أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - التظاهرات في العراق بين ظرف الانحسار والتراجع وبين استعادة دورها















المزيد.....

التظاهرات في العراق بين ظرف الانحسار والتراجع وبين استعادة دورها


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 6325 - 2019 / 8 / 19 - 16:29
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


التظاهرات في العراق بين حجم الضغوط عليها وعلى نشطائها ومحاولات الاختراق والتشويه من جهة وبين استعادة دورها من جهة أخرى


مظاهرات أو ما بقي منها ومن محاولات إدامتها بين هدف التغيير أو بيعها للمروِّضين مقابل اشكال تظاهر هي بوابات ووسائل لامتصاص الغضب وتشويه الحراك بقصد تجيير الأمور وتشويه الحراك الشعبي نفسه.. فكيف نقرأ تلك المظاهرات وما بديلنا الشعبي ومن يعنيه مسؤولية قيادتها بسلامة وسلمية ومنطق عقل علمي وغايات تنويرية؟؟؟

هذه معالجة ربما أولية عسى أن تجد من ينضجها ويضع تفاصيل محاورها الرئيسة موضع الاحتجاج والمحاكمة بما يصل إلى نتيجة موضوعية مثيرة للأمل ولشحذ الهمم والإنجاز… فمرحبا بتفاعلاتكن وتفاعلاتكم كافة

وهي قراءة تتطلع لمزيد تفاعلات بشأن التظاهرات المعبرة عن الحراك الشعبي في العراق ومحاولات اختراقها و-أو إضعافها مرة بالترهيب والقمع الدموي الأبشع بمعارك شوارع ارتكبت الفظاعات واعتقالات واغتيالات لقادتها ومرات بأشكال التضليل والاندساس وتشويه الشعارات والدخول عليها بجمهور يخضع لألاعيب أطراف من داخل النظام تقوم بأدوارها على وفق خطط مرسومة بتوزيع مهام وأدوار…فما سبل استعادة (استقلالية) التظاهرات وسلامة برامجها وقوة تحشيدها وتحويلها لانتفاضة سلمية تلبي مطالب الشعب في خيار طريق الديموقراطية وقطع السبيل على نظام الطائفية الكليبتوقراطية!؟ مقترح إجابة عن السؤال يبقى حريصا على كل التفاعلات التنويرية البناءة وهي تتمثل باصوات الناس حتى بصيغ التساؤل أو النقد بما يصل إلى برنامج البديل الأنجع والأكثر سلامة فمرحبا واهلا وسهلا
منذ 2003 كان الحراك الشعبي العراقي بين شد وجذب، يموج بلا قيادة وطنية ديموقراطية موحدة وناضجة ببرامجها ووسائل اشتغالها. وبظلال سطوة جزرة المال السياسي المفسد القائم على النهب والسرقة وعصا البلطجة الميليشياوية، وقعت كثرة من المحاولات الفردية أو الجمعية المحدودة بين فكي رحى الهمجية الظلامية التي تحكمت بالمشهد…

وشيئا فشيئا جرى اصطناع طبقة الكربتوقراط وهي طبقة الفساد المافيوي وشللها بكل ما تحمل من بشاعات أوغلت في البيع والشراء إلى درجة استغلال منطق العنف ووحشيته في تكريس نظام (طائفي كليبتوقراطي) مافيوي مفسد يستند بوجوده لعسكرة ميليشياوية هي الأبشع على مر التاريخ العراقي المعاصر…

وحتى اليوم مازال النظام يقدم صورته بصيغ التعددية ولكنها تعددية مكوناته من مجموعات مسلحة همجية المبادئ والمقاصد، وبصيغ احترام التنوع وهي ليست سوى وهم شراء (الآخر) ليعبر عن تنوع مزيف بلا هوية حقة، يوم ندرك أن أي ممثل للاخر وللتنوع يجب بصورة حتمية أن يرضى عنه الولي السفيه لكي يدخل في قائمة من يدير اللعبة!

وحتى اليوم مازال النظام يدعي التزاماً بدستور تكتنفه كل التناقضات بخاصة منها تلك التي تبيح اللعب لغرس قوى الإسلام السياسي بوصفها أحزابا تقوم على الطائفية فكراً وفلسفة وآليات سياسة وبرامجها وهو ما يُفترض حظره دستورياً، الأمر الذي يجري تمريره بمختلف أشكال استغلال الثغرات والآليات…

ويوم انتفض الشعب مطالبا بما اختاره من طريق الديموقراطية وبناء دولته (المدنية بجوهرها العلماني) شكَّلوا من ذات الأحزاب (الطائفية الظلامية) تشكيلات أسموها أحزاباً مدنية، أو وطنية، وما طاب ولذ من تسميات مخادعة مشوهة مفرغة من معانيها على طريقة ما اشار غليه الشاعر الوطني العراقي:

علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرَّف ولكن اليوم أسوأ من ذلك محرّف ومشوّه ومضلل!

ها هم بين الفينة والأخرى يرتكبون أبشع جرائم التهجير القسري والتغيير الديموغرافي نينوى وديالى نموذجا وأبشع جرائم الإبادة الجماعية الإيزيديين والمسيحيين وقبلهم المندائيين نموذجا ومحاولة إبادة اشمل حجماً بتوجيه سموم الكيمياوي المختلط بالمواد المشعة من نفايات يصمتون عليها لتمر عبر وادي الكارون إلى مياه شط العرب حيث ملايين البصريين تحت رحمة جرائم ضد الإنسانية وجرائم الإبادة!

الأنبار تسطو عليها جحافل انكشارية بويهية بتحالف يريد ترويض أهلها مستغلين دفقات المخدرات لشبيبتها وسطوة بلطجة الميليشيات وقطع شرايين الحياة عن أهلها وتخريب مدنها وقراها بالاستباحة بذرائع بلا منتهى ولا حصر!

أما البسطاء المكتوين بكل محافظة ومدينة وقصبة وقضاء وقرية فلطالما تظاهروا ملتزمين السلمية والانضباط بالقوانين واللوائح ولكن تلك التظاهرات ما أن هددت مصالح رؤوس الفساد الطائفية وظلاميات ما يرتكبون حتى استخدموا الرصاص بوجه تظاهرات 2011 والحديد والنار بوجه التالي منها كما فعلوا بالبصرة والبصريين..



حتى حق التظاهر يجري استلابه لا بقمع و-أو تضليل فحسب بل وبانتزاعه عبر تشويهات واختراقات وتفصيله بمقاس يُصادر ممثلي الشعب الحقيقيين في حراكهم!!! ما قراءتنا للتظاهرات الجارية من دون مطلقات تلغي اشتغالا أو آخر؟؟ موضوع يتطلب حلقات تسلط الضوء فلتستعيد الحراك بقدرة تنوير وتلبية لمسيرة التغيير
أما التظاهرات التي حاول بعض المخلصين تطويرها فإنها وقعت بفخاخ الروتين والتفريغ من المحتوى بترويضٍ أو تدجين لعناصر لم تستطع المتابعة فيما انفض الجمهور الواسع بعد أخطاء غير تكتيكية بخاصة لأولئك الذين يريدون وضع مقاليد الحراك الشعبي بيد لجان مركزية أو جهات تحكّم وإدارة على فصال مسبَّق مرتب على مقاس قوى النظام بما لا يهدد ضبطها زمام الأمور لأغراضها وأهوائها!

إن الكارثة الحقيقية هي تلك التي صاغت حرية التعبير والتظاهر بمنظومة قيود واصفاد نقلت التظاهرات من أداة للنضال السلمي الشعبي إلى ديكور للنظام وآلياته ومنهجه الذي يعيد إنتاج عناصره مع افتضاحها فيقدم أكباش فداء واضاحي بلا منتهى لدوران مطحنته الهمجية…

لا يوجد حل اليوم بتلك المظاهرات التي يديرها مدجنون أو متلاعبون يجيرون الأمور لمصلحة النظام وعليه فإن بديل الشعب الجدي الحقيقي اليوم، يستند إلى ((انتفاضة)) شعبية لا تخضع لنير نظام الطائفية وألاعيبه التي يعتمد فيها توزيع الأدوار على قواه ليعيد إنتاج وجوده…

إن كل مظاهرة تخرج بخيمة دجالي السلطان وطباليه لا فعل لها سوى استهلاك طاقات الشعب وتكريس النظام بمزيد إحباط يصيب الناس.. ولابد من شحذ الهمم والتنبه على مجريات اللعبة التي اخترقت قوى الديموقراطية والوطنية عبر تشكيلات ترتدي أسماء مضللة وعبر عناصر مباعة وأخرى مترددة أو مراوغة بطريقة يسهل تجييرها للنظام ..

لابد هنا من بديل يقوم على وجود ((قيادة)) تولد من رحم الحراك الشعبي وتنتمي إليه وتقطع سبل التأثير والتجيير أولا باستقلاليتها عن النظام وآلياته وبرامجه وثانيا بوحدة كل قوى التنوير والديموقراطية بتحالف عريض ليس بينه أدعياء التمدن والعلمنة من حاملي الأسماء فيما الجوهر خاوٍ بائس ومريض…

فلتكن تظاهرات الشعب مستقلة بأدائها وبقيادة وطنية ديموقراطية موحدة صلبة قوية الإرادة ومؤكد أن الشعب سيلتف حولها وستنتعش آماله وحراكه بفضل الوحدة والاستقلالية وسلامة النهج وتطهيره من الاختراقات كما حصل ويحصل اليوم…



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نقرأ أوضاع الجيش العراقي في ظل سلطة طائفية مافيوية؟
- بمناسبة يوم النخلة العراقية 14 آب أغسطس؛ الكرنفال السنوي حزي ...
- مقارنة ودروس وعظات بين استقلالية التنويري والتبعية أو التجيي ...
- نداء لحملة توقف مخادعات منطق الخرافة ودجله ومحاولات التضليل ...
- كيف يجري التحول باقتصاد مافيوي إلى مستنقع للانهيار القيمي بق ...
- ألا تخلط التحالفات الضدية مع النقيض الأوراق وتعقد المسار؟ لم ...
- أدوات التنوير وبناء خطاب ثقافي جديد ينعتق من التبريرية والذر ...
- في بلاد الواق واق، حكومة كركري، منو يشتري!؟
- مطالب بتفعيل دور الادعاء العام والقضاء لممارسة أدوارهما الدس ...
- اتحاد الطلبة العام كبوة التجميد وديمومة الفعل.. دروس وعبر
- نداء إلى قوى العلمانية والديموقراطية في العراق من أجل إطلاق ...
- خطل شعار إصلاح وتغيير وتضليله المسار!
- درس عبّارة الموت لا لكبش فداء؛ نعم لتغيير النظام، سبب كلّ ال ...
- تسلسل العراق في التقويمات الأممية ونداء مستحق
- بين التركيز على تغيير النظام وحماية حقوق الخاضعين له قسرا أو ...
- الوطنية والمشهد العراقي بين الحاكم والمحكوم
- في اليوم العالمي للمرأة.. نداء للتضامن مع المرأة العراقية
- حقوق المرأة بين تشوهات إدراكها وحقيقة ممارستها؟
- مجدداً مع مآسي البصرة البيئية وإفرازات التلوث ومخاطره
- أوقفوا التغيير الديموغرافي! أوقفوا الابتزاز والبلطجة في نينو ...


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - التظاهرات في العراق بين ظرف الانحسار والتراجع وبين استعادة دورها