أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - حادث السّبّالة يكشف عقليّات زبالة














المزيد.....

حادث السّبّالة يكشف عقليّات زبالة


مالك بارودي

الحوار المتمدن-العدد: 6220 - 2019 / 5 / 4 - 05:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الكثير من التّونسيّين يلومون السّياسيّين على توظيفهم لحادث المرور الذي أودى بحياة 15 إمرأة من العاملات في القطاع الفلاحي بجهة السّبّالة من ولاية سيدي بوزيد قبل أيّام. يلومون السّياسيّين على تكالبهم على تسجيل الحضور بالمنطقة وعلى ركوب الحدث وإستغلاله للتّرويج لأنفسهم ولأحزابهم وللظّهور الإعلامي والبروز كمحبّين للشعب ومهمومين بمشاغله ومشاكله وساعين لحلّها. يلومون الإعلاميّين على توظيف الحادث بنصب الطّاولات المستديرة والمربّعة والمستطيلة والمثلّثة وعلى كثرة حديثهم دون فائدة، مثلما يحدث في كلّ مرّة قبل أن يلفّ كلّ شيء النّسيان...
لهم الحقّ في كلّ ذلك، مثلما أنّه من حقّ السّياسيّين والإعلاميّين أن يركبوا على الحدث. فالدّنيا مصالح والمشتغلون بالسّياسة والإعلام لولا هذه الأحداث التي يركبونها ويلقون فيها بالخطابات الرّنّانة والكلمات المنتقاة لما لمع نجمهم ولما حصّلوا ثرواتهم... لكن...
لكن، نفس من يلومُون على كلّ هؤلاء إستغلالهم للحادث بطريقة أو بأخرى خدمة لأغراضهم، هم أنفسهم لا يتورّعون عن إستغلال نفس الحادث خدمة لأغراضهم الشّخصيّة.
فحين تنشُر إمرأةٌ محجّبة ملفوفة في كيس قمامة وسعيدة بعبوديتها وبأنّها عورة وناقصة عقل ودين (كما تقول الأحاديث) وأرضٌ للحرث (كما يقول القرآن) ووعاء لإفراغ شهوة الرّجل الجنسيّة (كما تقول كتب الفقه الإسلامي)، حين تنشر إمرأة كهذه صورة كُتب عليها: "كادحات سيدي بوزيد لا يبحثن عن المساواة في الميراث... بل عن حياة كريمة فيفاجئهم الموت المحتوم"... ما الذي نفهمه من منشُورها؟
أليس هذا توظيفًا للحادث وركوبًا على الحدث خدمةً لمصالح جرذان التّخلف الدّيني والعبوديّة المتمسّكين بخرافة "للذّكر مثل حظّ الأنثيين"، التي لا تمتّ بصلة لزماننا ولا لواقعنا، في صراعهم العبثي مع من ينادون منذ مدّةٍ بتغيير القوانين في تونس ليصبح من حقّ المرأة قانونيًّا أن يكون لها نفس ميراث الرّجل؟ أليس هذا إستغلالا للمأساة لتعميق مأساة أخرى متخلّفة مازال المسلمون متمسّكين بها، بل ويعتبرونها قمّة العدل الإلهي، في حين أنّها قمّة الظّلم والقهر والإستنقاص والتخلّف؟ أليس هذا نفاقًا وإنحطاطًا؟
ثمّ، منطقيًّا، ما الذي يمنعُ هذه المرأة، لو كانت فعلًا حرّة وعاقلة، أن تُطالب لهؤلاء النّسوة ولغيرهنّ بالمساواة في الميراث وبالحياة الكريمة في نفس الوقت؟ هل البحث عن الحياة الكريمة يمنع من أن تطالب المرأة بالحصول على حقّها بالمساواة مع الرّجل؟ ألا يمكن جمع المطلبين معا، وفي نفس الجملة؟ أم أنّ كلّ ما في الأمر لا يتجاوز الأداء المسرحي وتصفية الحسابات مع من تراهم هذه المرأة المتنكّرة في كيس قمامة وكلّ الجرذان الذين يحملون نفس النّفايات الإسلاميّة في أدمغتهم أعداءً لهم، لأنهم ببساطة يعتبرونهم تهديدًا لدينهم الهمجي الظّالم؟ نعم، الأمر ليس إلّا مجرّد حدثٍ يتمّ إستغلاله بنفاقٍ وزئبقيّة لتمرير خرافة القرآن البالية. فلا تعاطف ولا مساندة ولا هم يحزنون.
وعليه، فالأولى أن يُصلح المسلمون أنفسهم قبل أن يُعطوا النّصائح والدّروس للآخرين. فما السياسيّون والإعلاميّون إلّا نتيجة بيئتهم، ولن يكونوا في أغلب الأحيان إلّا نسخة مطابقة للأصل من مجتمعهم الذي تربّوا فيه وترعرعوا بين أفكاره وموروثه وعقليّاته.
فإذا كان السياسيّون والإعلاميّون وغيرهم منافقين وراكبين على الأحداث لخدمة مصالحهم، فمن أين أتوا بكل ذلك إن لم يكونوا قد رضعوه من مجتمعاتهم؟
.
-----------------------------
الهوامش:
1.. صورة للمنشور موضوع المقال من حساب "سهام بوعبيد" على الفيسبوك:
http://evassmat.com/imu
2.. مدوّنات الكاتب مالك بارودي:
http://sapolatsu.com/2VLK
http://sapolatsu.com/2VOC
http://sapolatsu.com/2VPK
http://sapolatsu.com/2VQS
3.. لتحميل نسخة من كتاب مالك بارودي "خرافات إسلامية":
http://sapolatsu.com/2VRv
http://sapolatsu.com/2VT7
4.. صفحة "مالك بارودي" على الفيسبوك:
http://sapolatsu.com/2VUR



#مالك_بارودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جولة بين ترقيعات المرقّع سليم نصر الرّقعي
- عودة لمسألة -الإسلاموفوبيا-، على هامش ما حدث في نيوزيلاندا
- رأي في مهزلة ترجمة القرآن نفسه وترجمة معانيه
- -وما ينطقُ عن الهوى-، بين صحّة النّبوّة والإعجاز العلمي
- شيخُ الأزهر يعتبرُ أنّ تعدّد الزّوجات ظلمٌ للمرأة...؟
- نظرة على حديث: -النّساء ناقصات عقل ودين-
- عُمر بن الخطّاب الكافر الزّنديق
- في الرّدّ على ترقيع القرآنيّين بخصوص آية ضرب المرأة
- الإسلام دين السّلام والسّماحة... والإرهاب والهمجيّة...
- تونس: دولة فاشلة ومفلسة تصرف مال الشّعب على الكائنات الطّفيل ...
- أعبّاد الحجارة، نريد جوابًا...
- بين طائفة الأميش والمسلمين
- هل يصحّ أن نحاسب رسول الإسلام بمقاييس اليوم؟
- أمّ المهازل ما نحن فيه...!
- الدكتورة الراقصة وجحافل المطبّلين
- متى تحتويني...؟
- الله أكبر... الفيل أبو زلّومة يعتنق الإسلام
- الإرهابُ أصلٌ من أصول الإسلام، شئتم أم أبيتم
- رماد الزّمن (رواية) - ج2
- رماد الزّمن (رواية) - ج1


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مالك بارودي - حادث السّبّالة يكشف عقليّات زبالة