته والعبث ببنيته ليقدم مشهد ويؤخراخر ويحذف مشهد ،ليأتي العرض في شكل دراماتورجية ، فالمشهد الان على مسرح اللامعقول مواقفه تراجيوكوميدية يبين لنا كم حجم الصراع ومدى عمق الازمة وكيف تحولت الى عقيدة يكفر بها طرف الاخر ليوضح بالتشخيص الذي يحمل الطابع الأريستوفاني ان النظام السياسي القائم وهو الديمقراطية التي لم تكن في تقديره تحمل سوى عنوانها ، ليجسد رؤيته من خلال مواقف تبين التضحية بالمصالح العامة في سبيل المنافع الخاصة ،ما دفعه مجبرا بإتخاذ تلك المواقف للحفاظ على المجتمع والمؤسسات والمقدرات والمكتسبات ،حقا ،هذا المشهد بكل مواقفة وادواته جعل المشاهد المصري اكثر ترقبا وارتباكا وتخوفا،ومع ذلك لم ينفعل معها.
* ما نتمناه ونرجوه ، مشاهد بعيدة عن المواقف الشكسبيرية واللامعقول ،مواقفها عقلانية ،عماد قوامها الرؤية الفكرية العقلانية " المعقول" ، التي تتخللها المواقف الذهنية الحقيقية والتاريخية، حيث يستطيع المُشاهد والمُتابع والقارئ للحدث اي الإنسان المصري ، ان يكتشف الكثير من الدلائل والبراهين والرموز ، التي يمكن إسقاطها على الواقع بدون اي عناء ، لتسهم في توضيح الرؤيه الواقعية على مسرح الحياة السياسية للمجتمع ، والتي تتسم بقدر كبير من العمق والوعي ، حتى تجعل الانسان المصري جزء منها ومشارك فيها ، بل يصبح احد ابطالها الفاعلين والمؤثرين ، لتظهر الشخصية والبيئة المصرية الحقيقية بكل عناصرها ، ليتحول المشهد الى عرض مستمر ومن ثم الى ملحمة كل ما فيها ابطال ، ادوارهم رئيسية لا ثانوية ، حوارهم متناغم ومتجانس ومشع ومشوق ، لا يحتاج الى تداخل منولوجي هزلي كما تعودنا لملئ الفراغات الذهنية في الحاضر والمستقبل ،وهذا لا يتحقق إلا بعناصر وبأدوات عرض حقيقية تجسد حرية التعبير، وقبول الرأي الأخر، وحوار دائم قائم على المشاركة لا للهروب الى الأمام بحوارات وجلسات من طرف واحد لا تشاهد وتستمع فيها سوى المدح والتصفيق ،هذا ما يبدو لى واتوقعه.



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صراع الطبقات وانتلجنسيا السلطة في مصر
- التضخم في مصر
- أيهما افضل الفاشية ام جماعة الإخوان؟
- مشروعية التعديلات الدستورية
- التعديلات الدستورية..(السلطة نشوة تعبث بالرؤوس)
- سندات مصر الدولارية من الشراهة الى الإدمان
- الاختلالات الهيكلية للإقتصاد المصري..الادخار
- مبارك يطلب إذن..هل أهان دولة القانون؟
- فرنسا بين الإحتجاجات والانتلجنسيا
- الجنيه بين التعويم والتخفيض
- بروباغندا عقيمة
- مصر: زيادة أسعار المحروقات لثالث مرة في عامين
- إذن: مصادر تمويل الموازنة تضخمية
- أمريكا والصين من صراع تجاري الى حرب عملات
- النص .. تأويل لا تفسير
- رسالة الى من يهمه الامر(تحديد الأسعار)
- قصة في سطور - أتت تحمل مفاتنها -
- خفض سعر الفائدة .. قرار غير موفق
- تيلرسون في القاهرة يامرحبا.. يامرحبا
- الى الرئيس..هم ذئاب وليس أشقاء


المزيد.....




- كاميرا CNN تُظهر استخدام الشرطة القوة في اعتقال متظاهرين مؤي ...
- “اعرف صلاة الجمعة امتا؟!” أوقات الصلاة اليوم الجمعة بالتوقيت ...
- هدفنا قانون أسرة ديمقراطي ينتصر لحقوق النساء الديمقراطية
- الشرطة الأمريكية تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة ...
- مناضل من مكناس// إما فسادهم والعبودية وإما فسادهم والطرد.
- بلاغ القطاع الطلابي لحزب للتقدم و الاشتراكية
- الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (الإتحاد المغربي للشغل) تدعو ...
- الرفيق جمال براجع يهنئ الرفيق فهد سليمان أميناً عاماً للجبهة ...
- الجبهة الديمقراطية: تثمن الثورة الطلابية في الجامعات الاميرك ...
- شاهد.. الشرطة تعتقل متظاهرين مؤيدين للفلسطينيين في جامعة إيم ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - احمد البهائي - ايميل الى الرئيس السيسي(مسرح المعقول)