أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم السعيدي - وطنٌ على الغارِب














المزيد.....

وطنٌ على الغارِب


باسم السعيدي

الحوار المتمدن-العدد: 1542 - 2006 / 5 / 6 - 09:37
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


إهداء : الى .. مأتم شهيد

خاطبتُ فيك فجيعة الأهـــــوار وفجيعة التقوى مع الأخـــــيار

والأهل والأصحاب من أشياخنا جثثٌ تطوف بكعبة الأحــــــرار

عاتبت فيك منابراً مهجـــــــورةً وقصائداً صُمّاً بلا أشـــــــــعار

عاتبت فيك شباب من نسج الصِّبا صفراً فضاع بزحمة الأصــفار

وجمت جنان الخُلد عند جراحــنا خجلى تراقب من وراء ستارِ

جسدُ الوليد تلاقفتـــــــه قذائفٌ حممٌ تجود لطفلة بـــــــــدثارِ

وفم الرضيــــــع إذا همى لرفادةٍ رفدته حُلمة مدفعِ المغــــوارِ

أضحت مرابعنا جدوث شبيـــــــبةٍ زرعت جفونَ مدامع الثُّـــــوارِ

مذ طل وجه البعث من حصبائــها بيدٌ تحاصر خُضْرَةَ الأشــــجارِ

حتى بدتْ حُجُبُ الرذيلة مغــــنماً والزيف أضحى لعبَةَ الأعــــذارِ

فانسلَّتِ الخضراء بين أصابــــعي حتّى تغور بمَيْتَم الإصــــــــحارِ

وتواترت سُحُبُ الشقـــــــاء مَريرةً عكستْ زوابعها صدى الإعصارِ

فتفاقمت شُعَبُ القَتادِ كــــــؤودةً وابيضَّتِ العينان عن إبصـــاري

أيُّ الرجال تخضَّبت عبراتـــــــــها مثلُ الحِسان توشَّحت بخـمارِ ؟؟

إني حملتُ الجرح من بلدي حجا...راً عاد في كفَّيَّ جَمرَ إســـــاري

وإذا السقيفة أوقدت عاد القـــنا عودَ الضِّياحِ على شِفا عمّـــــــارِ

وإذا ركزت رماح معركــــة الهوى بين الضلوع فأورقت بـــــجواري

إنَّ الذي أكلت مطامعه الــــحمى فقد اليمين فأشفعت بـــــيسارِ

ما عدتُ أنتصف المعاني فهــي في حدِّ السُيوفِ وبرقة الأشفارِ

***

يا أيها الوطن المكفَّن بالذهـــــــــــــــــــول تَمزَّقُ الآمالُ بالأعذارِ

وطنٌ يلوذ بنخلــــــــــهِ متوارياً بالسعفِ حتى عَورَة الجـــــــمّارِ

والريح تنفض حبَّ طلعِ ربيــــعنا عصفت به عصفاً وبالتــــــــــمّارِ

آثرت فيــــك مواجعي وصبابتي شوقاً فقبَّلتا يدَ الإيـــــــــــثارِ

إنّي احتضنتُ السعف فيك مغازلاً رُطَبَ الفرات وتَمْرةَ العشَّــــــارِ

قل للتبرزل يستفيق مـــــــــنادياً شفة الخلال بدمعةِ الإثــــــــمارِ

ورِضابُ برّحي العراق سفيـــــنةٌ ثكلى فلا تقوى على الإبـــحارِ

أَبْكَرْتُ في حُبِّ الفرات مناجــــياً خِصْرَ النخيلِ ودفقة الأطــــيارِ

إني احتضنت قباب مجدكَ راكعاً كصبيةٍ في حضرةِ الكـــــــرّارِ

عُدْ لي فمجــدك لن يذلُّ وإنـني صَدِعٌ لأمرك عازم الإصــــــرارِ

إن كان حُبك كالقيـــــــــود فإنما هو زينتي وقلادتي وسواري

****

واكبت فيك تعاقباً وتبـــــــــــدلاً كتغيُّرِ الأشـــــخاصِ والأدوار

يا أيها الرجل الذي كفرت أسىً كفّاه منذ نعومة الأظـــــــفارِ

إني قرأت الموت في عينيك من زمنٍ وقبل توافد الأقــــــــدارِ

عادت حكايانا تحوك نسيـــــــجها حتى تلوك زنازن الأعــــــــمارِ

وأفاقت الذكرى بُعَيدَ فجيـــــعتي ذكراك من ضيقٍ ومن إعـسارِ

ذكرىً تقضّ مضاجع الأطفال في وطن يُقادُ لضيعة الأذكــــــــار

أيّانها الذكرى التي خاطبـــــــــتها تعساً لكِ يا غصّة الأبــــــــــرار

يا أخــــــــــت قارون التي ذهبت كيما تعود مضاجع الفُـــــــجّارِ

يا بنت ماخور الرذيلة والبِـــــــــغا أو تَدّعين براءة الأبــــــــــكارِ ؟

ذكراك عارٌ يستعاب لقاؤهــــــــــا فاذهب يداك تلطَّخت بالعــــارِ

إني سأصرخ والفضاء يلمُّــــــــني حَبْراً يقيئ بشلَّةِ الأحـــــــــبارِ

ولقد وقفت على الدهـــــورِ مُراقباً نزو القرود على ردا الأطـــــهارِ

صعَّرتَ خدَّ المـــــــوت في وطني وطناً يضيق بغصَّةِ التبــــــّار *

حتى إذا أفِلَتْ شموس الناظريـــــــــــن ورحْتُ ألعنُ مقلةَ الإبصارِ

وطنٌ يلوذ بنخلــــــــــــــهِ متوارياً بالسعف حتى عورة الجـــــمَّار

لتسافر الأحلام من وطنٍ فـــــــما فتئت تضجًُّ طفولةُ الأســـــفارِ

وأدت لواعجُها جنيــــــــــــنَ براءةٍ سكرى ..غريـــبةَ موطنٍ بقطارِ

فتوضأت صمتاً وصلَّت جــــــــوعها والصوم كان عقيدة الإقـــــــتارِ

والحج كان نحيــــــــــبها فتطاولت لتطوف بالشكوى الى الجبَّـــارِ

وزكاتها دمها وظلَّ جهـــــــــــادها أرق الى أبديةِ الأســــــــــــحارِ

حُلُمٌ يذوب كشمعةٍ في ظلــــمةٍ فتيبَّسَتْ حدقاتها بالنـــــــــّـــارِ

صدِئت عيون الحالميـــــن بدمعها صدأ السجين بمحجر الإقـــــرارِ

وتوارت الآمال خلف سرابهــــــــا فزعى تلوذ بخيمة الأقـــــــــدارِ

الأمر أفلت من يديك فخلِّنــــــي لأشذَّ عن أفقي وعن معــياري

إني عبدت الله في وطني لــــذا دعني أبيح عبادة الكفّـــــــــارِ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[email protected]

* التبّار - الهلاك



#باسم_السعيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أجل وعي انتخابي -5، ملفة الفساد الاداري
- من أجل وعي انتخابي – 4
- من أجل وعي إنتخابي – 3
- من أجل وعي انتخابي – 2
- من اجل وعي انتخابي -1
- فيدرالية الجنوب .. جدلية النفط والماء
- قراءة في مسودة متردية للدستور
- الاسلام في الدستور
- الدعوى الجزائية لمدينة الزرقاء الأردنية ضد - الله
- يا شيخ القتلة .. لا تستعجل رزقك !!
- الى رجال المقاومة .. رحم الله إمرءاً ..أراح واستراح
- الشارع المصري .. بضاعته ردت اليه
- حول بيان حزب مصر الفتاة
- ديمقراطية الذئاب .. حول أحداث البصرة
- احداث البصرة ... نذير الشؤم
- رقصة السلط
- حملة للتضامن مع تيسير علوني
- الـ 169 .. رؤية للخطوة القادمة
- مشروع السلفية الإنمائية ... بدلاً من السلفية الجهادية –الحلق ...
- دموع كافكا


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - باسم السعيدي - وطنٌ على الغارِب