أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - فايروسات الحاسوب وفايروسات الفساد المالي والاداري














المزيد.....

فايروسات الحاسوب وفايروسات الفساد المالي والاداري


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 11:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لن اتحدث كثيراً عن فايروسات الحاسوب التي اصابتني في الفترة الاخيرة والجهود التي بذلت للتخلص منها وبالحقيقة هي جهود مضنية من اكثر من شخص ادت بالنتيجة التخلص من هذه الامراض الخبيثة كخبث اصحابها والتي توجه من خلال اناس لا ذمة ولا ضمير لهم كما هو حال فايروسات الفساد المالي والاداري المنتشرة في قطاعات اقتصادية عديدة في العراق وقد تكون امتداداً لفايروسات قديمة استطاعت التكاثر والتكيف مع الظروف الجديدة، لا بل اصبحت اكثر قدرة على الاداء والدفاع الذاتي او الخارجي الذي اكتسبته من خلال التجربة السابقة وتجربة ايام الارهاب والقتل على الهوية والمليشيات المسلحة المحمية بالقانون ، فايروسات الحاسوب تعالج بالسرعة التي يستطيع المرء اتباعها وقد يؤدي الامر الى شراء حاسوب جديد اذا لم يجد طريقة للمعالجة والتخلص من هذا الداء الالكتروني اللئيم كاصحابه اللؤماء، الا ان الفايروسات الفسادية التي انتشرت كالنار في الهشيم متنوعة وبألبسة واقنعة مختلفة و قد اصابت مرافقنا الاقتصادية والعديد من الوزارات والدوائر الحكومية وغيرها، الا ان الاهم هو القطاع النفطي الذي اصبح وكرأ للفساد والسرقات والسوق السوداء فقبل اقل من شهر عثر على ( 1200) صهريج من النفط الخام لتهريبه الى سوريا عن طريق معبر ربيعة وقد اثارت تلك الاخبار حمية الكثيرين وتوقع ان تنشر تفاصيل هذه الفضيحة ويجري تطبيق القوانين والقاء القبض على المهربين العاملين في القطاع واصحابهم الذين يتكفلون بالنقل والمساومات خارج الحدود، لكن مع شديد الاسف فان النسيان طمرها بقدرة الذين يقدرون على التهريب والتهرب من القوانين ولم تكن الاخبار التي تتوارد عن تهريب النفط ومشتقاته من الموانئ الجنوبية حيث تقدر الكلفة ب( 10 الى 20 % ) من قيمة الواردات البالغة ( 5 و 4 ) بليون دولار فقط لسنة ( 2005 ) وعلى الجانب الثاني فان اكثر من ثلاثة وعشرين مليار دولار من الاموال العراقية المخصصة لاعمار العراق ذهبت ادراج الرياح ودخلت الى جيوب الفايروسات العائدة للشركات الامريكية والشركات العراقية الفاسدة في عهد الحاكم الامريكي بول بريمر، كما اشار تقرير الشفافية الثاني الصادر من مكتب المفتش العام في وزارة النفط الى تهريب النفط الخام والمنتجات البترولية حيث تقدر وحسب التقرير ببلايين الدولارات حصة الموانئ الجنوبية حصة الاسد منها واشير ان ( 800 ) مليون دولار هو الربح الصافي في السوق السوداء من خلال عمليات تلاعب واسعة للحصول على كميات كبيرة من المنتجات وبيعها في السوق السوداء المحلية وتشير الاحصاءات انه يباع في تلك الاسواق ما يقدر ببليون دولار حسب الجهاز المركزي للاحصاء وتكنلوجيا المعلومات ويقدر ذلك بـــ ( 41% ) بنزين و ( 51% ) نفط ابيض و( 69% ) زيت الغاز و ( 55%) من الغاز السائل واكد الحريق الذي شب في احدى طوابق وزارة النفط وحسب اعتراف هاشم الهاشمي في مؤتمره الصحفي ان الشبهات تدور بان الهدف منه التخلص من وثائق فساد اداري ومالي غير ان الوزارة تمتلك نسخاً بديلة عن الاوراق التالفة , اما الحديث عن فساد الفايروسات في الدوائر والوزارات الاخرى فكما يقال حدث فلا حرج فهناك رشاوي التعيينات والمواقع الادارية وكل موقع له ثمنه فضلاً عن تشابك الشركات الوهمية والاتفاقات السرية و" القومسيونات " وغيرها من الافات التي تنخر جسم الاقتصاد العراقي، اما قضايا الخدمات والبيئة والكهرباء واسالة الماء فهي تعد بحق قضايا عقدية ما زالت تعيش هامش البداية وكل ذلك يموه تحت يافطة الارهاب والاعمال الارهابية بدون ذكر الاموال الطائلة التي تجنيها المليشيات المسلحة العائدة لبعض التنظيمات الدينية السياسية، وبدون الاشارة الى ما تغدقه بعض الدول من اموال واسلحة ومخابرات لزيادة الاضطرابات الامنية.
الحديث عن هذا التدهور وخراب الاقتصاد وتدني الخدمات والتخريب المستمر في قطاع توليد وانتاج الطاقة الكهربائية وإسالة الماء والبيئة والنهب المنظم والفساد المنتشر في كل زاوية وبقعة يدفع ثمنه المواطنون الابرياء الذين ينتظرون ساعة الفجر لتخليصهم من المآسي التي اخذت تشل حياتهم وتدفعهم للهجرة ثانية او الانتقال من اماكن سكناهم بسبب الملاحقات واعمال الارهاب والقتل العشوائي وباعتراف وزير التخطيط والتعاون الانمائي الدكتور برهم صالح المنتهية ولا يته وجود اربعة ملايين عراقي يعانون من انعدام الامن الغذائي وقد يصل العدد الى ثمانية ملايين اذا ما حرموا من مواد الحصة التموينية.
ان اهم قضية تواجه الدولة العراقية بعد الارهاب البعثسلفي والاصولي هي قضية الاختلاسات والفساد المالي والاداري واذا لم يلتفت اليها فستكون كارثة لا يمكن التخلص منها بعد ان تكون جذورها قد وصلت الى عمق كبيرلا يمكن اقتلاعها، وهذه الفايروسات المعدية ستبقى تتكاثر وتتسع طالما لم تجابه بقوانين رادعة ومراقبة حكومية شعبية نزيهة تقوم برصد الحالات المرضية ثم متابعتها قانونياً وقضائياً وذلك يعتمد ايضاً على المؤسسات الامنية التي يجب ان تكون نزيهة بعيدة عن اي تأثير حزبي او طائفي تضع نصب اعينها الامانة للوطن والشعب. مؤسسات لا لغرض الانتقام من جهة لحساب اخرى او تابعة تنفذ ما يأمر لها لأغراض بعيدة عن الروح الوطنية والمواطنة العراقية.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجون العزاء شجون الأيائل
- ايار رمز للتضامن ولنضال الطبقة العاملة العراقية الوطني والطب ...
- جريمة اغتيال وخطف النساء كرهائن بديلاً
- المحاصصة الحزبية والطائفية لن تخدم التوجه لبناء العراق الديم ...
- المسؤولون عن ضحايا الفراغ السياسي في العراق
- المقاطعة اضرت مصالح العراق والشعب العراقي
- ثمة دهليز في الزمن الكرّ
- البرلمان العراقي كسلطة تشريعية هو المكان الحقيقي لتخاذ القرا ...
- المحنة تتلوها المحنة والأبغض محنة الاحتقان السياسي على الكرا ...
- وبعد.. الى اي مصيبة اكثر من هذه المصيبة
- الموقف من الاقاليم ورفع جلسة البرلمان الجديد
- بلا هوادة... اثنان وسبعون عاماً من النضال الوطني والطبقي
- اخطار السياسة الايرانية المريبة
- خيول الجلود الذهبية
- الفروقات في استقلالية سلطة القضاء بين عهدين
- المرأة العراقية و ( 8 ) آذار مابين الواقع والطموح
- مزالق سياسة الانفراد تؤدي الى التسلط والدكتاتورية
- حسن بن محمد آل مهدي ودعواه المستقبلية بالضد من الحوار المتمد ...
- لا للطائفية لا للحرب الأهلية نعم للوحدة والتلاحم الوطني
- أحفاد الذين قصفوا المراقد في كربلاء آبان الإنتفاضة فجروا الم ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - فايروسات الحاسوب وفايروسات الفساد المالي والاداري