أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - احداث تافهة عاصرتها 5














المزيد.....

احداث تافهة عاصرتها 5


صلاح حسن رفو
(Salah)


الحوار المتمدن-العدد: 6201 - 2019 / 4 / 14 - 12:47
المحور: كتابات ساخرة
    


احداث تافهة عاصرتها 5ا
من ملاحم الجياع 1

(تنعى شركة الفردوس لتقطيع الحجر فقيدها المنتسب فلان الفلاني اثر حادث عمل).
لا اعرف ما علاقة الفردوس بمعمل لتقطيع الحجر؟! سوى انه يرسل العاملين فيه الى الفردوس بوقت اسرع من المعتاد لكثر الحوادث فيه، لكن اسم " الجاف" _وهو لقب مدير الشركة_ له علاقة بالعمل والحجر والمتانة والتعامل!
هذا ما كان يقوله (كمال) الشخص المرح والسائق لأليات الشركة المذكورة و التي لم تدم عملها بعد حرب الخليج الثانية، وكحال معظم المعامل والشركات المفلسة بعد نكبة الحرب سرح معمل تقطيع الحجر معظم موظفيها ومن ضمنهم كمال ليلتحق بجيش العاطلين عن العمل ويصبح كمعظم السنجاريين رقماً مضافاً لعمال البساتين في ربيعة.
"مشروع ري الجزيرة " او مايسميه الاهالي بساتين ربيعة فيها الاف القصص التي لا تشبه احدها الاخرى وفيها مئات الملاحم العظيمة ضد الجوع والطغيان والعبودية بشكلها الجديد. في ربيعة حكاية مجتمعٍ جائع يموت ناسه في الخريف مع اعشاب الطماطة والرقي ويزرع ذاته مع بداية كل موسم ليطعم صغاره الذين سيموتون نهاية الموسم الجديد كدورة حياة تلك الاعشاب الموسمية التي تزرع بالدين الآجل وتحصد بعد جهدٍ مذل بالقهر والعذاب والدموع .
اتذكر في منتصف التسعينات من القرن الماضي حينما جاءنا كمال الى شارع الصناعة على ظهر شوفرليت متعبة كصاحبها في ظهيرة صيف حزين بشروالٍ مرهل وذقنٍ ملتحي، صرخ دون مقدمات وهو الذي لم يبحث يوماً عن مجدٍ او بطولة ولا يعرف من كلامه ان كان مزحٍ او جد : ايُ غشيمٍ يصلح سيارتي بالمجان، انا لا املك فلساً...هناك في ربيعة اصبح "المعلان" شيخاً لهُ قانونه ولهُ احكامه...وهنا لا سلطة فوق سلطة "الرفيق"، والفقراء مثلي بالالاف يزرعون بالدين، فالكيمياوي جلبناه للمحصول من صاحب الارض بالدين، والبذور كذلك بالدين، ووصول الماء للزرع بالدين ،ومزروعاتنا تصلُ للعلوة بالدين، لا شي مجاني لنا سوى حبة بغداد والملاريا والتيفوئيد!
يعلم كمال جيداً مقامه عند معظم الاهالي من ضمنهم شارع الصناعة، ويعلم بأنه لن يـُرفض له طلب في تصليح سيارته من قبل الجميع ،لكن الجوع والذل وصل لمراحل لم يعد يستطيع المدرك تحمله وهو القائل بعد ساعات من الحادثة مع شرب الشاي والسكارة في فمه بأن المشكلة ليست معه بل مع المئات من شاكلته الذين لا يملكون ثمن ادوية الطبيب او ثمن بعض قطع ملابس " البالة" ليكسي اطفاله العراة في بساتين ربيعة.
اترك هموم ربيعة التي سنعود لها لاحقاً لأستذكر اخر لقاء لي مع "ابو لالو" كما كنا نسميه في صيف 2006، اذ راني في الشارع الرئيس للمدينة ونادى علي بنفس الجملة التي كان يبدء معي الحوار من وانا مراهق صغير :" ايها الحقير" ماذا تفعل في هذه البلاد المريضة؟!...ارحل فالجميع قد سبقك...لا امل يرجى...الجلبي اتضح انه مختلس...علاوي لصٌ كبير...من تراهم من حولنا ويحكمون هذه المدينة الكئيبة مجموعة مخضرمة من "المهربجية" ، لكن الناس تخاف منهم ومن اسيادهم...ارحل ولا تتأسف لحال احد.
عندما احتلت داعش المناطق والحدود المجاورة لسنجار كان كمال مع المئات من جنود المنطقة متواجدين في منطقة حصيبة كحُراس حدود، مخيرين في القدوم من على الشريط الحدودي مع سوريا الى سنجار او الرجوع الى كربلاء، وكان الاختيار الاول والخاطى سيد الموقف، في رحلة العودة وعلى لسان من فروا ونجوا من تلك المجزرة قالوا بأن " ابو لالو" رفض الهروب او الاستسلام و لم يترك سلاح الدوشكا الى ان افرغه على العشرات من جثث الدواعش لحين طوقوه وقتلوه.
في صبيحة 11.6.2014جلب الايزيديون جثة ابنهم الممزقة بالرصاص مع رفاقٍ اخرين من احد جوامع "البعاج"، ذلك القضاء المجاور حيث مركز العمليات لتنظيم داعش والذي شـنَ هجوم اكبر واوسع كانت نتيجتها نسف وهدم ذلك المجتمع السنجاري الجميل .

صلاح حسن رفو



#صلاح_حسن_رفو (هاشتاغ)       Salah#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احداث تافهة عاصرتها 4
- احداث تافهة عاصرتها 3
- احداث تافهة عاصرتها 2
- احداث تافهة عاصرتها 1
- طفولة على تل القصب 10
- طفولة على تل القصب 9
- طفولة على تل القصب 8
- طفولة على تل القصب 7
- طفولة على تل القصب 6
- طفولة على تل القصب 5
- طفولة على تل القصب 4
- طفولة على تل القصب 3
- طفولة على تل القصب 2
- طفولة على تل القصب
- 3 قصص قصيرة جدا
- اوراق من المهجر 19
- قصص قصيرة من سنجار 3
- قصص قصيرة من سنجار 2
- قصص قصيرة من سنجار
- اوراق من المهجر 18


المزيد.....




- فنانة مصرية شهيرة: سعاد حسني لم تنتحر (فيديو)
- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صلاح حسن رفو - احداث تافهة عاصرتها 5