أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - التضخم في مصر














المزيد.....

التضخم في مصر


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 6297 - 2019 / 7 / 21 - 17:39
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


يعرّف التضخم بأنه الارتفاع المستمر في المستوى العام للأسعار في دولة ما والناجم عن فائض الطلب عما هـو معروض من السلع والخدمات خلال فترة زمنية معينة. كما يعرف بأنه عبارة عن الانخفاض المستمر والمتواصـل فـي القيمـة الحقيقية لوحدة النقد، حيث يمتاز التضخم في مصر بأنه مركب ومتنوع، فالتضخم في مصر، بجانب أنه ناشئ عن الطلب فهناك التضخم النقدي، والتضخم في أسواق السلع (التضخم السلعي والتضخم الرأسمالي)، كذلك التضخم في أسواق عوامل الإنتـاج (التضخم الربحي والتضخم في التكاليف). وما يزيد تميز هذه الأنواع أنها تشترك في خاصية واحدة، وهي عجز النقود عن أداء وظائفها أداءً كاملاً، فقد أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن معدل التضخم العام لشهر يونيو 2019، شهد تراجعاً على المستويين السنوي (ليسجل 8.9% مقابل 13.8% فى يونيو/ حزيران 2018) والشهري (بانخفاض 1% عن شهر مايو/ أيار 2019)، بالنظر إلى الأرقام المعلن عنها، حيث بلغ حجم الانخفاض في معدل التضخم السنوى 4.9%، ومع ذلك من يراقب أسعار أسواق السلع والخدمات، يعلم أنها بعيدة تماما عن تلك الأرقام والنسب المعلنة، لنتساءل من جديد: أي مؤشر رقمي يقاس عليه التضخم في مصر؟
حيث تكتـسب مؤشرات الأرقـام القياسية أهميتها، من خلال مقدرتها على إظهار التغيرات في مستويات الأسعار التي تحدث في الاقتصاد، فكلما كانت تلك الأرقام دقيقة وشاملة، دل ذلك على مقدرتها في عكس التغيرات التي تحـدث فـي القـوة الشرائية للنقود. فمن الملاحظ، أنه يعتمد في عملية قياس ظاهرة التضخم في الاقتصاد المصري على الرقم القياسي لأسعار الجملة والرقم القياسي لأسعار التجزئة، تلك الأرقام المعروف عنها أنه يشوبها بعض القصور وعدم الدقة في جمع بياناتها، وهذا ما تبينه أرقام ومعدلات التضخم المعلن عنها، متجاهلين الاعتماد على رقم قياسي آخر أكثر دقة، وهو الرقم القياسي الضمني، فهو يعد من أكثر الأرقام القياسية استخداما في قياس تضخم اقتصاديات الدول، وتعتمد هيئـات ومنظمـات دوليـة عديدة، وخصوصا صندوق النقد الدولي على هذا الرقم، وذلك نظرا لاحتواء هذا المؤشر على أسـعار جميع السلع والخدمات الموجودة في الاقتصاد القومي، سواء كانت سلعا وسيطة أو إنتاجية أو سلعا استهلاكية نهائية، كما يتضمن أسعار الجملة والتجزئة على السواء، ويتم الحصول عليه من خلال قسمة الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية علـى الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الثابتة مضروباً في مائة، وذلك في سنة معينة أو كل ربع سنوي، فإذا كان ناتج القسمة مساويا 100، فذلك دليـل علـى استقرار مستويات الأسعار، في حين أنه إذا زاد الناتج عن 100، فإن ذلك يؤكد على حدوث ارتفاع في المستوى العـام للأسعار. وعلى العكس إذا كان الناتج أقل من 100، فإن ذلك يدل على حدوث انخفاض في المستوى العام للأسعار.
والدليل على ذلك، أعلن أن معدل التضخم السنوي 2017 و2018 في مصر كان على التوالي 29.5%، 14.4% حسب بيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. ولكن باستخدام مؤشر الرقم القياسي الضمني، هو في حقيقته أعلى من ذلك، فبقسمة الناتج المحلى الإجمالي بالأسعار الجارية خلال أعوام 2017 و2018 (4.440 و3.475) على الناتج المحلى الإجمالي بالأسعار الثابتة لنفس الأعوام (3.650 و 2.000 ) كل منهما مضروب في مائة، حيث الأرقام مقدرة بتريليون جنيه، تجد أن التضخم على التوالي 173.5%، 122%، أي أن الزيادة عن 100 لأعوام 2017 و2018، كانت 73.5% و22%، ومع توافر بيانات عن الربع الأول والثاني للسنة المالية الحالية 2018/2019، حول الناتج المحلي الإجمالي بالأسعار الجارية (1.404 و1.383) والثابتة (0.951 و0.923 )، تجد أن التضخم للربعين الأول والثاني للسنة المالية الحالية على التوالي 152% و 145%. وهذا يدل على أن معدلات التضخم أعلى من النسب المعلن عنها ، حسب مؤشر الرقم القياسي الضمني، ومن هنا نطالب ببعض الشفافية، وألا تكون البيانات التي يعتمد عليها في قياس التضخم تقتصر على عدد محدود من محافظات الجمهورية، حتى تعكس التغيرات الحقيقية في مستوى معيشة الأفراد، وألا تقتصر على أنماط المستهلكين في الحضر دون الريف، وألا يعتمد فيها على أسلوب العينة في إعداد الرقم القياسي لأسعارالمستهلك، وعدم الاعتماد على الأسعار الرسمية لمبيعات التجزئة التي لا تعكس حقيقة الأرقام الفعلية، وخاصة عند انتشار ظاهرة التعامل في السوق السوداء، أو تحديد الأسعار في السوق، وفقا لقوى العرض والطلب، وذلك حتى لا تشير الأرقام القياسية الى التضخم الظاهر، دون الإشارة إلى التضخم المكبوت، وهذا ما نخشاه.



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيهما افضل الفاشية ام جماعة الإخوان؟
- مشروعية التعديلات الدستورية
- التعديلات الدستورية..(السلطة نشوة تعبث بالرؤوس)
- سندات مصر الدولارية من الشراهة الى الإدمان
- الاختلالات الهيكلية للإقتصاد المصري..الادخار
- مبارك يطلب إذن..هل أهان دولة القانون؟
- فرنسا بين الإحتجاجات والانتلجنسيا
- الجنيه بين التعويم والتخفيض
- بروباغندا عقيمة
- مصر: زيادة أسعار المحروقات لثالث مرة في عامين
- إذن: مصادر تمويل الموازنة تضخمية
- أمريكا والصين من صراع تجاري الى حرب عملات
- النص .. تأويل لا تفسير
- رسالة الى من يهمه الامر(تحديد الأسعار)
- قصة في سطور - أتت تحمل مفاتنها -
- خفض سعر الفائدة .. قرار غير موفق
- تيلرسون في القاهرة يامرحبا.. يامرحبا
- الى الرئيس..هم ذئاب وليس أشقاء
- الحراك الإيراني بين النطفة والعلقة..هل تجهضه أمريكا؟
- يوسف زيدان بين البارانويدية والعمالة


المزيد.....




- إسرائيل.. صندوق التعويضات في سلطة الضرائب يتلقى 39 ألف طلب ت ...
- الأسواق تعيد تسعير المخاطر.. ماذا عن الذهب والعملات المشفرة؟ ...
- من الذهب إلى النفط: كيف توظّف عقود الفروقات على السلع لحماية ...
- صندوق النقد الدولي يقر تمويلا بقيمة 1.3 مليار دولار لبنغلادي ...
- الاقتصاد السويدي ينمو أبطأ من المتوقع
- العراق يفتح الأجواء أمام حركة الملاحة الجوية الدولية
- رقم قياسي.. 25 مليون سرقة سنوية تزلزل قطاع التجزئة الألماني ...
- رئيس WEF: الوضع الجيوسياسي الحالي هو الأكثر تعقيدا منذ عقود ...
- صيف -ساخن- للاقتصاد الأميركي.. والقرار بيد باول
- إيفو: مناخ الأعمال في ألمانيا يصل إلى أعلى مستوى له منذ عام ...


المزيد.....

- دولة المستثمرين ورجال الأعمال في مصر / إلهامي الميرغني
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / د. جاسم الفارس
- الاقتصاد الاسلامي في ضوء القران والعقل / دجاسم الفارس
- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - احمد البهائي - التضخم في مصر