أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي














المزيد.....

جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1329 - 2005 / 9 / 26 - 11:14
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي
إلى روح الشهيد الكاتب حسن ناصر حسين علكة

محسن صابط الجيلاوي

( بقية السيف أبقى عدداً، وأكثر ولداً)

الإمام علي ( ع )
هؤلاء رعاع، برابرة، أتوا من كل فج قبيح...

هم بقايا عفنة لوساخات التأريخ، محاكم التفتيش، بقايا قردة منقرضة... لا يقتديهم إلا بشر خارج الثقافة والمنطق والحداثة، خارج أي تصور في هذا العالم...

فضيلة حيث لا فضيلة إلا بقطع الأيدي والاذان تماما مثل ثقافة سلفهم المقبور...

عمائم لا تشتم ولا ترى فيها إلا شياطين ترقص على جهل أمّة كاملة...

هؤلاء يسرقون سماحة ديننا وتقاليدنا وأعرافنا..لا يعرفون إلا لغة الغدر والقتل وتصفية الآخر...لا يمكن أن يفهموا ان هناك قوانين ومحاكم ودعاوى تحفظ الاختلاف والحق وترد الاعتبار وتوقف الشتيمة ان وجدت، لأنهم ببساطة سلالة زواريب الليل وظلمة الغابات والعالم السفلي للشقاوات والبلطجة والإجرام...!

هم يسرقون لؤلؤة العراق، وقلبه النابض بصرتنا الوديعة، مدينتنا التي لا يمكن تصور أو تخيل العراق بدونها..!

هم لهم كل شيء..

ونحن لنا سكاكين معدة جيدا لذبحنا من الوريد إلى الوريد

أقول ساعدهم رخو وفعلوا هكذا موبقات..

عند المقدرة سيتحول شعب كامل إلى رهينة لبلطجيتهم، لغدرهم، لشعوذتهم، لبطشهم، لتخلفهم..سيدخلوننا تاريخ أسود بكل المواصفات...

مقتل مثقف مهما كانت درجة اختلافنا أو اتفاقنا معه يعني مقتل وطن، يعني توقف الحياة عن العطاء والأمل والحب، يعني أن حاضرنا أسود ومستقبلنا في خطر حقيقي...!

أين جرائمهم ؟ في البصرة ( الفيحاء ) مدينة العلم والثقافة والفن، مدينة السياب وسعدي يوسف ومهدي محمد علي والبريكان والكاصد..، مدينة اللغة والنحو والماء والنخيل، مدينة كل تاريخها يضج بالحياة والتسامح والعطاء والتجدد والانتماء إلى الإنسانية فكرا وألقا وحضارة....!

هؤلاء أغراب عنا في الملبس والسحنة والقلب والفعل... لضعف حجتهم يختزلون الاختلاف إلى مدية تطعن كل قلب يقول لهم ( لا ) قوية وشجاعة...

هؤلاء لا يمكن أن يفهموا أن العالم تغير فمهما تكن درجة الخلاف والاختلاف فليس هناك من سبيل في عالم اليوم سوى نقد الحجة بالحجة، سوى الجدل والنقاش الحر الخلاق، سوى النظر في عين الآخر لتحاوره وتحميه وتقول له نحن أبناء الحرية والثبات والبقاء لأننا في النهاية بشر وحرمة الدم والنفس هي أقدس ما توصلت له العبقرية الإنسانية...عدا ذلك انتماء حقيقي إلى شريعة الغاب، إلى الخليقة البدائية، إلى الهمجية....!

دم شمس الدين الموسوي في رقبة الدولة التي لا تهش حتى الذباب بشخص رئيسها ذو التاريخ الإجرامي ورئيس وزرائها الجعفري، ومحافظ البصرة الإيراني..

جريمة بشعة بسعة اغتيال مثقف تعني فضيحة، هذه الجريمة وحدها تستدعي استقالة هؤلاء لأنهم ببساطة لم يستطيعوا حماية مثقف وحيد أعزل أمام إمكانيات القتلة الأوباش...

لقد أساءوا لدينهم إذا كان لهم من دين، لوثوا صفاء ونقاء وبياض وبحر ومراكب وسفن بصرتنا الكريمة، حرمونا من متعة الحرية التي كنا نحلم بها طويلا، جعلونا نفكر مرة ثانية بدروب وطرق الاختفاء في الوطن والتشبث بالمنافي اللعينة لكي لا نقع في أيدي الجلاد..هذه المرة جلاد لعين يمتلك من المكر الكثير لكي يلعب على وعي وثقافة هشة وفراغ رهيب تركته دكتاتورية مسكت رقابنا وأرواحنا طويلا مما جعلتنا سهلي الافتراس...!

شعبنا يحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى استبدال الاحتلال بحماية دولية ومن أكثر عناصرها احتراما للإنسان والحرية والعدالة والسلم والحرص على وقف نزيف الدم بعيدا عن سياسة القوة والنهب وحب الدولار ورائحة النفط والاستهتار بأرواح البشر، ان فشل الطبقة السياسية العراقية عن حماية العراقي يحتاج موقف دولي كما حدث في رواندا وجنوب السودان والبوسنة ولبنان وغيرها، هذا وحده كفيل بوقف اعتداءات الأحزاب التي تنتهك الوطن أرضا وكرامة ومواطنا..لقد فشلوا بالجملة وبالمفرق وليس من بديل أمامنا إلا طلب مساعدة العالم الحر والشريف لحمايتنا منهم ومن يقف خلفهم، تلك هي مهمة عاجلة يجب المطالبة بها وبصوت عال وجماعي وخصوصا من القوى والتيارات الثقافية المستقلة- العراقية حقا -وستثبت الأيام لكل مدعي وهتاف ان أي تأخير في ذلك لا يعني إلا مزيدا من الدماء، مزيدا من الخراب ومزيدا من القهر...!

قبل أيام قتلوا الكاتب الجميل حسن ناصر حسين علكة في مدينة الموصل، ليس غريبا ان الجريمة الأولى وقعت في شمال الوطن والثانية في البصرة انهم يخنقون الوطن، يستبيحوه، ( العين والفرضه ) واحدة، شكل الرصاصة ذاته، للقاتل نفس السحنة وأن تعددت الأهداف والنوايا، هو نفسه تماما ذلك المنفذ المرتعد خوفا من حجر الحقيقة والذي لا يعرف أي حرمة للحياة والنبل والمواجهة الشريفة....

اليوم قتلوا شمس الدين...

والدائرة تدور على مثقف آخر، بنادقهم محشوة بالجريمة ومستعدة للإطلاق في أي منعطف ووحشة شارع وضعف في الاحتراس...أكثر ما يرعبهم مثقف شجاع...

لقد ذبحوا يمين البصرة، سفكوا حرمة الإبداع والتعبير فيها...

قتلوا رجلا لا يمتلك سوى سلاح القلم ببربرية شنيعة- يا ربي- تقطيع أوصال الناس...

انهم عُهر هذا الزمن الرخيص عندما تستبدل كل شرائع الدنيا بقطعة قماش على الرأس وبلحى وسخة تختطف الدين والحياة والقانون والأخلاق لتحيل الدنيا إلى جحيم..

ولكنهم نسوا أن من الشرارة يندلع اللهيب...

هناك شعب كامل سيكنسهم، يجمعهم بكل عفونتهم، ليرسلهم إلى مزابل إيران حيث يستحقون، هناك مكانهم كان وسيكون...!
هؤلاء لا يستحقون ماء وسماء وهواء وأرض العراق أبدا أبدا...لأنهم ببساطة ليسوا منا...!

نحن ( بقية السيف أبقى عددا، وأكثر ولدا ) أما الطغاة والقتلة فلهم اللعنة والزوال والعار الأبدي...!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تقييمات وتقسيمات حكومة الجعفري لشهداء العراق...!
- تبرعات كارثة جسر الأئمة بين الطريقة والنوايا...!
- قيامة عراقية
- من وحي نقاش جميل على غرفة الكتاب والمثقفين على شبكة البالتال ...
- من هنا وهناك..!
- مدافع آيات الله *
- تحية لشعبنا البطل في مدينة- السماوة
- نعم دوائر انتخابية متعددة على قاعدة المحافظات، لا لدائرة انت ...
- حالة اللاعب علي أحمد الديوان، حالة وطن ودولة بائسة
- قراءة أولية في مسودة الدستور العراقي
- العوامل الدولية والإقليمية وحقوق الشعب الكردي العادلة – بين ...
- البصرة تسرقها العمائم( الفضيلة )وغير (الفضيلة)
- القوى الدينية...والخطر القادم
- مَنْ يكتب الدستور..؟؟؟
- تعليق
- قصائد
- مصطفى القرة داغي صورة للشباب الذي نريد
- علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف
- خاطرة عن الرجال *وحلم الوطن
- المجد والخلود للشهيد منتصر- مشتاق جابر عبد الله


المزيد.....




- حمزة يوسف.. الوزير الأول بإسكتلندا يعلن أنه سيستقيل من منصبه ...
- مصادر لـCNN: حماس تناقش مقترحًا مصريًا جديدًا لإطلاق سراح ال ...
- رهينة إسرائيلية أطلق سراحها: -لن أسكت بعد الآن-
- لا يحق للسياسيين الضغط على الجامعات لقمع الاحتجاجات المناصرة ...
- باسم خندقجي: الروائي الذي فاز بالجائزة العالمية للرواية العر ...
- بلينكن يصل إلى السعودية لبحث التطبيع مع إسرائيل ومستقبل غزة ...
- ظاهرة غريبة تثير الذعر في تايوان.. رصد أسراب من حشرات -أم أر ...
- مصري ينتقم من مقر عمله بعد فصله منه
- لردع الهجمات الإلكترونية.. حكومة المملكة المتحدة تحظر استخدا ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة في دونيتسك والقضاء على 975 جن ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محسن صابط الجيلاوي - جريمة اغتيال الكاتب شمس الدين الموسوي