أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - مايكل نايتس باحث أم نصّاب؟ جرد بخسائر العراق إذا طرد القوات الأجنبية!















المزيد.....

مايكل نايتس باحث أم نصّاب؟ جرد بخسائر العراق إذا طرد القوات الأجنبية!


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6156 - 2019 / 2 / 25 - 14:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تصلح مقالة الباحث الأميركي في معهد واشنطن مايكل نايتس المعنونة "الانخراط الدولي في العراق مرتبط بالوجود العسكري في البلاد" لتكون مقطعا عرضيا نموذجيا لتشريح فن النفاق والإرهاب الفكري الذي يمارسه الباحثون المشتغلون في معاهد وجامعات الغرب وأميركا ضد شعوب العالم! هذا الباحث المُعَرَّفُ عنه (بالزميل الأقدم في معهد واشنطن والباحث المتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية للعراق وإيران ودول الخليج) حاول جاهدا ان يجعل إخراج القوات الأميركية والأجنبية مقاربا في نتائجه لحدوث سلسلة زلازل رهيبة، حتى أن بعض المواقع العراقية المشبوهة كموقع " شفق نيوز " نشرت فقرات من المقالة بعنوان (خسائر "فادحة" تنتظر العراق بإخراج القوات الامريكية).
وبعد ان تنتهي من قراءة مقالة نايتس لا تجد أية خسائر محتملة ملموسة ومباشرة أو حتى غير مباشرة سوى عبارة فضفاضة يلوكها الكاتب باستمرار وهي أن العراق سيخسر الدعم الدولي غير المسبوق التي حشدته له واشنطن خلال حربه ضد داعش.
ولكشف تفاهات وتناقضات هذا "المقطع العرضي" من التفكير العدواني لأغلب الباحثين المشتغلين في مؤسسات ومعاهد الولايات المتحدة سأحاول هنا أن أقتبس بعض الفقرات التي كتبها نايتس وأعلق عليها:
*الفقرة 1 :(من المحتمل جدّاً أن يناقش مجلس النواب العراقي قريباً مشروع قانون يتعلق بتنظيم القوات العسكرية الأجنبية في العراق. وهذا شأنٌ عراقي، يندرج تماماً ضمن الحقوق السيادية للبلاد... والأمر الذي هو ذو أهمية قصوى أن العراق يفهم بوضوح ما هي الآثار التي يمكن أن تترتب عن أقواله وأفعاله على التحالف، وما هي المنافع غير العسكرية التي قد يخسرها العراق، إلى جانب انهيار شراكاته العسكرية).
*التعليق1: واضح جدا أن نايتس يستعمل تكتيك العصا والجزرة ببلادة، فهو يعتبر مناقشة موضوع القوات الأجنبية من قبل البرلمان العراقي شأن سيادي عراقي، ويدعو الى احترامه، ولكنه - أيضا وفي الوقت نفسه- يدعو إلى إفهام العراق (وكأن العراق أصيب فجأة بحالة "عصلجة دماغية" فما عاد يريد أن يفهم شيئا)، إفهام العراق ما سوف يترتب على قراره السيادي. وهذا إرهاب محض وتهديد سخيف بل هو يتجاوز التهديد إلى إهانة العراق كشعب وكدولة - منقوصة السيادة أصلاً- حين يقول مثلا (لم يتمتع العراق أبداً على مر التاريخ بمستويات الانتباه والدعم الدولييْن اللذين يحظى بهما منذ اجتياح تنظيم «الدولة الإسلامية» لبعض أراضي البلاد في حزيران/يونيو 2014) ثم يخلص مستنتجا بعنصرية فجة فيقول (من كان يهمّه العراق، قبل عام 2014 وبعده؟)
* الفقرة 2 (أمّن العراق ترتيباً احتياطيّاً قيمته 5.38 مليار دولار من "صندوق النقد الدولي" وتم التعهد بمبلغ 30 مليار دولار في "مؤتمر إعادة إعمار العراق" الذي نظّمه أعضاء التحالف في الكويت في شباط/فبراير 2018).
*التعليق 2: يلمح نايتس أن هذه المبالغ ستكون من ضمن خسائر العراق إذا قرر إخراج القوات الأجنبية من أراضيه. والكذبة هنا شنيعة وبائسة، فمبلغ الخمسة مليارات دولار سجلت كديون لصندوق النقد الدولي، والعراق ملزم بتسديدها سواء بقيت القوات الأميركية أو انسحبت. أما مبلغ 30 مليار دولار من مؤتمر الكويت فهو مجرد أرقام افتراضية وتعهدات لم يستلم العراق منها أكثر من 5% من مجمل المبلغ كما قال خبراء عراقيون وأجانب!
* الفقرة 3 (بالنسبة إلى قادة الغرب، تشكّل زيارة العراق (مثل الزيارة الأخيرة لملك إسبانيا) استثماراً كبيراً للوقت والجهد والنفقات والتخطيط الأمني. لذلك، تدل هذه الزيارات على الالتزام بمستقبل العراق. ويُظهر الرسم البياني أدناه الاتجاه الرئيسي، وهو الارتباط القوي بين الاهتمام الدولي بالعراق وعلاقته بتواجد "قوة المهام المشتركة")
*التعليق 3: خسارة العراق بتوقف زيارات قادة أوروبا ومنهم ملك دستوري لا يحل ولا يربط، لن تؤثر على العراق أكثر من تأثير زخات أمطار موسمية في منخفض جوي قد يدوم ليومين! ولكن المهم في الأمر بالنسبة للسيد نايتس هو استمرار وجود "قوة المهام الخاصة" التي جاءت للعراقيين بالنصر على داعش كما يريد أن يفهمنا. فماذا بخصوص هذه القوة ؟
*الفقرة 4 ("قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب" هي الشريك العسكري الأساسي للعراق في الحرب ضد تنظيم «الدولة الإسلامية»، وهي قوة مهام عسكرية بقيادة الولايات المتحدة تشمل ستة عشر بلداً ...فلم يأبه تقريباً أيٌّ من الشركاء الحاليين في "قوة المهام المشتركة" بالعراق على الإطلاق في الفترة بين 2003 و2011، عندما واجهت البلاد محنةً رهيبةً مماثلة. وما أدّى إلى هذا التزايد الهائل في الالتزام العالمي هو الانتشار الفعلي على أرض العراق للقوات العسكرية التابعة لمجموعةٍ من الدول الأوروبية ودول "الناتو" بموجب "قوة المهام المشتركة - عملية العزم الصلب".)
*التعليق 4 : ماذا يريد نايتس أن يقول هنا؟ هل يريد القول، إن من واجب العراق أن يبقى على هذه القوات ولا يطالب بسحبها بعد أن تحقق الهدف من وجودها لئلا يخسر جزءا من قوته الدفاعية؟ وإذا كان نايتس يعترف بأن اهتمام الدول الغربية في هذا التحالف كان بسبب وجود قواتها على الأرض العراقية وليس لأية أهداف إنسانية - معاذ الله والديموقراطية الغربية - فلماذا لا يريد نايتس ومن معه ان تُحَلُ المشكلة فتسحب هذه الدول قواتها فترتاح وتريح؟
*الفقرة 5 (العراق بحاجة إلى الدعم المستمر من "قوة المهام المشتركة". أصبح الجيش العراقي الآن أفضل بكثير مما كان عليه عند سقوط الموصل في حزيران/يونيو 2014، بوجود كادر قيادي غير مسيّس. ومع ذلك، تبقى القوات العسكرية العراقية و«قوات الحشد الشعبي» غير مهيأة بشكلٍ مؤسف وتفتقر إلى الموارد البشرية والتدريبات والمعدات المناسبة للتخلص من التمرد الجديد لـ تنظيم «الدولة الإسلامية» في نينوى وكركوك وديالى)
*التعليق 5 : عن أي تمرد جديد يتحدث نايتس؟ أيقصد العمليات المتفرقة التي تنسب الى فلول داعش وخلاياها النائمة والتي ليس من المستبعد أن مَن يقومون بها يتلقون الأوامر من القيادة العسكرية والاستخباراتية الأميركية؟ أم عن تمرد داعشي جديد يعرف هو والراسخون معه في العلم تفاصيله؟ في جميع الأحوال، فإنَّ كلام نايتس المتناقض هنا يكشف كل شيء: فهو من جهة يسجل (أصبح الجيش العراقي الآن أفضل بكثير مما كان عليه عند سقوط الموصل، بوجود كادر قيادي غير مسيّس)، ولكنه يستدرك ناسفا هذا التقييم بقوله ( ومع ذلك، تبقى القوات العسكرية العراقية و«قوات الحشد الشعبي» غير مهيأة بشكلٍ مؤسف وتفتقر إلى الموارد البشرية والتدريبات والمعدات المناسبة)!
فهل يعاني العراق من مشكلة في الموارد البشرية؟ قطعا لا، فالمجتمع العراقي مجيَّش ومسلح –عشائريا ومليشياويا - بشكل شديد الخطورة ويفوق التصور. أم أنَّ هناك نقصا في التدريبات والمعدات وهذه يمكن معالجتها كما تعالجها جميع الدول من روسيا الى جزر القمر بشراء المعدات واستقدام مدربين من دول كثيرة أخرى غير تلك الدول ذات الماضي العبودي والاستعماري والحاضر المضمخ بدماء الشعوب!
هل هذا الشخص باحث وخبير فعلا أم هو نصاب وخبير في فن الإرهاب والتلفيق الفكري؟
رابط النص الكامل لمقالة مايكل نايتس :
https://www.washingtoninstitute.org/ar/policy-analysis/view/international-engagement-in-iraq-is-tied-to-military-presence
*كاتب عراقي



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فنزويلا والعراق لعبة التدمير المقلوبة!
- الجيش العراقي والحشد الشعبي بين إيران وأميركا
- -إنجازات- حكومة عبد المهدي الكارثية حتى الآن
- المرجعية وتكليف عبد المهدي، أين الحقيقة؟
- جبهة الحرية... مثقفو العراق في الخط الأمامي
- فيديو/ الفضائح العجيبة في الموازنة السليبة!
- البصرة تستغيث من اتفاقية عبد المهدي للإعفاء الگمرگي!
- الاغتيال الثاني للأديب المغدور علاء مشذوب!
- مواضع الشبه والاختلاف بين العراق وفنزويلا/ كوارث الاقتصاد ال ...
- أردوغان يطالب بتسليمه 500 متظاهر كردي عراقي، فهل سيطالب مستق ...
- صفحات من مقدّمة كتاب جديد لعلاء اللامي: موجز تاريخ فلسطين
- أنبوب النفط العراقي الأردني العبثي تحت الضوء البرلماني!
- تشومسكي وبيلكر وسبعون مثقفا وعالما يدعون في رسالة مفتوحة إلى ...
- محافظ كربلاء المقال يكشف خفايا ملف مطار كربلاء الدولي وعلاقت ...
- أنبوب الغاز الروسي المحمي بطبقة إسمنت ضخمة تحت البحر أرخص تك ...
- كوارث موازنة 2019: تنازلات وصفقات سياسية بغيضة!
- المحكمة الاتحادية تحكم بعدم دستورية عشر مواد وفقرات من -قانو ...
- العبادي يعترف اعترافا ناقصا!
- هذه حصة -إسرائيل- من أنبوب نفط العراقي الأردني في نسخته الصد ...
- مَن سرق معدات مصفى بيجي، العصائب أم وزير النفط ؟


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محاضرة في الجامعة العبرية بتهمة الت ...
- عبد الملك الحوثي: الرد الإيراني استهدف واحدة من أهم القواعد ...
- استطلاع: تدني شعبية ريشي سوناك إلى مستويات قياسية
- الدفاع الأوكرانية: نركز اهتمامنا على المساواة بين الجنسين في ...
- غوتيريش يدعو إلى إنهاء -دوامة الانتقام- بين إيران وإسرائيل و ...
- تونس.. رجل يفقأ عيني زوجته الحامل ويضع حدا لحياته في بئر
- -سبب غير متوقع- لتساقط الشعر قد تلاحظه في الربيع
- الأمير ويليام يستأنف واجباته الملكية لأول مرة منذ تشخيص مرض ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهداف وحدة المراقبة الجوية الإسرا ...
- تونس.. تأجيل النظر في -قضية التآمر على أمن الدولة-


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - مايكل نايتس باحث أم نصّاب؟ جرد بخسائر العراق إذا طرد القوات الأجنبية!