أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - احمد البهائي - صراع الطبقات وانتلجنسيا السلطة في مصر














المزيد.....

صراع الطبقات وانتلجنسيا السلطة في مصر


احمد البهائي

الحوار المتمدن-العدد: 6355 - 2019 / 9 / 19 - 15:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


امتاز الصراع الطبقي في مصر بخصائص وصفات جعلته مختلفاً تماما عن الصراع الطبقي في المجتمعات الأوروبية، لسبب بسيط أن اقتصاد مصر لم يكن نتاج تطور طبيعي لأنماط الإنتاج المعروفة، وإنما كان نتاجا لمؤثرات خارجية دخيلة عليه، وهي مؤثرات الاستعمار، وبالتالي، فإن الطبقات التي أفرزها المجتمع المصري كانت حتما مختلفة عن مثيلاتها في المجتمعات الأوروبية، من حيث تركيبها وتكوينها وأسس العلاقات بينها، بل بين شرائح الطبقات نفسها، كما أن علاقتها الإنتاجية اختلفت، أيضاً، عن علاقات الطبقات الإنتاجية الإجتماعية الأوروبية، وترتب على ذلك أن الصراع الطبقي كان في البلاد الأوروبية بين الذين يملكون والذين لا يملكون، أما في البلاد المستعمرة أو شبه المستعمرة كان صراعاً، ومازال، بين الذين يملكون والذين يملكون، بدرجة الصراع نفسها بين الذين يملكون والذين لا يملكون!
كان صراع الطبقات التي كانت لا تملك في البلاد الأوروبية موّجهاً ضد طبقة مالكة واحدة، ويتركز ضدها، أما في مصر فالطبقة التي لا تملك دائما ما تجد فوقها طبقتين مالكتين تستغلانها، طبقة البورجوازية، تركبها طبقة قوية تملك وتحكم، وهي الطبقة الاحتكارية، بجناحيها الزراعي الصناعي والتجاري المالي، تلك الطبقتين اللتين كانتا تتحالفان وتتحدان من أجل الحفاظ على مصالحهما، وهذا ما جعل الصراع محكوماً عليه دائما بالفشل، وهذا تجده في البلاد التي كانت خاضعة للاستعمار أو شبه استعمار ومنها مصر.
من ناحية أخرى، هناك جناح ظهر في مصر أوائل الثمانينات، يدعي أنه من الطبقة المتوسطة، لكنه في الحقيقة طبقة صنعتها سلطة الدولة ومن داخل مؤسساتها، تندرج تحت مسمى "انتلجنسيا السلطة" التي هي أحد أجنحة البورجوازية الكبيرة الآن، فالمعروف أن الانتلجنسيا طبقة يصنعها الشعب، أما في مصر فهناك طبقة تصنعها الدولة، وتكون في خدمتها، وهذا ما نراه الآن في مصر، فعندما قامت ثورتا 1919 و23 يوليو 1952، كانت الانتلجنسيا تمثل العمود الفقري في الطبقة البورجوازية الصغيرة التي تتكون من الطلبة والموظفين وأصحاب المهن الحرة من المحامين والمهندسين والأطباء والصحافيين وأساتذة الجامعات وصغار التجار والصناع وغيرهم، والتي كانت تمثل في مصر نفس الدور الذي كانت تمثله الطبقة الوسطى الأوروبية في مناصرة الديموقراطية الليبرالية، لكنها كانت في مصر تمتاز بصفة في التكوين، فكانت تستمد أهميتها من التركيب الطبقي الاجتماعي والثقافي، فكانت الانتلجنسيا المصرية تنحدر من طبقتين اجتماعيتين، هما الاستقراطية والوسطى، وهذا ما كان يميزها في عملها السياسي وفكرها الاقتصادي والاجتماعي. ولكن، في أواخر الخمسينات، دخلت في صراع داخلي بين فرعيها، بفعل عدة عوامل ومتغيرات، أثرت على الأصول الاجتماعية والثقافية للانتلجنسيا، إلى أن تم التخلص من فرع الانتلجنسيا الأرستقراطية، وظهرت الانتلجنسيا الوطنية، التي أرادت أن تتجه إلى طبقة البروليتاريا التي تمثل العمال الصناعيين والفلاحين، لتوسع من قاعدتها، ولكن بعد فترة وجيزة فشلت تلك التجربة بفعل عوامل خارجية وداخلية.
لو قيض لهذه التجربة النجاح لأعطت نموذجا فريدا سجل باسمها، فمن أسباب عدم نجاح انتلجنتسيا الوطنية أنها ظلت تسير على أسس ومفاهيم وآليات انتلجنتسيا البورجوازية الصغيرة ولم تضع الأسس الخاصة بها التي تساعدها على التطور مع تطور الحركة الوطنية، كذلك وقوفها إلى جانب القومية بالأسلوب والطريقة التي تمليها عناصر القومية الحاكمة ضد فكرة الجامعة الإسلامية تارة، وضد الديموقراطية تارة أخرى دون أن يكون لها فكر ومنهج وأسلوب خاص بها، لينتهي بها المطاف إلى حدوث صراع داخلي مرة أخرى داخل الطبقة الواحده، ويتم تحييد قطاع عريض كان أساسها، ويشمل المثقفين والطلبة وأساتذة الجامعات، لتظهر انتلجنسيا السلطة الرافضة تماما أن ينضم إليها أي قطاع أو فئة أو شريحة، وخاصة من الطبقة العاملة الكادحة، الذين ينظرون إليهم على أنهم خداما وعبيدا لهم، وهذا كان واضحا في التصريحات الأخيرة لمن ينتمي إلى انتلجنتسيا السلطة البورجوازية، الذين ملأوا مؤسسات الدولة وأجهزتها دون استثناء، واعتبروها ملكا لهم ويجب أن تورث من الجد إلى الأب إلى الابن .
النهوض بالدول سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، لا يتحقق إلا بوضع الشخص المناسب في المكان المناسب، فالثقة وحدها لا تكفي بل يجب الاختيار على أساس الكفاءة والموهبة والخبرة والقدرات والسيرة الذاتية، فمن المعروف أن تكوين الشخص العلمي والاجتماعي والفكري والثقافي وخاصة بالنسبة للمسؤول تحدد نوعية القرارات التي يمكن أن تتخذ في إطار مبادئ الثورة، فكل مرحلة لها أشخاصها التي تحدد طبيعة المهام التي يقوم بها، فالقيادة لا تتوقف على المقدرة الإدارية فحسب، بل يجب توّفر كاريزما اتخاذ القرار، ولهذا يجب على القائد أن يحدد الهدف بوضوح لكل مرحلة ومن ثم اختيار العناصر الملائمة والصالحة لكل مرحلة وخاصة القادرين على تنفيذ الأهداف. وحتى يحدث تغييرا محسوسا وملموسا يشعر به المواطن العادي، يجب استخدام أشخاصا يتسمون بالجرأة والقدرة على اتخاذ القرار بما تقتضية الحالة، كذلك المغامرة ولكن يجب أن تكون داخل إطارها وأصولها وقواعدها.



#احمد_البهائي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضخم في مصر
- أيهما افضل الفاشية ام جماعة الإخوان؟
- مشروعية التعديلات الدستورية
- التعديلات الدستورية..(السلطة نشوة تعبث بالرؤوس)
- سندات مصر الدولارية من الشراهة الى الإدمان
- الاختلالات الهيكلية للإقتصاد المصري..الادخار
- مبارك يطلب إذن..هل أهان دولة القانون؟
- فرنسا بين الإحتجاجات والانتلجنسيا
- الجنيه بين التعويم والتخفيض
- بروباغندا عقيمة
- مصر: زيادة أسعار المحروقات لثالث مرة في عامين
- إذن: مصادر تمويل الموازنة تضخمية
- أمريكا والصين من صراع تجاري الى حرب عملات
- النص .. تأويل لا تفسير
- رسالة الى من يهمه الامر(تحديد الأسعار)
- قصة في سطور - أتت تحمل مفاتنها -
- خفض سعر الفائدة .. قرار غير موفق
- تيلرسون في القاهرة يامرحبا.. يامرحبا
- الى الرئيس..هم ذئاب وليس أشقاء
- الحراك الإيراني بين النطفة والعلقة..هل تجهضه أمريكا؟


المزيد.....




- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - احمد البهائي - صراع الطبقات وانتلجنسيا السلطة في مصر