|
ستكون مرارة هزيمة اردوغان علقما
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 6296 - 2019 / 7 / 20 - 00:16
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
اعتقد الرئيس التركي بان امريكا ربما لا تهتم بما يلعبه بشكل مختلف هذه المرة دون ان یحسبه جيدا معتقدا بان مغامرته ستمر دون اي عقبة و متحججا مع قرارة نفسه بما قاله ترامب بان تركيا ارغمت على التوجه نحو روسيا بعدما لم ينه اوباما بيع صفقة الطائرات المتطورة لها، معتقدة بانها حجة و موافقة امريكة مقدمة مجانا من اجل سماح ترامب لاردوغان لاكمال صفقة شراء صواريخ اس 400 الروسية. وحقا لم يدرس اردوغان ما تعمده امريكا من مؤسساتها و صلاحياتها و جوهر الحكومة الامريكية و ما تفرضه قانونا على الجميع و حتى رئيسها و ما تمتلك مؤسساتيا على انفراد بعيدا عن امنيات و اراء رئيسها، و هكذا وقع الرئيس التركي سواء في حسن نيته او عدم معرفته بشكل دقيق ما يفرضه النظام المؤسساتي و ليس الدكتاتوري او ما تحكمه نرجسيته على قراراته بعيدا عن الحكم الرشيد المطلوب في هذا العصر. و ظن اردوغان ايضا ان الصفقة التي عقدها مع روسيا في عام 2016 لشراء الصوارخ قد لا يدخله في قانون (كاتسا) الامريكية الذي قُرر ضد اعداء امريكا في عام 2017 و بالاخص كوريا الشمالية و ايران و روسيا، على ما ظن ان عقد صفقته كانت قبل هذا القرار وهذا يبعده قانونيا من دخولهة مساحة العقوبات التي يفرضها هذا القانون و قد اخطا في هذا ايضا بعدما تبين ان امريكا تتعامل مع تركيا بعد صفقته متى ما كان عقده وفق هذا القانون. و على هذا سواء تراجع اردوغان ام مضى مصرّا على توجهه و مغامرته، فانه وقع نفسه في المستنقع الذي لم يتصوره ان يكون هكذا، فانه حصر نفسه و لا يمكنه ان يتقدم و لا يعود الى ما كان عليه. فانه الان في مرحلة صعبة و ستصعب عليه كثيرا كلما امتد غيه و سار على مسلك ما اتبعه في المناورة من قبل و خرج منها سالما في الثكير من الاوقات و لكنه لا يعلم بانه سقط بقوة هذه المرة من الاعلى و سيقع كل نتاجات و افرازات فعلته على شعبه و مستقبل اجياله وعلى مستقبله، لقد فات على تركيا فرصة الكبيرة في استغلال الظروف السانحة لها بعدما حدثت التغييرات في المنطقة و هي استفادت منها تكتيكيا و كان اردوغان يتفرج من بعيد و يستفيد وو يحاول تحقيق اهدافه الخاصة دون التركيز على بلده و استرايتجيتها في اهم مرحلة و ادقها حساسية. فاردوغان و معه تركيا الدولة العميقة يعانون اليوم من جراء اخطاء لم يُعتقد ان ترتكب بهذه السهولة و لكن النرجسية تفعل ما لا يُحتمل في اكثر الاحيان و هكذا وقع اردوغان علىما اعتقد ومعه بلده في البئر ان استمر على راس السلطة لمرحلة اخرى و ان لم يزحه رفاق الامس. اليوم قد ابلع اردوغان علقما مرا لا مثيل له في حياته منذ تبوءه السلطة و سيطرته على زمام الامور، و لم يعتقد الكثيرون و حتى اقرب رفاقه بانه يمكن ان يسلك طريقا متعرجا بهذا الشكل في حياته بعد النجاح النسبي في بدايات حكمه القصيرة المدى، الا انه و بدوافع شخصية ضيقة و طموحات ما يعمي العيون لم يبصر و لم ير امامه بعيدا. و عليه، فان الفرصة مؤآتية لمن له الحق على تركيا ان يستغل هذه الحالة و يحقق ما يحق له ان يحصل عليه و في مقدمتهم الكورد الذي يعاني في هذه البلاد منذ اكثر من قرن و حتى ابان السلطة العثمانيية ايضا الذي طمح اردوغان ان يعود امجادها دون هوادة و لكنه فشل فشلا ذريعا و خسر حتى جمهوريته و تراجع كثيرا و تخلف قبل ان يتقدم و يحصل على ما يامل. جوهر الحقيقة سيدفع مسيرة الحياة ان تحقق الصحيح معتمدة على السنة الحياتية العادلة و ان لا يصح اي شيء اخيرا الا لصحيح، و به فاننا راينا ان تركيا قد خطا خطوا و يمكن ان نقول قفزة نحو الانحراف الذي فرضته مسيرته و امغمرته العاجلة الخاطئة التي جاءن بعد هدوء و حكم و سلطة نجحت و دامت عقود طويلة بعد الجمهورية الاتاتوركية و بدات الخطوة الاولى للتراجع في سلطة الاسلام السياسي التركي وبان في الافق احقاق الحق في بداياتها في هذه المرحلة بعد طول الزمن الذي امتد حاكمها في غيه و تمكن من الاستطالة على التبجح و الاجحاد و فرض الظلم الدائم على من له الحق في بلده و ارضه. اما اليوم و ما نراه من امور لم تسبق من قبل، سينقلب الوضع راسا على العقب و ستنعكس المعادلات بشكل يمكن ان تسنح فرصة اكثر من الظروف التي توفرت بعد سقوط الدكتاتورية العراقية للمظلومين، و سيكون ربيع تركيا طويلا جدا و ستكون خطوة بدائية اولى لتغيير الواقع الموجود في المنطقة و ليس تركيا فقط منذ حوالي مئة عام. و ستتوالى الفرص و التغييرات التي تفرض نفسها و ستكون بداية لمرحلة جديدة بعد مراحل طويلة على استطالة فرض يد الظلم دون ايجاد الحلول و احقاق الحق منذ عقود لمن له الحق المبان و الذي انكره الموجودون على كراسي السلطة باي شكل كان و ما فرضته المصالح المختلفة. فان كسر تركيا و سقوطها باي شكل كان سيكون بداية المسيرة الطويلة نحو تصحيح المسار للامور الكثيرة المنحرفة و من المنتظر و المراد تصحيحها منذ مدة طويلة.
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل نسي التركمان انفسهم ؟
-
اهل الصحافة و مسار السياسة في كوردستان
-
غياب دور المثقف المطلوب في كوردستان
-
اوقع اردوغان نفسه في المستنقع حقا
-
هل تمنح حرية لمن يمنع حريتك
-
تشجيع ثقافة الموت لدى الاسلام السياسي الكوردستاني
-
هل حكومة كوردستان الجديدة على قدر المهام
-
هل تُحل عقدة كركوك
-
ما جدوى منافسة ساسة كوردستان على الشكليات؟!
-
مشلكة تبعية الاسلاميين في كوردستان
-
كان في حضن الاسد و الان يفتري و يتهم الاخرين بفعلته
-
توهم اردوغان في تقديراته
-
هل يمكن ان تحمل شعوب الشرق الاوسط العقلية الانسانية
-
وقع اردوغان في وحل غروره
-
هل من المفروض ان من ينتقد الدين يكون ضده؟
-
تفشي الفساد في كوردستان متقصدا كان ام من قلة التجربة؟
-
كيف تاثر الوضع الاجتماعي العراقي من الحروب المتتالية
-
اخصاء مؤسسة النزاهة في كوردستان
-
كوردستان و المراوحة في العملية السياسية
-
هل يعود العراق الى محيطه التاريخي الطبيعي ؟
المزيد.....
-
بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية
...
-
مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد
...
-
بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر
...
-
ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ-
...
-
رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع
...
-
-حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر قيادة بثكن
...
-
-لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي
...
-
سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا
...
-
طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار
...
-
أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|