أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - -اصفع والدك-، -اطمع في زوجة جارك-، -تطاول على الأنبياء-: نكت مُضحكة أم تشويه للقيّم؟














المزيد.....

-اصفع والدك-، -اطمع في زوجة جارك-، -تطاول على الأنبياء-: نكت مُضحكة أم تشويه للقيّم؟


حبيب مال الله ابراهيم
(Habeeb Ibrahim)


الحوار المتمدن-العدد: 6197 - 2019 / 4 / 10 - 00:48
المحور: الصحافة والاعلام
    


تنتشر في مواقع التواصل الاجتماعي منذ سنوات ظاهرة "النكت" او ما تسمى في عصر الإعلام الاجتماعي "بالتحشيش"، إذ يهدف ظاهرها الى الضحك وتقديم الترفيه والمساعدة في التهرب المؤقت من الواقع، وباطنها الى النيل من القيّم الاجتماعية بالدرجة الأساس. لم تعد "النكت" مقتصرة على حقل السياسة وتوجيه النقد للسياسيين وللمواقف السياسية فحسب، بل دخلت شتى مجالات الحياة حتى أصبحت تُشكل تهديداً إلكترونياً صريحاً لمنظومة القيّم الاجتماعية.
تتعالى الأصوات هنا وهناك محذرة من التهديد الذي يشكله هذا الابتذال، أصوات تنادي بايقاف بعض صفحات "النكت"، لكن واقعياً يبدو ان هنالك شباب يقفون ورائها بشكل مباشر كأن يديروا الصفحات او بشكل غير مباشر بإنتاج النكت ونشرها في مواقع التواصل الاجتماعي.
هنالك نسبة لا بأس بها من "النكت" ألتي يحررها الشباب بهدف توجيه النقد للظواهر التي هي بمثابة تقاليد بالية في المجتمع او ظواهر اجتماعية، كزيادة المهور وانتشار الغش والفساد السياسي والمحسوبية وقضايا اُخرى، وهي "أي النكت" بمثابة تنفيس يتم فيها استخدام أسلوب النقد المُضحك. لكن ان يصل الامر الى استهداف قيّم اجتماعية ينبغي الحفاظ عليها وترسيخها، فذلك يشكل تهديداً حقيقياً للبنية القيمية للمجتمع وهو في هذا لا يقل خطورة عن أي تهديد آخر، اذ يمكن رؤية تاثير النكت في المجتمع على المدى الطويل حيث تساهم بطريقة بطيئة في تفريغ السلوكيات الاجتماعية من محتواها القيّمي.
رُغم عدم وجود بحث علمي يدرس محتوى النكت المنشورة لمعرفة نوابا ناشريها، الا ان أهدافها ومحتواها واتجاهاتها تشير الى ان تحريرها ونشرها ليست عملية عفوية يقوم بها بعض أفراد المجتمع ممن يجهلون تأثيرها، فهي عملية مُنظمة لتدمير القيّم الاجتماعية في المجتمعات الشرقية، بسبب استخدام المواطنين لمواقع التواصل الاجتماعي بكثافة اولاّ ومن تذمرهم من الأوضاع السياسية والاقتصادية السائدة والتجائهم لتصفح المواقع المُضحكة والطريفة كنوع من التهرب من الواقع المُزري من جهة أخرى.
يمكن عن طريق بعض النكت اذا ما كانت هادفة تدمير القيم الاجتماعية وتعميق الخلاف بين المكونات والطوائف المختلفة ودفع المواطن للتجرد من القيّم المتوارثة والمتجذرة في تراثه الاجتماعي.
هل يُعقل ان يصل موضوع "النكت" مثلاً الى ان يصفع الابن ابيه او إهانة الأم او الطمع في عرض الجيران او الإساءة للانبياء او التطاول على الأديان!
لا اعتقد بان نكت كهذه تعبر عن انحطاط وصل اليه تفكير الأفراد في المجتمعات بقدر ما تعبر عن تخطيط مُسبق لتشويه القيّم الاجتماعية، ويتم تقديم هذا الابتذال باللغة العربية الفصحى احيانا وباللهجات العراقية، المصرية، الجزائرية، المغربية، السورية غالباً، الهدف منه النزول الى مستوى الأشخاص الذين لا يفقهون كثيراً في اللغة العربية الفُصحى، واصبحت تتناول وبجرأة غير معهودة قيّم اجتماعية تساهم الاسرة والمدارس والدين في ترسيخها.
انتشرت صفحات النكت في مواقع التواصل الاجتماعي بفضل إمكانية استخدام الناس اللامحدود للانترنيت، هنالك صفحات تحظى بالآف الأعضاء (المشاركين)، ممن يتصفحونها يومياً ويتفاعلون معها.
ساهمت عوامل عدة في انتشار صفحات النكت هي:
-سهولة إنشاء الصفحات في مواقع التواصل الاجتماعي، وفتح الباب امام الآخرين للمشاركة والتصفح.
-استحالة التحكم بتدفق الموضوعات في مواقع التواصل الاجتماعي، نظراً لعدم تمكن اَي جهة من معرفة مصادرها الحقيقية.
-سهولة الوصول الى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
ان تفاعل الأشخاص مع النكت في مواقع التواصل الاجتماعي بغض النظر عن الجهة التي تقف ورائها، تعبر عن سطحية التعامل مع "القنابل" المزروعة وعدم الإدراك لتأثيرها على المدى الطويل، ينبغي ان يكون للإعلام العربي دور لا يقل عن دور الاسرة في توعية المجتمع بخصوص التأثير السلبي للنكت التي يتعدى هدفها الضحك الى المساس بقيم المجتمع.
ينبغي التعامل مع الكتابات المنشورة في الاعلام الاجتماعي بوعي وادراك، لانها تستهدف منظومة القيم التي تصيغ سلوكيات أفراد المجتمع وتعبر عن تراثهم الحضاري.



#حبيب_مال_الله_ابراهيم (هاشتاغ)       Habeeb_Ibrahim#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قوة وتأثير وسائل الاعلام في المانيا
- هل وسائل التواصل الاجتماعي سيئة بالنسبة لنا؟
- البيت القديم
- عقدة الذنب الالمانية
- تحالفات الشرق الأوسط الحديدة
- قطرات الندم
- إستقلال إقليم كوردستان .. سيناريوهات ومواقف
- توازن القوى في الشرق الأوسط
- العقول العراقية المهاجرة
- الثقافة العربية في زمن الثورات والحروب
- دولة كوردستان ... من الحلم الى الواقع
- الفكر المتطرف في كوردستان!
- مذكرات د.زهدي الداوودي
- 6 قصص قصيرة جدا
- التشريعات الموروثة من الحقبة السابقة وأثرها في حرية الصحافة
- الإعلام والسياسة
- الاسلام السياسي وأزمة التظرف الفكري!
- قضية اليهود
- مستقبل الصحافة الورقية
- أدب المعارك


المزيد.....




- من أثينا إلى بيروت.. عمال خرجوا في مسيرات في عيدهم فصدحت حنا ...
- بيربوك: توسيع الاتحاد الأوروبي قبل 20 عاما جلب فوائد مهمة لل ...
- نتنياهو: سندخل رفح إن تمسكت حماس بمطلبها
- القاهرة وباريس تدعوان إلى التوصل لاتفاق
- -حاقد ومعاد للسامية-.. رئيس الوزراء الإسرائيلي يهاجم الرئيس ...
- بالفيديو.. رصد وتدمير منظومتين من صواريخ -هيمارس- الأمريكية ...
- مسيرة حاشدة بلندن في يوم العمال
- محكمة العدل الدولية ترد دعوى نيكاراغوا
- خردة الناتو تعرض في حديقة النصر بموسكو
- رحيل الناشر والمترجم السعودي يوسف الصمعان


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - حبيب مال الله ابراهيم - -اصفع والدك-، -اطمع في زوجة جارك-، -تطاول على الأنبياء-: نكت مُضحكة أم تشويه للقيّم؟