أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - وداعا صديقنا ( ميمون ألهموس ) من أشاوس أيت مرغاد














المزيد.....

وداعا صديقنا ( ميمون ألهموس ) من أشاوس أيت مرغاد


علي أحماد

الحوار المتمدن-العدد: 6182 - 2019 / 3 / 24 - 19:02
المحور: الادب والفن
    


انتشر الخبر الفاجعة في فجاج أوضاض/ ميدلت وأثثت الصور صفحات العالم الأزرق يجللها السواد حزنا وأسى على رحيل ( ميمون ألهموس ) الى دار البقاء باكرا تاركا وراءه زوجة وثلاثة أطفال في أتون الحياة القاسية وهم في أمس الحاجة الى وجوده أبا ومعيلا - ماديا ومعنويا - في غياب أي معاش أو دعم مادي يعينهم على صروف الحياة من دولة / وطن لا يجزل العطاء استثنائيا إلا لوزراء دون ذرة حياء ليموت الفقراء حسرة بغيظهم مقابل الإنبطاح زمن العفاريت والتماسيح .
استطاع الفقيد أن ينقش اسمه في ذاكرة البلدة كأستاذ ( غير رسمي أو متعاقد ) لمادة اللغة الفرنسية في إطار ما يعرف عند العامة ب ( السوايع ) متمرسا وذا كفاءة عالية أفادت الكثيرين من فلذات أكبادنا وأنارت طريق السواد الأعظم لما بذله من جهد ليجيدوا لغة موليير ..لم يمنعه عكازاه وحذاءه الغليظ كمعطل يحمل شهادة عليا أن يبحث عن عمل لئلا يبقى عالة على الغير ، فكسب احترام الجميع وتعاطفهم . خبر العطالة وتجرع مأساة البطالة كعاهة أشد وقعا على النفس من عاهة الجسد فلم يستسلم لكلتا الحالتين . وجد في التدريس ضالته واثبت مهارته و حنكته فأتاه الراغبون من كل حدب وصوب ينهلون من فيض علم لا ينضب معينه .
إذا جالسته وجدته حاملا الهم ينشد التغيير بما يضمن كرامة الإنسان ، متواجدا في كل المحطات والمعارك النضالية . تراه وجها أمازيغيا قحا رسمت عليه قسوة العيش اخاديد الشيخوخة قبل الأوان . سليل عائلة من أيت مرغاد الرحل من أيت عيسى إزم ، القبيلة التي نذرت نفسها لحياة الترحال بحثا عن المرعى والكلأ والماء واتخذت السكن خياما من الوبر لتستقر بسفوح جبل العياشي ترافق قطعان الماشية . هنا مبدأ قصة حياة المرحوم طفلا فرضت عليه العاهة سجنا أبديا ، فرغم رحابة المجال واتساع المكان المفتوح على روعة الجبل والغابة وثغاء الماشية ظل لايبرح مكانه أمام الخيمة إلى أن عثرت فيه أخت من الراهبات الفرنسيسكانيات من دير مريم فرقت لحاله وحملته إليها وتعهدته بالرعاية ، وقد ظل وفيا لذكراها - بعد موتها - يقيم الوليمة ترحما عليها .
كان يأمل في حياة مستقرة لاينغصها مكروه ، لكن المرض الخبيث / العضال ظل متربصا به فنخر الجسد حتى أحاله الى كومة عظام ..مرض يفتك بالأحبة ويغيبهم .
فلترقد روحك في سلام ، فالموت وإن لم يطلبنا نطلبه رحمة بنا ، لأنه القادر على وضع نهاية لآلامنا وأوجاعنا التي لاينفع معها مسكن / مهدىء .
لازلنا نريدك بيننا مناضلا شهما ومربيا فاضلا والإبتسامة ، ابتسامة التحدي والصمود تنير ثغرك رغم سوداوية وقتامة الوضع . سنظل نذكرك ونحمل لك في قلوبنا حبا لايبلى ، وستبقى الجرح الغائر الذي رسمه نصل خنجر حاد حام في خاصرة زمان أوضاض .
لقد اتت الراهبة بإنسانيتها ما لم يأته متدين أو محسن يطمع في قصور الجنة الخالدة لأنهما يستكينان الى القضاء والقدر ، ولولا الراهبة المؤمنة بالإحسان لبقيت زاحفا على الأرض أو مقتعدا - في أحسن الأحوال - كرسيا متحركا وصرت أميا يعتمد على الغير في أدنى تفاصيل الحياة .
فألف رحمة لروحك وروح الراهبة
وسيبقى الموت لغزا يقض مضجع البشرية منذ الأزل ، وهو سوءة لابد أن نواريها كما علمنا الغراب ...
والله يلهمنا الصبر والسلوان ...



#علي_أحماد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في حضرة عرافة
- طقس الشاي وقدسيته
- الحل بين عناد رحل أيت مرغاد وتأويل النادل لسداد ثمن البراد
- تسبيح وحصى ..أمداح وقرآن يتلى
- من ذكريات التتلمذة / قصعة الكسكس
- من ذكريات التتلمذة بمدرسة تاشويت / التلاميذ وقصعة الطعام
- هوامش على هامش الحكم على زعماء حراك أحراش الريف
- جرادة....أنشودة الرغيف الأسود
- من ذكرى أبي عشق الراديو/ المذياع
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي / أريج القهوة ولواعج العذرية
- من ذكرى أبي / ديك - تاحمدجوت -
- يوم بقرية بالجنوب الشرقي ( المغرب )
- الخطوة الأولى نحو المدرسة
- اللقاء الأخير
- الجمرة الخبيثة عراب موسم الخطوبة بإملشيل
- من ذكرى أبي الدراجة الهوائية
- من مذكرات معلم / وريث حمل ثقيل
- التزيين في قضية تعنيف الأساتذة المتدربين
- وشاية كاذبة تستنفر الإذاعة و نيابة التعليم بميدلت .
- مدارس بدون تدفئة في ذروة القر والصقيع


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي أحماد - وداعا صديقنا ( ميمون ألهموس ) من أشاوس أيت مرغاد