أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هاله ابوليل - ظاهرة شحادة و وسيم يوسف















المزيد.....

ظاهرة شحادة و وسيم يوسف


هاله ابوليل

الحوار المتمدن-العدد: 6159 - 2019 / 2 / 28 - 10:04
المحور: كتابات ساخرة
    


ظاهرة " شحادة " و وسيم يوسف
في الكمباونت - الذي يقع في الضواحي الهادئة على اطراف مدينة ابو ظبي - و الذي كان يضم عدة فلل صغيرة
عشنا انا وصديقة لي لمدة سنة في احدى فلل ذلك الكمباونت , ولأن الحديقة جميلة , رغم إنها تخلو من الأشجار , وضعنا طاولة قريبة من منزلنا في الأسفل ,للعمل المسائي - نحن المعلمات النشيطات اللواتي يأخذن أعمالهن للبيت مثل كل المدرسات في تلك البلاد .
كانت دفاتر الاملاء للطلاب ترقد على الطاولة بتثاقل , تزيد عن اربعين دفتر و تحتاج لتصليح الأخطاء القاتلة التي يرتكبها الصغار مع عمل إضافي آخر كرصد للعلامات وإدخالها بالنظام مع وضع اسئلة للاختبار وكثير من العمل المضني الذي لن يكفيه يومين من الجهد المبذول .
جاء , ليسلم علينا كالعادة ,حارس الكمباونت "ايمن المصري" الذي كنا نعامله مثل أحد أبنائنا الذين لم يموتوا في الحرب بعد .
كان احيانا يجلس ليرتشف من قهوتنا الساخنة وعندما رأى دفاتر الاملاء المتراكمة لدي ابدى رغبته في مساعدتنا ابتهجت لذلك لأن صديقتي - المريضة طبقيا - رفضت أن تنزل لمستوى معلمة تساعد صديقتها المعلمة ,وذلك بعد أن اصبحت مشرفة لمعلمات رياض الأطفال, فكانت ترقب انهماكي بالعمل المضني وهي ترتشف القهوة بعلو من وصل للقمة ولن يتواضع أبدا .
اعطيته ورقة مصححة كنموذج لتقليده ,وطلبت منه وضع خط تحت الكلمة الخاطئة و تصحيحها . كما كتبتها في الورقة , ليعيد الطالب كتابتها في البيت مرة اخرى .لعل وعسى ان يستفيدوا من التصحيح .
انهمك ايمن المصري بالعمل الجاد ,وكان سعيدا جدا لدرجة اني تركته يعمل بدون مقاطعة ,ولكنه فجأة استوقفني قائلا : يا مس .هو انت معلمة لغة عربية ؟
قلت :نعم
قال :انت بتعرفي ايه معنى كلمة "شحادة " يعني غير كلمة يتسول و يشحد
سؤاله اربكني ولكنه فتح افاقا رحبة لمعرفة دخيلة نفسه وتبريرا لمعرفة رفضه المتواصل بعدم ارسال طعام له مما كان يفيض لدينا , حيث قال بخجل , ان اسمه " ايمن شحادة " وان هذا الاسم يسبب له حرجا كثيرا فهو لا يحب أن يوصف بأنه شحاد
وتساءل
هو يعني كان اصل عائلتنا شحادين ليسموا بهذا الاسم ؟ وقالها باللهجة المصرية المتذمرة
وطافت بي الذاكرة بدليل الهاتف القديم الذي كنا نملكه في الثمانينات وكيف اننا كنا نضحك على اسماء عائلات غاية في الفكاهة مثل ابو ذيل ,ابو ذان , وابو عدس , الاجرب والأطرش والأخرس بل ان هناك عائلات لها اسماء محرجة للغاية .
وكنا نتساءل عن كيفية تلافي الحرج ذلك بطرق مواربة , يستخدمها افراد تلك العائلة لكي يخفوا اسم عائلاتهم المعيبة . .
ولأني سيدة مثقفة واعلم ان علي واجب الاجابة بطريقة مغايرة ,قد تجلب لهذا الصبي الاطمئنان الذي ينشده
قلت له: الشحادة يا ولدي ليست بطلب الطعام من الاخرين أو أخذ الأشياء منهم , بل قد يكون الشخص يشحذ العلم والثقافة والادب
ان من يبحث في الكتب و يرقي نفسه , انما هو شحاد علم
وهناك من يشحد الاهتمام والرعاية والقبول من الاخرين , وهناك شحاد العواطف الذي تأخذه كلمة وتبعده
كلمات يبددها في كل الاتجاهات.
بالنهاية لم تكن كلمة شحادة يوما تعني التسول , ولكنها ارتبطت فيما بعد , في عصرنا هذا بالجوع
فالجوع , بات مسألة عالمية وبات الكل يشحذ الرغيف
انظر للدول الفقيرة مثل دولنا .كيف تشحذ القمح من امريكا , وامريكا تحكم قبضتها على أعناقهم بالمقابل .
ابتهج الرجل ,وانهى تصحيح الدفاتر بسرعة وذهب ليحتفل بمعنى "عائلته الجديد و المشرف نوعا ما " على ما يبدو .
اما لماذا خطرت هذه الحادثة الطريفة التي حدثت منذ اربع سنوات في احدى ضواحي ابو ظبي الهادئة , فلذلك قصة تتعلق بمؤذن شاب لم يتجاوز الخامسة والثلاثين من عمره منذ خمس سنوات , فصار مؤذن لأكبر جامع في الخليج ,وصار له برامج يعرض فيها آراءه الغريبة وليس اغربها تحليله لوجود المراقص في الامارات حيث قال بما معناه ليس كل من يملك مراقص غير شريف ." مراقص الإمارات وفق الضوابط الشرعية وسمح بها أولي الأمر للمصلحة العامة .انتهى . "
وفي الحقيقة ليست المشكلة مع هذا المدعي بوجود مراقص شرعية ومراقص غير شرعية بل بكلمة انتهى التي ختم بها فتواه وهذا يعني اختصارا اخرسوا ولا تجادلوا بذلك , وهذا قمة السفالة و الوقاحة من مفسر للمنامات يدعي إنه يملك شهادة الدكتوراة , وهو كاذب .
فمن أنت يا هذا , لكي تبيح وجود المراقص ,لا وبل يعطيها صفة الضوابط الشرعية , وهذا هو قمة الانحطاط والتزلف لولاة الأمر لم يسبقه فيها احد من المرتزقة سوى معتوه يسمى بيوسف علاونة هذا الذي يتمنى أن يشرب بول محمد بن سلمان وبول محمد بن زايد رغم إنه يبولون عليه بالأموال أطنانا فلا تكفيه
بل يريد بولا له رائحة تسكب في جوفه كما يريد أن يتبرك .
ولكي نعود لقصة ايمن شحادة المصري وخجله من اسمه , فلذلك كما قلت علاقة بوسيم شحادة الفلسطيني - هذا الذي افتى بوجود مراقص شرعية وغير شرعية وتحديدا لأن ظاهرة وسيم يوسف شحادة - مفسر المنامات المشهور , عادت للأضواء من جديد وخاصة بعد تطاولاته على شيوخ بعض البلدان العربية تصريحا لا تلميحا , ولأن ذلك المفسر
للمنامات يعتقد إنه حصل على الأهلية والمقدرة ليفتي عن الأمة ويصبح إماما وداعية , ونسي إنه لم يتجاوز دور النجم – الداعية مثله مثل عمرو خالد الذي سقط سقوطا مروعا هو الآخر
فما طار طير وارتفع الا كما طار وقع كما يقولون وخاصة إنهم مدعي ثقافة وسطحيون ومتلاعبي بالقول وسارقي افكار الآخرين وغير متعمقي في الأديان .
ولن يكون شراء الشهادات العليا المتعارف عليه سندا لتلك الأهلية ,فماهي الا ورقة مشتراة لزخرف المظهر بدون روح ولا تعمق .
فبعد وصول هذا الرجل اللعوب الى اعلى مراكز القرار في الامارات , صار يهدد دولا ويثير فتنا ويسب شيوخا في الفضائيات , فبدأ الآخرون يبحثون عن اصل عائلته , فتلقفوا كلمة "شحادة "التي تنتهي بها تسلسل عائلته الفلسطينية , و بدأوا يحملونها معاني التسول والاستجداء ,للوصول الى ما وصله بتقربه من الشيوخ والشيخات في مشيخة عيال زايد .
الرجل على ما يبدو في خشيته من اظهار اسم عائلته , كان يشبه ايمن شحادة المصري صاحب القصة اعلاه
ولكن وسيم يوسف شحادة احتفظ باسم والده فقط درءا للحرج ,وخوفا من المعايرة اياها التي تحدث في مثل هذه الحالات وخاصة بعد حديثه عن الارتزاق فهو قد تجاوز الحد في اثارة الفتن ضد دولة قطر الشقيقة وبات يصف اي صاحب رأي حر وشريف يقف مع قطر الشقيقة بأنه مرتزق حيث تمنحك قطر "السيارة والبيت والوظيفة والجواز " كما يدعي وهو فعلا ما حدث له في مشيخة عيال زايد حيث منحوه " السيارة والبيت والوظيفة (إمام مسجد الشيخ زايد " ) وهي وظيفة لم يحلم بها اي اماراتي فكيف تمنح لمرتزق فلسطيني !
بل ومنح الجنسية والجواز الاماراتي الذي يتفاخر بأنه يملكه , وهو مرتزق مثلهم
ولكنه افتضح بالنهاية ولقي ما يخشاه .
فنحن يا ولدي يا وسيم اصبحنا نعيش في عالم صغير جدا جدا , والناس حتما سيتكلمون .
فالزم حدك
وهاك , فسر لي هذا المنام " حلمت بانك تدخل لأحد تلك المراقص الشرعية التي افتى بها ولاة الأمر عندك
فهل اصبح رقصك شرعيا !,
انتهى .





#هاله_ابوليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسييس الرياضة والفوز المكبل
- إبكي ايتها الصغيرة - نقولها إلى وزيرة الرياضة في الكيان الصه ...
- ملفوفا بسجادة
- ماركات و مجوهرات لاتصنع كينونتك
- دروع بشرية و رهائن لخدمة شعب الله المحتار
- حقائب ثقيلة و مراييل طالبات لا تتغير و يا غريب كن أديب
- -خلي بالك من زوزو - والمهاجرين
- مباني عمان قشور خزفية
- مفارقات السنة و الشيعة : من يشتم الآخر !
- إنه مسيح العصر : - لقد ذبحوه في عيد أضحاكم !
- رجل ميت يمشي
- كان يسمى العراق ........
- مدارس المستقبل
- سوء فهم تنقصه المكاشفة
- الزهد في الحياة ,الزهد في الناس
- مقبرة النسيان
- وحش , بحجم فيل
- بعد المخدرات , على الدنيا السلام
- حدود وهمية
- عيد الكفّ ار


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هاله ابوليل - ظاهرة شحادة و وسيم يوسف