أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - مقاهي دمشق بين السياسة والفن














المزيد.....

مقاهي دمشق بين السياسة والفن


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 6101 - 2019 / 1 / 1 - 14:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لعل أقدم مقهى عرف تاريخياً كان في دمشق عام 1530 ، وكان مكاناً لمناقشة اوضاع الخلافة على ما تقول الروايات التاريخية .
يقول نعمان قساطلي في كتابه " الروضة الغناء في دمشق الفيحاء " أن عدد المقاهي في مدينة دمشق بلغت 110 مقهى في القرن التاسع عشر بين كبيرة وصغيرة ، وقد انتشرت في مختلف أنحاء المدينة ، وفي أزقتها وحاراتها ، من أشهر المقاهي مقهى " السكرية " في منطقة باب الجابية ومقهى " القماحين" الذي كان يقع إلى جانب قهوة السكرية . أما مقاهي الدرويشية والعصرونية والمناخلية جميعها كانت في منطقة الدرويشية . ومقهى الجنينة في منطقة سوق الخيل ، ومقهى العمارة في منطقة العمارة ومقهى جاويش في منطقة القمرية ومقهى الرطل في منطقة باب توما .
في كتاب " أسرار دمشق " للكاتب نصر الدين البحرة ، يذكر نصر الدين ما كتبه الرحالة الفرنسي " جان تيفينو بعد أن زار دمشق عام 1664 ، فقد كتب ( ان مقاهي دمشق جميلة ، ولكن اجمل المقاهي تجده في الضواحي ، أي خارج سور المدينة القديم ، مثل مقهى " السنانية " ويطلق عليه القهوة الكبيرة لاتساع مساحته ، ويزيد من رونقه ذلك العدد الكبير من النوافير الدافقة في بحراتها الكبيرة ، بالاضافة لذلك هناك مقهى " باب السرايا " أي باب النصر ، وهو أحد أبواب دمشق القديمة ، وكان عند سوق الحميدية ، وقد هدمه الوالي شرواني باشا عند فتح هذا السوق عام 1868.
كانت المقاهي آنذاك تهتم بوجود الحكواتي ، حيث يأتي الحكواتي كل مساء ليقص على الحاضرين سيرة عنترة بن شداد وأبو زبد الهلالي والظاهر بيبرس .
في منتصف القرن الماضي اشتهر " مقهى الروضة " الذي يقع في شارع العابد قريبا من البرلمان السوري ، فقد كان مكاناً ً لسجالات نواب البرلمان ورجال السياسة السوريين ، الذين كانوا يرتادونه بعد الانتهاء من جلسات البرلمان ليتحدثوا في الأحوال العامة .
إلى الشمال من مقهى " الروضة " يقع مقهى " البرازيل " الذي شهد معظم التحولات السياسية التي مرت بها سوريا ، فكان خصباً للنقاش السياسي ، مما دفع سلطات الانتداب الفرنسي إلى إغلاقه عدة مرات ، واستمر المقهى إلى ما بعد الاستقلال يراقب التحولات ، إذ كان جل رواده من رجال الأدب والسياسة . وعندما أقفل رثاه أحد الشعراء بأبيات شعرية مطلعها :
قف بالطول ، وقل يا دمعتي سيلي
أخنى الزمان على مقهى البرازيلي
وكان شعار رواد مقهى البرازيل " نحن أخوان الصفا وخلان الوفا والحكي بالقفا "
يحتل مقهى " الهافانا " مكاناً هاماً في الذاكرة الجماعية للدمشقيين ، فقد كان من رواده الأديب محمد الماغوط و الشاعر اسماعيل عامود ، شريف الراحداش ، الكاتب هاني الراهب وزكي الأرسوزي ومظفر النواب وقد قصده الشاعر بدر شاكر السياب وعبد الوهاب البياتي وأحمد صافي النجفي والشاعر القروي ومحمد مهدي الجواهري وأحمد عبد المعطي حجازي ورجاء النقاش ومن الفنانين المصرين محمود المليجي وفريد شوقي والمطرب عبد المطلب حتى أنهم شبهوه بمقهى الفيشاوي الذائع الصيت في مصر .
ولأهمية المقهى التاريخية والمعنوية والثقافية بما يشكل من ذاكرة لأحداث شهدها باتت تملكه وزارة السياحة السورية ، وقد حاول أحد التجار شراءه بغية تحويلة لمحل تجاري إلا أن أحد المثقفين الأوفياء للمقهى قاد حملة دفعت الحكومة الى شراء المقهى والحاقه بوازرة السياحة .
يذكر بعض المؤرخين أن فترة العشرينات من القرن الماضي شهدت ازدهاراً كبيراً للمقاهي الدمشقية ، وكان معظمها يقع على ضفاف نهر بردى الذي كان يخترق المدينة بأفرع سبعة ، حيث كان شارع بغداد وشارع العابد في وسط مدينة دمشق يغصان بالمقاهي .
من أشهر المقاهي أيضاً التي شهدت ازدهاراً في فترة العشرينات مقهى " اللونابارك " والذي سمي فيما بعد " الرشيد " وقد اشتهر المقهى بكونه مسرحاً صيفياً إضافة إلى تقديمه الأفلام السينمائية أيضاً ، وكثيراً ما تحول مسرحه الى منبر للمناسبات الخطابية السياسية والانتخابية ، والى جانب مقهى " اللونابرك " كان يقع مقهى الفاروق ومقهى الزهور ومقهى الازبمكية .
كثير من الكتاب كتبوا انتاجهم الأدبي في المقاهي أشهرهم الماغوط ، فقد كان يتردد على مقهى " أبو شفيق " القائم على ضفة نهر بردى ، وقد اعتاد أن يرتاده كل صباح مشياً على الأقدام ، حيث يركن الى قلمه وأوراقه ويكتب ، وعندما أقفل المقهى أبوابه بقي الماغوط مواظباً بالتردد عليه ، رغم اقفاله فكان ان تبرع أحد العاملين بالمقهى بالتواجد من أجل تلبية طلباته ، وفي هذا المقهى كتب مسرحياته ( كاسك يا وطن ) و ( غربة ) وسيناريو فلم الحدود .
وقد تذكر الماغوط مقهى أبو شفيق وهو باريس فكتب ( كل شيء فيها ، السياسة ، الدين ، الفن الاقتصاد ، يبدو حراً مرناً كراقص بالية ، ومتماسكاً كحلقات السلاسل حول أقدام الأسرى ، لكن رغم ذلك لم أستطع أن أكتب فيها حتى ولو رسالة ، وأحسست أن مقهى أبو شفيق أهم من كل مقاهي الشانزيليزيه ، ومقتنيات اللوفر )
يتبع المقاهي في العراق



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقاهي القاهرة - منابر سياسية ومدارس أدب
- في امتحان حيفا إما يُكرم الفلسطيني أو يهان
- الميتادور نتنياهو يلوح للثور ترامب
- مواسم أعراس التطبيع
- أنا جاسوس إذن أنا موجود
- مقاومة الاحتلال فرض عين وليس فرض كفاية
- لسان محمد بن سلمان القصير في زمن لسان ترامب الطويل
- سوق عكاظ في الأمم المتحدة
- بين الاتحاد السوفياتي والاتحاد الروسي
- هجرة الشوام إلى مصر
- الى متى ستستمر القيادة الفلسطينية في سياسة الدهن والمدارة
- روايات من ممارسات القهر القومي -2-
- روايات من ممارسات القهر القومي
- التضامن و السلاح الوحيد للتصدي لكل قوانين العنصرية
- استقالة أعضاء الكنيست العرم تخدم العنصرية الاسرائيلية
- وايزمن والعرب 3 الحلقة الأخيرة
- وايزمن والعرب 2
- وايزمن والعرب 1
- رايخ العنصرية لن يستطيع قلع ذورنا
- طالت طريق الانتصار يا شعب الجبارين الحلقة الأخيرة


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - مقاهي دمشق بين السياسة والفن