أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - جرائم قتل النساء العربيّات التي يسمّونها - جرائم شرف -














المزيد.....

جرائم قتل النساء العربيّات التي يسمّونها - جرائم شرف -


كاظم ناصر
(Kazem Naser)


الحوار المتمدن-العدد: 6337 - 2019 / 8 / 31 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الجريمة هي الجريمة، والقتل هو القتل، ولا يوجد في قاموس الإنسان الحديث جرائم شرف، وجرائم قرف، وجرائم ترف، والجرائم بحق الأبرياء مارستها البشرية منذ قابيل وهابيل، وعاقبت مرتكبيها بالقتل أو بالسجن أو بالتعويض المادّي، وغير ذلك من أساليب ووسائل إعطاء الناس الذين ظلموا حقوقهم التي أقرّتها القوانين الوضعيّة والشرائع السماويّة.
ترتكب ما يسمونها ب"جرائم الشرف " في المجتمعات العربية للانتقام من نساء اتّهمن بإقامة علاقات جنسية مع رجال خارج إطار الزواج؛ المرأة المتهمة تقتل بالرّصاص، أو بالطّعن بآلة حادة كسكين، أو بالخنق من قبل أحد أفراد أسرتها الذي غالبا ما يكون شقيقها، أو والدها، أو والدتها، وعادة ما يدّعي إن هدف جريمته هو إعادة ترسيخ شرف العائلة الذي انتهك نتيجة لسوء تصرف أخلاقي جنسي الطبيعة حدث فعلا، أو كان مجرّد شبهة أو شائعة لا أساس لها، أو إدّعاء باطل سببه عداء شخصي وهدفه الانتقام.
أعداد كبيرة من النساء العربيّات البريئات يقتلن سنويا بما نسميه " جرائم شرف" يقبلها معظم أفراد المجتمع، ويصفونها بجرائم "غسل العار" الذي لحق بأسر النساء اللواتي يتم قتلهن. لكن الفحوص الطبية التي تجرى للضحايا بعد الغدر بهن وقتلهن ببشاعة تثبت أن معظمهن كن عذارى طاهرات، وإن الشرف الذي قتلن لضياعه لم يمسّ ولم يلوّث، وإنّهن فقدن حياتهن لأن أشخاصا منحطين أشاعوا كذبا وظلما أنهنّ كنّ متورّطات في علاقات حميمة أو جنسيّة محرّمة مع أشخاص خارج نطاق الزواج.
في دولنا العربية تلوّث سمعة النساء البريئات، ويلفظهنّ المجتمع ببشاعة، ويقتلن بأسلوب وحشي، ويعتز قاتلوهن بقتلهن، ويدفنّ كنفايات، ويظل الرجال الذين قتلوهنّ أحرارا، لا يلوّث شرفهم، ويتزوجون، ويعملون، ويعيشون حياة عادية لأن المجتمع العربي يعتنق القيم الذكوريّة، وينظر إلى المرأة نظرة دونيّة باعتبارها " عورة " لم تخلق إلا لخدمة وإرضاء الرجل.
وإذا كانت القضيّة قضيّة شرف كما يدّعي البعض فلا بد من طرح هذه الأسئلة: لماذا تقتل المرأة فقط في معظم الحالات ولا يقتل شريكها في الجريمة؟ ولماذا يلوّث حدث كهذا شرف المرأة الضحيّة وعائلتها ولا يلوّث شرف الرجل المعتدي عليها وعائلته؟ ولماذا لا يلوم المجتمع الرجل كما يلوم المرأة؟ وهل المرأة لها شرف لتعاقب عليه والرجل لا شرف له ليفلت من العقاب؟
العواصم العربية ومدن العالم تشهد أن أعدادا كبيرة من السيّاح العرب عزّابا ومتزوجين، شبابا وشيابا يبحثون عن المتعة الجنسية المحرّمة ويمارسونها ليلا نهارا! وبائعات الهوى الأوروبيّات والآسيويّات والإفريقيات المستوردات والعربيات يعرضن أجسادهن للبيع في النوادي الليلية والبارات والشقق المفروشة، ويصلن ويجلن في شوارع مدننا العربية، ويخدمن ملايين الزبائن العرب سنويا، ويصاب بعضهم بأمراض جنسية خطيرة منها الايدز وينقلونها إلى نسائهم! فلماذا لا يلوّث الزنى شرفهم وشرف عوائلهم؟ وأين هو الشرف الذي يقتلون النساء من أجله؟ وكيف يمكن لأناس يدنّسون " شرفهم " أن يقتلوا دفاعا عن الشرف وحمايته!؟ وهل الشرف العربي كما قال المرحوم نزار قباني " تحت تنانير النساء" فقط؟ وأليس احتلال أوطاننا وتدنيس مقدساتنا، وكذبنا ونفاقنا وقبولنا بالذل، واستسلامنا للطغيان والطغاة مخل بشرفنا وكرامتنا؟
في دول العالم كله القانون يطبّق على الذين يخالفونه ويعتدون على الآخرين، وتحلّ قضايا الجرائم الجنسيّة وغيرها في المحاكم الرسميّة حيث ينال المعتدي الجزاء الذي يستحقه وفقا للقانون وأحكا م يصدرها قضاة، وليس وفقا لأحكام يصدرها جهلة في المقاهي والبيوت بلا إثباتات وبلا شهود، وينفذها قتلة بالرصاص والسكاكين في الأزقّة والشوارع والبيوت كما يحدث في التعامل مع " جرائم الشرف " في وطننا العربي.
التقارير تفيد أن هذه الجرائم في ارتفاع مستمر في معظم الدول العربية، وإن معظم الفتيات اللواتي قتلن كنّ بريئات ولم يفقدن " شرفهنّ " كما أثبتت تقارير الأطباء الذين قاموا بفحصهن بعد قتلهن، ودفعن حياتهن ثمنا لجهلنا وتخلّفنا وعدم قدرتنا على التفكير المنطقي العقلاني في حلّ مشاكلنا، وبسبب قوانيننا المجحفة التي تمكّن القضاة من اصدار أحكام مخفّفة قد لا تزيد عن السجن 3 سنوات، وتشجع بذلك الجهلة المخدوعين على ارتكابها. ولهذا فإننا بحاجة إلى إصلاحات قانونية تعتبر هذه الجرائم كغيرها من جرائم القتل، وتعاقب مرتكبيها كما تعاقب مرتكبي جرائم القتل الأخرى، وتحمي المرأة وتصون كرامتها.
هذا الظلم الذي نمارسه ضدّ المرأة العربية لا تقبله الأديان، ويتنافى مع العقل والمنطق والقيم الأخلاقيّة، وترفضه العقول السويّة؛ ولهذا يجب أن يعاقب الشباب الذين يحاولون انتهاك الحرمات والإساءة الى العفيفات الطاهرات بأقسى العقوبات قانونيا وفي المحاكم؛ ولا بد من توعية الناس وتحذيرهم من الشائعات ومن دسائس الكراهية التي تسيء الى سمعة المرأة في مجتمعنا.
إننا أمّة ضحلة الثقافة تعيش على " القال والقيل "، وتنتشر في قراها ومدنها الشائعات المسيئة للنساء البريئات بسرعة، ويقتلن بسبب أكاذيب لا تقبلها إلا " عقولنا المصديه " المريضة ومجتمعاتنا المتخلّفة!!



#كاظم_ناصر (هاشتاغ)       Kazem_Naser#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومات رامي الحمد الله: فشل وفساد
- المؤامرات ضدّ الأمّة العربيّة صناعة عربيّة
- الصهاينة يخطّطون لترحيلنا من غزّة والضفة ونحن نزداد انقساما ...
- الهان عمر ورشيدة طليب وكشف حقيقة إسرائيل للشعب الأمريكي
- موجة الإساءة لشعب فلسطين العظيم تصل السعودية!
- الدولة الفاسدة تعلّم الشعب الفساد
- جاريد كوشنر والضحك على ذقون العرب
- الصهاينة يصلّون ويرقصون في القدس وعواصمنا وأماكننا الأثرية! ...
- كسّاب العتيبي! من أنت لتنكر قداسة المسجد الأقصى؟
- الشعب العربي وعقدة الخوف من الدولة
- نحن أمّة عربية مُوَحَّدةٌ!
- السعودية تدفع مئات المليارات من الدولارات ثمن أسلحة وتستنجد ...
- هل نحن في بداية صحوة عربية قوميّة وحدويّة؟
- عضوات الكونغرس الأمريكي الأربع وترامب وإسرائيل
- إلى متى ستستمر هذه الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية البغيضة؟
- هذا هو زمن الجهل العربي المقدّس، زمن التديّن بلا ثقافة
- - حميدتي - تاجر الجمال والأغنام وثورة السودان
- لأحمد الجار الله نقول ... الشعب الفلسطيني علمك الصحافة وفشل ...
- الشيخ البحريني المتصهين
- الدول العربية العميلة المشاركة - بورشة البحرين - فقدت الحياء ...


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم ناصر - جرائم قتل النساء العربيّات التي يسمّونها - جرائم شرف -