أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - عم نتكلم .. حين نتحدث عن الحب ؟














المزيد.....

عم نتكلم .. حين نتحدث عن الحب ؟


أحمد الخميسي

الحوار المتمدن-العدد: 6223 - 2019 / 5 / 8 - 16:16
المحور: الادب والفن
    


في مجموعته الأشهر:"عم نتكلم حين نتحدث عن الحب؟" يطرح الكاتب الأمريكي الشهير ريموند كارفر السؤال العجيب، السهل، الصعب: ما الذي نقصده بالحب حين نتكلم عن الحب؟ ما هو هذا الحب؟ نحن جميعا مولعون بالحديث عن تلك العاطفة، نكتب عنها وفيها الشعر، والروايات، والمسرحيات، ونرسم من وحيها اللوحات، وننام ونصحو على نور ذلك الشعور، ومع ذلك ما الذي نعنيه حقا بالحب؟ ماذا نقصد به على وجه الدقة؟. تجدد سؤال كارفر في ذهني بعد حديث هاتفي مع الصديق، الأديب الليبي عمر الككلي، قال لي خلاله إنه ترجم قصة اسمها " المهمة" من قصص ريموند كارفر. طلبت منه أن أقرأها لأني من عشاق كارفر 1938-1988 الذي يعد أحد أساتذة القص الأمريكي الحديث، كما أنه عاش حياة غريبة شاقة عمل خلالها ساعياً بالبريد وحارسا ليليا وعاملاً بمحطة وقود وممرضا في مستشفى، وقادته حياته إلي إدمان الكحول، ثم أقلع عنه بقوة إرادته، وانعكست حياته تلك في ابداعه فجسد في قصصه الفقر وانسحاق البشر الصغار والآمال المحطمة والسكارى الضائعين واحباط العاطلين عن العمل. نشر كارفر عدة مجموعات شعرية لم تلق اهتماما إلي أن تجلت موهبته في في القصة القصيرة بدءا من مجموعته " ضع نفسك مكاني" 1974، ومجموعته الثانية " هلا هدأت من فضلك" 1976، إلي أن صدرت مجموعته " عمّ نتكلم حين نتحدث عن الحب؟ " في عام 1981 فجلبت عليه الشهرة ورسخت مكانته الأدبية كأحد ألمع كتاب القصة في العالم. كارفر كان قد أبدى في أكثر من مناسبة انبهاره بالكاتب الروسي أنطون تشيخوف، وقال انه يشعر بالقرابة الروحية معه ووصفه بقوله :" تشيخوف هو أعظم كاتب قصة قصيرةعلى مدى التاريخ". في قصة"المهمة " التي ترجمها الصديق عمر الككلي يحاول كارفر أن يستحضر اللحظات الأخيرة من حياة أنطون تشيخوف حين ودع الحياة داخل مستشفى بألمانيا، وهي لحظة خاصة، بينما تعتمد قصص كارفر بشكل عام على كل ما هو اعتيادي ويومي في الحياة، كالخلافات بين الأزواج، أو فصل شخص من وظيفته، أو حفل عرس، أو رجل يهجر عشيقته، أو حادث سيارة، لكنه ينفذ من سطح ما هو يومي واعتيادي ومكرور إلي الأسئلة التي تؤرق الانسان في كل مكان، وتتوهج قصصه بحيوية المشاهد التي لا تتوقف فيها الحركة، فهناك دائما حدث ما، وشخصيات تتحرك، وأناس يتشاجرون بسبب نقاش أو مشكلة أو موقف ما. ومع أن لغة كارفر موجزة وبرقية إلا أنه يمنح كل لحظة وكل شخصية حقها من الوصف حتى تكاد الصور أن تنطق أمام القاريء. أيضا فإن ذلك القاص الكبير لا يلجأ لأي غرائبيات، أو إدهاش، مما يعشقه ويلهث وراءه الكتاب الشباب، ربما لأنه مثل كل كاتب حقيقي يعلم أن لا شيء أكثر إدهاشا من الحياة نفسها، وأن دور الكاتب هو اكتشاف المدهش في الحياة، وليس اختراع الغرائبيات. يقول كارفر عن قصصه :" في القصة أحب أن يكون هناك خطر ما غير ملموس، يطوف حولنا.. لا بد أن يكون هناك توتر في الهواء". هناك هذا التوتر، والأرق الذي يصاحب حياة شاقة وموهبة كبيرة. في قصته البديعة "عم نتكلم حين نتحدث عن الحب؟"، يطرح كارفر السؤال السهل، الصعب: ما الذي نقصده بالحب؟ من خلال عشاء يجمع رجلين وامرأتين يقودهم الحديث إلي محاولة تعريف تلك العاطفة، فيقول أحدهم إن الحب ليس سوى الحب الروحاني، وتقول امرأة إن زوجها السابق أحبها إلي درجة أنه أراد قتلها، وتعقب على ذلك بأنه مهما كانت غرابة الموقف فقد كان زوجها ذلك يحبها بطريقته الخاصة! ويعدد أحدهم للجميع أنواع الحب حسب اعتقاده: البدني، والعاطفي، وحب الانسان لذاته متجسدا في حبه الآخر، وحب الاعتياد والألفة، ثم يضرب مثالا بزوجين عجوزين في مستشفى، وكان الزوج راقدا في جبس من أعلاه إلي أسفله، ويضيف: وحين اقتربت من الرجل العجوز لأسمع ما يقوله من خلال ثقب في الجبس قال لي إن سبب تعاسته ليس المرض لكن أنه لا يستطيع أن يرى زوجته الراقدة بجواره من خلال ثقوب الجبس. ويترك رايموند كارفر السؤال " ما هو الحب؟ " بدون اجابة كعادته في قصصه ذات النهايات المفتوحة، ويترك لنا التفكير في الاجابة لعلنا نفهم في النهاية أن الحب حالة تقع دائما بشكل مختلف، وأن ذلك الشعور المسمى الحب يتبدل ويتغير كل مرة يظهر فيها مهما كانت ملايين المرات التي يحدث فيها ذلك الشعور الرائع الغامض.

***
د. أحمد الخميسي. كاتب وقاص مصري



#أحمد_الخميسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - دعونا ننطلق- .. صيحة المستقبل الأجمل !
- السودان .. الانتفاضة السمراء
- أبو بكر يوسف نغمة فريدة من اللحن المصري
- - حضن المنصورة - .. لماذا نكره المحبة ؟
- دين الفنان جميل راتب
- دمشاو .. مناجاة الرب بختم الدولة
- السينما المصرية .. ما الذي يحرق ذكرياتنأ ؟
- الأشواق التي لا تكتمل
- الطائرات الورقية والدولة اليهودية
- ثلاثمائة مثقف مصري وعربي يؤكدون : الأوبرا تنهب إبداع الخميسي ...
- نابليون بونابرت معلقا رياضيا !
- أحمد عبد الله زعيم الطلبة .. النغمة المفقودة
- رمضان في طفولتي
- البرادعي لا يفيد ولا يخلو من السياسة
- دار الأوبرا المصرية تنهب إبداع الخميسي ! فضيحة !!
- أمسية في محبة إبراهيم فتحي
- الإبداع ومواسم الخداع
- بيان من المثقفين والأحزاب المصرية تضامنأ مع الشعب السوداني
- صبري موسى .. الكاتب المعروف المجهول
- سلام لسعد الدين إبراهيم وموشى دايان


المزيد.....




- “فرحي أولادك وارتاحي من زنهم”.. التقط تردد قناة توم وجيري TO ...
- فدوى مواهب: المخرجة المصرية المعتزلة تثير الجدل بدرس عن الشي ...
- ما حقيقة اعتماد اللغة العربية في السنغال كلغة رسمية؟ ترندينغ ...
- بعد مسرحية -مذكرات- صدام.. من الذي يحرك إبنة الطاغية؟
- -أربعة الآف عام من التربية والتعليم-.. فلسطين إرث تربوي وتعل ...
- طنجة تستضيف الاحتفال العالمي باليوم الدولي لموسيقى الجاز 20 ...
- -لم أقتل زوجي-.. مسرحية مستوحاة من الأساطير الصينية تعرض في ...
- المؤسس عثمان الموسم 5.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 158 باللغة ...
- تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 على النايل سات وتابع أفلام ال ...
- وفاة الكاتب والمخرج الأميركي بول أوستر صاحب -ثلاثية نيويورك- ...


المزيد.....

- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أحمد الخميسي - عم نتكلم .. حين نتحدث عن الحب ؟