أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير زين العابدين - الرؤية المنفردة














المزيد.....

الرؤية المنفردة


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6355 - 2019 / 9 / 19 - 19:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الرئيس السيسي شخصية وطنية مخلصة لا أدني شك في ذلك، وقد اكتسب مكانته وتقديره لدي جموع الشعب المصري نتيجه لدوره الكبير في التجاوب مع ثورة الشعب والتخلص من حكم الإخوان المجرمين، فقد كان علي رأس القوات المسلحة التي دافعت عن الشعب في مواجهة الإجرام الأخواني.

وهنا لا يجب أن نختزل هذا الدور العظيم في شخص بعينه، فهناك القادة الذين لم يعترضوا، فقد كانت لديهم نفس الرؤية، ووافقوا علي الخروج بقواتهم لحماية ثورة الشعب في 30 يونيو، وهناك أيضا القوات التي خرجت لتواجه المخاطر بأجسادها وأرواحها غير عابئين بالتهديدات التي أطلقتها الجماعة الإرهابية، ونجحت القوات متكاملة وعلي رأسها الرئيس في استعادة وتأمين هذا الوطن المختطف من العناصر الإرهابية الأخوانية،وهناك أيضا التلاحم والإلتصاق بين الشعب والجيش هو السبب الرئيسي الذي أنجح 30 يونيو واستطاع القضاء علي الأخوان.

أمّا وقد تولي الرئيس مقاليد الحكم، فنحن أمام شخصية سياسية، لا يجب الخلط بينها وبين بطل ثورة يونيو، تبقي مكانته وقدره داخل قلوب المصريين للدور الذي قام به، ولكننا أمام دور ومهمة جديدة، المفترض الّا علاقة لها بما حدث في يونيو، سوي أنها كانت السبب في التخلص من نظام فاسد معادي، وإقامة نظام جديد، أتي ليحقق آمال هذا الشعب ويحافظ علي أمنه وسلامه، ويرفع عنه المعاناة، ويدفعه للتغلب علي سلبيات الماضي، ويؤمن له حيات كريمة، ويفتح آفاقا جديدة لمستقبل أفضل، ولا شك عندي في أنها هي نفس أهداف الرئيس، وما يعمل بكل الدأب لتحقيقه.

إن إدارة دولة بحجم مصر، ليست بالمهمة السهلة أبدا، ولا يمكن أن تقوم علي رؤية واحدة، سواء كانت رؤية الرئيس نفسه، أو رؤية جماعة من المستشارين المحيطين والمحسوبين علي النظام الحاكم، فيجري تنفيذها دون الأخذ في الإعتبار كل الرؤي والأفكار والإعتبارات التي تموج بها دولة بحجم مصر.

إن مهمة بناء الدولة كما يطلق عليها الرئيس هي مهمة في غاية الصعوبة، وهنا لا يجب أن نغفل أنها دولة قائمة بالفعل، دولة لديها كل عوامل القوي الشاملة بأنواعها وتقسيماتها.
لديها الكتلة الحيوية لمصر، وتشمل كلا من الموقع والسكان، فمصر قوية بحضارتها وتاريخها الضارب في القدم وهي من مثلت فجر الضمير للإنسانية، لديها شبابها ورجالها ونسائها وجيشها وعلمائها وفنانيها وموقعها ونيلها وثرواتها البشرية والطبيعية وقواها الناعمة.
لديها القدرة العسكرية المتمثلة في قواتها المسلحة القوية المتحدة غير الطائفية أو الفئوية، وهي كتلة صلبة قوامها من الشعب المصري ولا تعمل الّا لصالح الشعب المصري.
لديها القدرة الإقتصادية التي يجب أن يحسن استغلالها والعمل عليها وتطويرها وتنميتها
لديها القدرة المعنوية والإرادة الوطنية التي يجب الحفاظ عليها
لديها القدرة الدبلوماسية (القدرة السياسية الخارجية)
وأخيرا لديها القدرة السياسية (القدرة الداخلية) التي تحتاج الي التصويب والتصحيح، فتنعكس كفاءتها علي كل أنشطة الحياة وعلي باقي عناصر القوي الشاملة.

اذن فنحن إزاء دولة كاملة، لديها كل المقومات، هي دولة قائمة بالفعل علي أرض الواقع، وتحتاج الي استكمال البناء، وتصحيح المسارات، وإزالة السلبيات والمعوقات، ولا يجوز الزعم بأنها تحتاج إعادة بناء، فهي ليست صفرا بل هي قيمة علي أرض الواقع يلمسها العالم كله، وخاصة في المنطقة المحيطة، وقيمة يلمسها أبناؤها وهو الأهم.

إن مشكلتنا هي الإدارة برؤية وحيدة، هذه الرؤية المنفردة هي التي تسببت في ارتباك المشهد السياسي بأكمله، واستقطابه في اتجاه واحد، وهي التي تسببت في تعاظم المعارضة المكبوتة لدي المخلصين من أبنائها، وفي تخبط البعض الآخر، لقد تسببت في زيادة معاناة جموع كبيرة من الشعب ورفعت معدلات الفقر الي أكثر من 60% وتسببت في تعاظم الدين الداخلي والخارجي.

هذه الرؤية الوحيدة هي التي تهين ثورة يناير، رغم نبل أهدافها، وصدق من ثاروا، وإن أردتم اللوم، أو أردتم البحث عمن يقع عليه اللوم، فلوموا من سرقها واستولي عليها وتآمر عليها، لوموا من مارس العنف، ومن هدد الأمان، ومن تقاعس عن تنفيذ دوره فتخاذل وضعف واستسلم، لوموا كل هؤلاء ولا تلوموها.
ليست يناير هي من تهدد الدولة، وليست هي السبب فيما آلت إليه الأمور بعدها، فلولا درس يناير ما تجمع الشعب في 30 يونيو، ليأتي نظام نضع فيه كل آمالنا، ونرجوه أن يقودنا الي حياة أفضل.

ان ممارسات مثل التعويم المفاجئ للجنيه مع إلغاء الدعم، وما أدت إليه من انخفاض قيمة مدخرات ودخل المواطن، وإرتفاع أعباء المعيشة، في نفس الوقت الذي لم يبذل فيه الجهد الكافي لزيادة الإنتاجية ورفع مستوي الخدمات، لا يكفيها الزعم بأن المواطن المصري هو البطل الحقيقي للإصلاح، فهذا المواطن لم يتطوع لتحمل هذا الدور، فصار بطلا، بل فرض عليه فرضا ضمن الرؤية الواحدة.

ان ممارسات مثل تعديل الدستور وتمديد مدد الرئاسة الي 2030، ليست هي الحل لضمان حياة سياسية سليمة في مصر، بل أن 2030 ذاتها ليست ببعيدة، الحل أن يؤسس العهد الجديد ويضع القواعد الكفيلة بممارسة سياسية صحيحة ولا يصادرها ويبدأها ويصحح مسارها، لضمان مستقبل هذا الوطن الذي يمتد طويلا لما بعد 2030.

إن ممارسات مثل إنشاء عاصمة جديدة ومدن جديدة ليست بالأسبقية القصوي في ظل تهالك العاصمة وكل المدن والقري القديمة، تلك هي الرؤية المنفردة، بل أن التوازن بين هذا وذاك هو الواجب الذي كان يجب اتباعه لو تم الاستماع لباقي الرؤي.

مازالت الفرصة قائمة اذا تفتحت العقول والقلوب لكل الرؤي الوطنية، وانفتح النقاش وعومل هذا الشعب علي أنه قد وصل الي سن الرشد منذ آلاف السنين، ويمكننا البناء علي ما هو قائم الآن، فليس لأحد مصلحة في هدم البلد، ومن يحاول هدمها هو عدو للشعب، وهو كفيل بمواجهته والقضاء عليه في ظل منظومة صحيّة ايجابية متفاعلة.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤامرة الكبري
- يدنين جلابيبهن
- نعم الحجاب فرض، ولكن أي حجاب؟
- الدور الغائب للمواطن
- الترجمة العربية لمقال عالم الآثار الإسرائيلي زئيف هيرتزوج (أ ...
- خطر السلفيّة والمتسلفين
- الخدعة الفرعونية
- الطائفية في الإسلام والمسيحية 2
- الطائفية في الإسلام والمسيحية
- الولاء والبراء والمواطنة
- الإعتقاد وإعمال العقل
- الإنسداد السياسي
- التقرير النهائي للجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن الأحداث الت ...
- لا سلطة دينية للدولة
- قراءة في تطورات الموقف الدولي والإقليمي
- استوصوا ...
- المهمة المتعذرة للأزهر
- حقيقة الدور السعودي في المنطقة
- تاريخ السياسة السعودية مع مصر
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سمير زين العابدين - الرؤية المنفردة