أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - صراع الحضارات أم سقوط الهة أم توكل قدري















المزيد.....

صراع الحضارات أم سقوط الهة أم توكل قدري


مصطفى حقي

الحوار المتمدن-العدد: 1515 - 2006 / 4 / 9 - 07:52
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


انعقدت الندوة الدولية لحوار الحضارات في محافظة الرقة من 25/3 ولغاية 30/3/2006على مدرج دار الأسد للثقافة بالرقة ، كانت أيام مفعمة بالعطاء الفكري لأساتذة كبار من سوريا الدكاترة طيب تيزيني ، محمد حبش ، رشيد الحاج صالح ، غسان علاء الدين ، أحمد منير محمد ، المطران بولص اليازجي ، والاستاذين بسام البليبل ومحمد عبدالحميد الحمد ومن تركيا د. راغب دوران ود. فائق بولوط ومن العراق د. عبد الرضى العوفي البصري الجزائري ود. أحمد الحسن البغدادي
ود. جواد الخالصي ومن تونس د. محمد علي الكبسي ود. أبو يعرب المرزوقي ومن فلسطين د. يوسف سلامة ود. أحمد برقاوي ومن مصر د. علي مبروك ود. محمد سعيد إدريس ود. حسن حنفي ومن فرنسا فلوريال غوستاف ، وكان ماقدمه كل مشارك لايتعدى النصف ساعة من معلومات مكثفة وبمحتوى زاخر بعطاءات فكرية تفوق الزمن .. وقد أجمع المحاضرون وبشكل ما ، أن لاصراع ولاحوار في القضية ، وان هيمنة القوة هو المعيار ، وان ما طرحه صموئيل هينتجنتون كمصطلح لصراع الحضارات هو ماتنبأ به من صدام مع خطر إسلامي قادم والذي هو أشد خطراً من المد الماركسي ، كما أجمع الحضور أن الحداثة هي العلم والعقل ومابعد الحداثة القوة والهيمنة فالعقل أو الحداثة هو محور الحوار بينما القوة هي في مجال الصراع ، والمشكل مابين العقل والقوة المتمثلة بالغطرسة هي تاريخية المرجع لتراثنا الثقافي، وكلنا يعلم أن التفتح الفكري والمعرفي قد استشرى أيام الخليفة المأمون وبدأ علماء ذلك الزمن ينهلون من علماء وفلاسفة اليونان ومعارف الفرس ونمت الترجمة وكانت الدولة تجزي العطاء للمترجمين وتحرر العقل نسبياً بعد أن راج علم الفلسفة والمنطق وظهر المفكرين المعتزلة كثمرة لهذه الطفرة التاريخية والتي لم تدم طويلاً لأن انفتاح الفكر وتوثب العقل وحريته شكل خطراً على السلفيين في مناصبهم السياسية وكذلك شعر الحكام اللاحقين ، وأعيد الجو الظلامي إلى سابق عهده وحورب المعتزلة إلى يومنا هذا وجمّد العقل في خانة التفكير وسمح بالنقل الأعمى فقط، وأن الغرب لولا تخلصه من الهيمنة الدينية لما استطاع أن يدخل في مجال الحرية الفكرية وفي جو من الحرية الإنسانية والتي أثمرت عن التقدم التكنلوجي الباهر في كافة المجالات الثقافية والاجتماعية والعسكرية حتى وصل الأمر تجاوز الثقافة الحداثة إلى مابعد الحداثة وسيطرة القوة العسكرية للتكنلوجيا مما ولد مسألة الصراع ، فالقوى تتصارع بما تملكه من قوى ، وأما من لايملك القوة المادية والفنية لأدوات الصراع فإنه يطرح موضوع الحوار السلمي مخرجاً وسيكون الخاسر حتماً
وقد أوقفني سيادة المطران بولص يازجي في سياق محاضرته عن دور الأديان في مستقبل حوار الحضارات ( أي دين وأي دور ) وتوصله إلى أن إله العلم أو رب العلم قد سقط وان هناك ردة دينية والعودة إلى منابع الأديان ، وسؤالي لسيادة المطران إن إسقاطه لرب العلم يعني الاقرار بتعدد الآلهة.. وهل وبعرف الأديان من أن أي إنسان يستطيع أن يفكر ويعمل إلا بإرادة الخالق ( الإله) وهذا الإنسان المبدع أو المخترع أليس صنيعة الله .. ثم أسال من الذي أنار الدنيا علينا فعلاً أليس نور كهرباء الإنسان أديسون ، أم الأديان ؟ ولو لم يبدع أديسون لبقينا في ظلام شموع الكهنوت ومصابيحهم الزيتية المدّخنة ، وهل وصل سيادة المطران إلينا إلا بسرعة ونعمة اختراع العلم السيارة والطائرة ، ألم يخاطبنا ويتواصل معنا عن طريق مكبر صوت العلم وكذلك يدعو المؤذن للصلاة بمكبرات العلم ( الميكرفونات) الثياب التي يلبسها ألم تنسجها ألات العلم ، وعلاجه وأدويته أليسا من العلم ومع كل هذا سقط إله العلم ...!؟ نحن ياسيادة المطران مع الروحانية إلى جانب المادية ، فالإنسان بالمجمل يتكون من مادة ورح ، فالمادة هي الفاعلة والمتحركة وهي التي تحوّل وتكوّن أما الروح فهي الهداية.. والابداع والفن بجمالياته فالعقل يبدع بدافع روحاني الاختراع المفيد للبشرية ، وعليه فإن المادة هي أداة الفعل والحركة وبدافع روحي ، وبالنتيجة لاأتفق مع سيادة المطران ومع احترامي الشديد لمحاضرته وفكره الديني وكرجل دين ، فإني لا أتفق معه بسقوط إله العلم ، بل بنهوضه وبتعاونه مع إله الروح هذا إذا فضّل تعدد الألهة؟
وفي مجال المناقشة مع الجمهور ردّ أحدهم ان الاسلام قوي ويمكنه مجابهة الغرب واستشهد بأية ( وأعدوا لهم مااستطعتم من قوة .. ورباط الخيل .... وطرح آخر موضوع القنابل البشرية وانها كافية لردع المعتدين وآخر طرح أن للوعي الديني وللمساجد دور قوي في توحيد الاسلام ومقارعة الغرب ، وقد نسي هؤلاء التاريخ القريب ، في اليابان مثلاً اختار الشعب القنابل البشرية الطائرة ، كان الياباني ينقض هو وطائرته بقنابلها على البارجة الأمريكية ويدمرها وأحرج العدو كثيرا ولكن التقنية العسكرية ونمو التكنلوجيا الحربية وبقنبلتين وضع حداً للقنابل البشرية والجوية واستسلمت اليابان ، كما أذكر الجميع من أن الإسلام عندما كان إسلاماً حقيقياً كانت الملائكة تحارب في صفوف المقاتلين المسلمين ...وينتصرون .. وعودة قريبة جداً
إن طالبان وما تتصف به من روحانية شديدة وتمسك بالإسلام وبالشهادة وعندما التقى العلم بالجهل المادي .. ولما لم يعد هناك هل من مبارز وهل من مناجز .. ولما لم يعد لاالسيف ولا الرمح ولا الخيل المسرجة والمطهمة ذي فائدة في الحروب الحديثة ، فالروحانية المجرّدة لاذت بالفرار إلى كهوف تورا بورا ولم تنجدها حتى الملائكة لأنهم شوهوا الإسلام وأنكروا الآخر وقيدوا حرية النساء وحطموا الرموز الدينية للآخرين ( تماثيل بوذا) وأحرقوا أشرطة التسجيل وحرّموا الموسيقى وعادوا بالإنسان إلى الوراء ومايزيد على الألف عام وعودة قريبة أيضاً إلى فدائيي صدام وصواريخ صدام .. وعبارة ألله أكبر التي أضافها على علم العراق والحرس الجمهوري والماجدات ، وبندقيته ( البرنو) التي كان يطلق منها بالاحتفالات وهو يضع على رأسه قبعة أمريكية ، كل تلك الأسلحة والمظاهر والشعارات كانت صفراً في ميدان العلم والتكنلوجيا وعودة إلى خمسنيات القرن المنصرم وصواريخ القاهر والظافر للمرحوم جمال عبد الناصر ( وامريكا خليها تشرب مية البحر ..) وبالنتيجة وفي أقل من ساعة دُمرت طائراته وهي جاثمة على أرض المطارات ....!
وان ازدحام المساجد والخطب المؤثرة التي تجعل الجميع ينتحبون ورفع أيديهم إلى السماء مرددين الأدعية .. اللهم شتت شملهم .. اللهم اجعل كيدهم في نحرهم .. تلك الأدعية لم تعد تجد فتيلاً في زمن العلم والمعرفة ونحن لانصنع إبرة ، وميزانية اسبانيا في عام 2002 تفوق ميزانية العالم العربي بما فيها دول النفط وإسبانيا من الدول الفقيرة في أوربا ، وتمعّن يارعاك الله
وعليه ولما تقدم فالصراع هو صراع حضاري كان أم غير حضاري ، يتوجب إعداد العقل ومجابهة الفكر بالفكر والإبداع بالإبداع ولا إبداع إلا في جو من الحرية ، وطالما أن جو الكبت والقسر مفروض من الحكومات الإسلامية والعربية والمهيمنة على شعوبها فإن الإبداع في تخلف مريع وانهزام شنيع وفوز للشعوب الحرة .. وصراع الحضارات سيكون لصالح الحضارالت الفاعلة وليس للحضارات المهمشة وغير الفاعلة والتي تعتز بأمجادها السالفة
أما الأستاذ عبد الحميد الحمد بعد أن قدم موضوعه الشيق ، أسف على عمليات القتل والذبح والتمثيل بجثث المسلمين في العراق وبإسم الإسلام ، ورد أكثر واحد من الحضور من أن العمليات المذكورة لاتتم على أيدي المسلمين والاسلام بريء من تلك الجرائم المخزية ، ولكن الأستاذ المحاضر ردّ ( إنهم يفجرون أنفسهم في مجالس العزاء وفي المساجد والكنائس ، ومن يفجر نفسه إلا المسلم ...؟) وثارت ثائرة الرافضين لهذا الرد المفحم واستطاع رئيس الجلسة أن يسرع ويدعو الأستاذ بسام بليبل ليلقي قصيدة لعمه الشاعر الراحل فيصل بليبل ثم يعلن انتهاءالحفل وبفصل من حضارة ....؟




#مصطفى_حقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمالية العجيلي في أبطاله
- كسوف الشمس أم كسوف العقل والحريات
- الرواية عالم واسع والروائي يتناول ركناً حياً من واقع اجتماعي ...
- أيتها النساء عليكن النضال ضد النساء
- هذا لم يحدث في سوربة ..؟
- لن ينالوا من أفكارك النبيلة ..؟
- رسالة إلى الأخ السيد حسن آل مهدي
- لما كانت المرأة نصف المجتمع ، فمن يمثل هذا النصف سياسياً وتش ...
- التسونامي
- الحضارة والديموقراطية
- قيود الابداع والرمز ...؟
- الثقافة والمثقف بين الجانبين المادي والروحي


المزيد.....




- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...
- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مصطفى حقي - صراع الحضارات أم سقوط الهة أم توكل قدري