أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محسن صابط الجيلاوي - قيامة عراقية














المزيد.....

قيامة عراقية


محسن صابط الجيلاوي

الحوار المتمدن-العدد: 1306 - 2005 / 9 / 3 - 08:10
المحور: حقوق الانسان
    


ما أَكثرَ العِبَرَ وأقلَّ الإعتِبارَ
الإمام علي

موتنا مجاني مفتوح على الماء والرمل والدنيا والشمس الحارقة وعدسات الكاميرات وكل من يريد للإثارة مكسبا...
موت فيه للبعض الكريه في هذا العالم من التشفي الكثير...فموتنا بسيط، وطليق، وسهل..فيه من روح الدعابة والكوميديا السوداء الكثير...
العالم يتفرج على بقايا بسيطة من مُلكية الفقراء الذين كان موتهم وهم أحياء شيء أقرب إلى الحقيقة، فهم بلا تعليم وبلا عمل وبلا مدن نظيفة، ولكن لديهم ما يكفي من قبور مشتراة سلفا في مقابر ممتدة إلى آخر الدنيا...
ماساتنا كبيرة، وبلدنا أصبح ملهاة وكوميديا للخوذ المحتلة، وأشرار أتوا من آخر الدنيا وساسة يعبون جيوبهم بالدولار الأخضر، وثقافة تمجد ذوي النعمة، ونخب منخورة، وإنسان مُنكسر....
مرحلة اختلط فيها الحابل والنابل، هناك من يعمل بإصرار مدهش على تعميق التداخل والإختلاط والكفر...
كل شيء غائب ومفقود إلا العمل مع أجساد فقدت الروح والحياة والسعي الحثيث لتوفير عُدد الدفن..!
تلك لحظة مهزومة وغبية من تاريخ أمه نامت على مجد غابر وحضارة وخطاب لم يعطي خبزا وأمنا في لحظة راهنة من أيامنا السوداء هذه..
لم يتبقى سوى لافتات تنعي الشهداء، وفرة الشهداء هي من وفرة الإرهاب ومن وفرة ذلك الفكر الذي يشحذ أمّة بأكملها نحو السكين...
قدر دجلة الخالد أن يُدمى بفعلة شنيعة لإجرام منفلت، لقتلة وحوش...لقد دنسوا براءة الماء، والنهر الوديع، والضفة الهادئة وذلك الإنسياب الطليق والحر جنوبا...
من أين جاء هكذا قاتل، من أي نطفة، هل يعود يوميا إلى بيته ليمارس قدره الإنساني باللعب مع أولاده أو بتحية زوجة تنتظر كدحه اليومي، هل يتأمل غزارة ذلك الدم المسفوح، هل من لحظة من بقايا ضمير ليقول كفى لكي يعود إلى صنف البشر ولو مرة واحدة...؟؟!
لقد طُعن العراق في كرامته وفي جسده وفي روحه وفي عظمة شعبه وليس صعبا ان ينتفض مارد النهرين ليعطي درسا جديدا للعالم عن كل ذلك التفرد والخصب وقول الحق...سيكنس مزابل القتلة، لينظف العالم من شرورهم، بدمه يقدم ثانية خدمة للإنسانية الصامتة...
العالم ينتظر قيامة وحيدة ونحن في قيامة دائمة...!
العالم يتفرج على مأساتنا ولا أعرف هل هو مصدق بما يجري أم ان الضمير في إجازة، أم ان كذبة كبرى تجعل ما يجري شيء يشبه الأحجية اللغز....؟
هل يفرح العالم بموتنا المجاني ؟
هل هناك ما يكفي من الوقت والجهد والضمير والعفة لوضع الأسئلة عن معنى أن يكون الإنسان إنسانا..؟
هل نحن أبناء صدفة في هذا العالم لا يحق لنا العيش بكرامة وبلا خوف...؟
ما الذي يجعل الصمت قاسيا إلى هذا الحد..؟
ما الخطأ أو الخطيئة التي ارتكبها العراق الذي كان دوما قبلة العالم والحضارة والفكر ليُجازى بهذا الشكل المشين...؟
أسئلة كثيرة ترتج في رأسي...ومعها تتشظى أجساد أهلي وأحبتي وما علي سوى أن أذرف دمعا على بقية تنتظر حتفها المؤجل..صرختي أيها العالم: جدوا موتا أكثر رحمة يليق بالعراقي، إذا كنتم بهذا الإصرار العجيب على تحقيق موت مبكر لوطن اسمه العراق...!!!
مصيبتكم ستعرفون بعد فوات الأوان اننا سنحيا ونحيا لأننا أبناء المستحيل...!



#محسن_صابط_الجيلاوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من وحي نقاش جميل على غرفة الكتاب والمثقفين على شبكة البالتال ...
- من هنا وهناك..!
- مدافع آيات الله *
- تحية لشعبنا البطل في مدينة- السماوة
- نعم دوائر انتخابية متعددة على قاعدة المحافظات، لا لدائرة انت ...
- حالة اللاعب علي أحمد الديوان، حالة وطن ودولة بائسة
- قراءة أولية في مسودة الدستور العراقي
- العوامل الدولية والإقليمية وحقوق الشعب الكردي العادلة – بين ...
- البصرة تسرقها العمائم( الفضيلة )وغير (الفضيلة)
- القوى الدينية...والخطر القادم
- مَنْ يكتب الدستور..؟؟؟
- تعليق
- قصائد
- مصطفى القرة داغي صورة للشباب الذي نريد
- علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف
- خاطرة عن الرجال *وحلم الوطن
- المجد والخلود للشهيد منتصر- مشتاق جابر عبد الله
- مزيدا من العمل لفضح خفافيش الظلام
- من أجل حل جذري ونهائي للقضية الكردية في العراق
- عن الشيوعية، اليسار، وهزيمة قائمة اتحاد الشعب


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محسن صابط الجيلاوي - قيامة عراقية