أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - مسرحية السلطة المضحكة...!














المزيد.....

مسرحية السلطة المضحكة...!


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1530 - 2006 / 4 / 24 - 11:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وأخيرا انتهت مسرحية مضحكة...تنازل الجعفري ورشح شخص آخر من حزبه ومن ماء ايدولوجيته وكأن مصير العراق أمر شخصي أو عناد ( أولاد ) بحت، كما تم إعادة ( قربة الفساء ) بطل بشتآشان رئيسا للعراق...تلك هي دورة المحاصصات القائمة على الطائفة والعنصر حيث الغياب التام والنهائي للوطنية العراقية التي أصبحت قولا وفعلا في خبر كان، فبدلا من معالجة شكل الدولة والسلطة في العراق كونها غير متكافئة ومتوازنة في الهرم الأعلى انزلوها إلى درجة انحطاط قسوى، إلى طائفية وعنصرية مجتمعية ومؤسسة بأعراف وقوانين لشكل تقاسمها ليس من السهل على العراق الخروج منها..هؤلاء السمان في كل شيء إلا في إسعاف هذا الوطن، حملوه بقراراتهم وكواليسهم وألاعيبهم وتاريخهم إلى إمراض مزمنة ستجعل منه عرضة للانتهاكات وتضعه على موت سريري إلى تاريخ غير محدد ولكن بالتأكيد طويل وملئ بمرارات وتضحيات ستحصد المزيد من فقراء العراق الذين لا ذنب لهم سوى التعلق بأي قشة للمحافظة على قدر ولو شحيح من الكرامة والتعلق بحب الحياة...
هؤلاء وزعوا الغنيمة الدسمة والباقي سيتحول إلى مهرجانات لدفن العراقي بمزيد من المفخخات، بمزيد من الحقد الطائفي والقومي وبمزيد من تبرير التآمر والقتل والتضحية بأجساد العراقيين طالما تفضي إلى الضغط السياسي وإمكانية الوصول إلى السلطة وإلى مركز القرار حيث النهب الدسم والفرهود المجاني على قدم وساق...الكثير سيذهب إلى الهتافين ورجال الحكومات المحلية والباقي الشحيح سيذهب لسد أفواه الجياع الساكتين عن الحق عنوة وترهيبا وتملقا وفقرا بادراك الحقائق لشعب عاش طويلا معزولا عن المعرفة والتواصل مع العالم...!
انتهى فصل من المسرحية ولكن بانتظارنا فصول أكثر مأساوية وأكثر عمقا في المهازل ومعها دم ينزف وجرح يتعمق على جسد هذا الوطن...
ستتشكل حكومة ولكنها لن تستطيع تشغيل الناس ولن تبطل مفعول مفخخة طالما أن مكوناتها تنطبق عليها كليا مقولة ( حاميها حراميها )، فبدون القتل وتغييب الناس وإشاعة جو الخوف والإرهاب والجريمة، بدون الشحن الطائفي والقومي سيلتفت الناس إلى رجال غير هؤلاء، إلى رجال بناء العراق كوطن وكأمّة موحدة وهذا لا ينطبق أبدا على هذه الطبقة السياسية بشكلها وصورتها الحالية...!
لقد اثبت هؤلاء بكل صراحة ميزة الاستهتار وعدم الرأفة بالعراقي الذي يتعرض إلى موت مجاني وكان شاغلهم مرحبا بالكراسي وبوزات السلطة، أربعة اشهر وقربة الفساء يعطل وجود حكومة ومعها تطايرت أشلاء أكثر من عشرة الاف عراقي قتلى وجرحى...إي جريمة ارتكبها هؤلاء ؟
هؤلاء بكل الأعراف لا يستحقون هذا الوطن، يستحقون محاكم عادلة تريهم أن الدم العراق غالي وثمين وليس بهذا الرخص الذي نشاهده والذي يقف وراءه هؤلاء بكل وضوح وإصرار وتغاضي وعنجهية وشعارات...!
اجتمعوا اليوم بتهريج كاذب وبخطابات رنانة لم تستطع إخفاء حقيقة تقطيع وطن وتهشيمه إلى طوائف وعشائر وفخوذ وانساب..لقد قدم رجالات العراق صيغة انحطاط حقيقية في التفاخر بالأنساب وبالألقاب وبكل ما هو خارج أي أفق للتطور والحداثة واحترام الإنسان بغض النظر عن خلفيته وموقعة الاجتماعي أو السياسي أو المذهبي أو الديني كما تفعل سائر شعوب الدنيا في عصر الديمقراطية والثورة العلمية الهائلة...لقد كان مهرجانا لتشيع العراق تاريخا وحاضرا ومستقبلا منظورا...
قدموا أنفسهم على أنهم سلالات الأئمة والأولياء الصالحين وتلك هي محاولة ذليلة لسلب وتجيير حب العراقي بالفطرة لرموزه وقيمه الدينية لصالحهم..تلك كذبة لن تنطلي طويلا فالنهب وقتل العراقي على الهوية سيستمر...
أدخلونا لبننه وصوملة وسودان جديد... ووو وهي أمثلة كثيرة على شكل تفتيت هذه الأوطان في محاصصات وحكومات محلية لا يجمعها جامع غير القوة والانغلاق على الآخر والتخندق في الممارسة العملية..لقد تكلم جلال عن وحدة العراق وهو غير قادر على توحيد الأقرب جغرافية وعنصرا السليمانية مع اربيل...!لقد أطلقوا بالونات وأكاذيب سياسية ستفندها الأيام القادمة حتما...!
لقد حفر هؤلاء عميقا شكل تقسيم الدولة والسلطة وبالتالي داسوا على الوطنية العراقية، على الكرامة العراقية، على الوحدة العراقية، على الصفاء العراقي بكل قسوة وشجاعة عمياء طالما تخدم مصالحهم ومصالح الهتاف الذي رفعوه كذبا وزورا بالدفاع عن العراق وشعبه...!
الفرصة الوحيدة هو البحث عن المشترك لدى كل من يؤمن بالوطنية العراقية بالوحدة العراقية أرضا وشعبا ومن كل الاتجاهات والمشارب الفكرية والسياسية والدينية للتلاقي والتباحث والتوحد من أجل إنقاذ هذا الوطن من كل تلك المخاطر الكبيرة التي تحيق به، تلك مهمة عاجلة تستدعي تحرك كل شريف ومخلص ووطني حقيقي يؤمن بالإنسان كهوية توحدنا جميعا بدون تفاصيله الأخرى تحت هذا السقف هذا البيت الكبير الذي أسمه ( العراق )...!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سعدي يوسف عملاق عراقي لن ينال منه صغار السياسة وبائعي المواق ...
- رسالة مفتوحة إلى لجنة مبادرة مثقفي المهجر
- مُحمًّد مظلُوم - دائِماً ثمَّتَ بَرَاْبِرَة...!
- الصائغ مأساة وطن ولحظة مكثفة لمستقبل قاتم...!
- الحزب الشيوعي والتحالفات الجديدة (وفرارية) الأيام الصعبة...!
- الدكتاتور الذي لازال يحكمنا
- جلال الطالباني: رجل الحروب الكثيرة – الجعفري هدف طازج
- جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي
- تقييمات وتقسيمات حكومة الجعفري لشهداء العراق...!
- تبرعات كارثة جسر الأئمة بين الطريقة والنوايا...!
- قيامة عراقية
- من وحي نقاش جميل على غرفة الكتاب والمثقفين على شبكة البالتال ...
- من هنا وهناك..!
- مدافع آيات الله *
- تحية لشعبنا البطل في مدينة- السماوة
- نعم دوائر انتخابية متعددة على قاعدة المحافظات، لا لدائرة انت ...
- حالة اللاعب علي أحمد الديوان، حالة وطن ودولة بائسة
- قراءة أولية في مسودة الدستور العراقي
- العوامل الدولية والإقليمية وحقوق الشعب الكردي العادلة – بين ...
- البصرة تسرقها العمائم( الفضيلة )وغير (الفضيلة)


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محسن صابط الجيلاوي - مسرحية السلطة المضحكة...!