أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - ماذا قلتُ ل (محمد حسنيين هيكل)؟















المزيد.....

ماذا قلتُ ل (محمد حسنيين هيكل)؟


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 6046 - 2018 / 11 / 6 - 13:14
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


ماذا قلتُ لـ (محمد حسنيين هيكل)؟
قبل سرد حكايتي مع المرحوم (محمد حسنين هيكل) حول فساد الفكر و الأدب العربي الذي خلّف المآسي من ورائه بعد تبني الأحزاب الأسلامية و القومية و الإشتراكية و غيرها لتلك الأدبيات من أجل الحكم والشهرة؛ إليكم هذه المقدمة الهامة لكل مثقف ومسؤول:

من المعرف أنّ ألهَمّ الأوّل والأكبر للحُكّام هو إبقاء ألمحكومين كالقطيع خاضعين بشتّى الوسائل لاملاءات ألسُّلطة لإستخدامهم كآلعبيد مقابل تعليم(أبجديّ) بإجور و راتب شهري وربطهم بآلأنظمة و أصحاب الشركات .. وهذه للأسف صفة و حال معظم إنْ لم أقل كلّ شعوب العالم المغلوبة لتجذّر ألجّهل والشهوة وآلأنا وآلتّسلط بجانب الأميّة الفكريّة في البشر المتحزبيين الخانعين لراتب أو مقام و مال بعيداً عن درك أبعاد الفكر وفلسفة الوجود و الخلافة الألهية, و لذلك تحولت سعي الشعوب لرواتب و مخصصات و حمايات لمنفعة الحاكمين الذين يتسيّدون بـ "الديمقراطية" كغطاء لحمايتهم و ذر الرّماد في عيونكم للأستمرار بآلنهب القانوني المُفصّل على مقاس جيوبهم.

و لأن ألحاكم بشكلٍ عامّ و بسبب المنهج المفروض عليه من المستكبرين يكره و يُعادي آلفكر و ألفلسفة فإنّه يُكَرّه الناس لها وللمُفكّرين وآلفلاسفة التنويريين ألذين يعملون العكس و يسعون لربط العلوم والأختصاص بواقع الحياة الأجتماعية و السياسية و الأقتصادية عملياً لتحقيق العدالة وحفظ الكرامة الأنسانية بآلدرجة الأولى بإرشاد الشعوب والأمم إلى التحرر من الأحزاب و آلطغاة المستغليين لإنقاذهم من نير (ألمنظمة الأقتصاديّة العالميّة) التي تسيطر على حكومات الأرض للهيمنة على منابع الطاقة و الزراعة, و لأنّ ألفلسفة الكونيّة وحدها أساس آلوعي الحقيقي و تريد تحرير آلعقل ليكون نقيضاً للطاعة العمياء بالتفكير المنطقي ليس في تطبيق العدالة بل في الوجود كله لأحياء كرامة الأنسان وصون حقوقه الطبيعية على الأقل كمقدمة للدخول في الفضاء الكوني الرحب للخلود في هذا الوجود لا إنتظار الموت لقبره للأبد, لهذا يرى الحاكم بأنّ الفيلسوف مُتمرّداً خطيراً .. لأنهُ يُعَلّم المظلومين و يُحَرِّض ألمحكومين على التّمرد ضدّهم .. فلا بُدّ من محاصرتهم و تضيق الخناق لتشرديهم و تجويعهم و قتلهم.
(ألدِّين) ألمُشوّه ألذي وصلنا بعد وفاة الرسول(ص) من آلحُكّام و الأحزاب و مراجعهم هو أكثر ألنُّظم تحقيقاً لتلك المعادلة (قتل ومحاصرة الفلاسفة) بينما القرآن الكريم كلّه كما الكتب السماوية الأخرى بجانب الأحاديث كلّها تُمجّد التفكير و التأمل و التعمق في قضايا الوجود!

لذلك نرى أكبر وأهمّ ألفلاسفة في آلشرق قد تمّت تصفيتهم بالقتل, و حتى في آلغرب القديم كإعدام سقراط مثلاً وفي الغرب الحديث كغارودي ورفيقه هنري كاربون وأمثالهم من أساتذة الفلسفة في السوربون ألّلذان حوصرا و أُبعدا و سُجنا في قلب باريس التي تدعي التّمدن و الدّيمقراطية, لكشفهم - أيّ الفلاسفة - مساوئ و فساد نظام الغرب كما أنظمة الشرق المختلفة لتركيزها و تكبيرها للطبقيّة و الفواصل الأجتماعية والحقوقية وهكذا كان (آبرهام ماسلو) الذي أهملوا وحجبوا نظرياته الأنسانيّة الأجتماعيّة من المناهج التعليمية بعد ما كانت تُدّرس حتى الأمس القريب في جميع المراحل التعليمية ليزداد الظلم و النهب .
حين نُدقّق في تأريخ (سقراط) و تلامذته ومصير كلّ مفكر و فيلسوف حقيقيّ كغاليلو و كوبرنيكوس و شوبنهاور و حتى توفيق الحكيم - بغض النظر عن منهجه و زلّاته الكبيرة - و شريعتي والصدر و مطهري و أمثالهم نبكي و نتألم كثيراً .. حيث يُرى أنّ جميعهم قد قُتلوا إمّا بضربة سكين أو بسمّ زعاف أو بحبل أو بطلق ناري أو نتيجة الجّوع وآلحصار و آلغربة حتى الموت و بآلمقابل يُكرم اهل القصص و الأفلام والرّوايات التى تُعمّق الفساد والتيه و التمويه, و بآلتالي جعل الشعوب بتلك الثقافة تؤيّد و تُصفق لحكامها على قتلها للمفكرين الحقيقيين!

كلّ هذا ليصفى آلجّو أمام آلحُكام و قيادات الأحزاب ألتي تدّعي آلوطنيّة و الأنسانيّة و الأسلاميّة وغيرها لإبعاد الناس عن فكر الفلاسفة و بآلتالي لنهبهم و سرقتهم وما جرى ويجري في العراق والأمة و كل العالم بحقّهم و بغطاء الدّيمقراطية وآلأسلامية والعدالة و الحرية و الليبرالية خير مثال, هذا الواقع المرير مثال حيّ وإمتداد للحقب التأريخية السوداء بإستثناء العدالة العلوية التي ساوى من خلالها بين راتب الجندي و راتب الوزير و بين راتب الخليفة و راتب الفقير, و لم يروق لأهل العراق فتكالب عليه الجميع لقتله و تخريب دولته!

و آلعتب الأكبر على الأكاديميات وألمؤسسات التعليميّة والدّينيّة والفنية والكُتاب والمُثقفين والأعلاميين خصوصاً النقابات و المؤسسات الصّحفية والمهنية المدعومة التي تميّزت بآلجّهل وآلصّفة الببغائيّة و موت الضمير في رئاساتها و أعضائها بسبب لقمة الحرام وعدم وضوح النهج وشكل العدالة عندهم خصوصا مسألة المنهج و مفهوم الفكر والعلم و الفلسفة التي تمّ إستبدالها بثقافة الروايات و الأفلام و القصص التي ما زادتهم إلا بُعدا عن الحقيقة .. و لقوة الشهوانية في نفوسهم أيضا فقد تسبب هذا الوضع بفقدان حلقة الوصل بين عناصر الوجود الثلاثة في (المثلث الكوني), لهذا ما عرف أفضلهم و أثقفهم سوى جوانب وبعض عناوين القضايا المصيريّة و الفكريّة و الفلسفيّة بشكلٍ خاصّ .. فصار همّهم الأوّل هو دعم السلاطين و الحُكّام و آلتّقرب منهم للحضوة عندهم بدل الأرشاد وآلتوعية والنقد الفلسفي والعرفان الذي يجهلونه أساساً, و هؤلاء هم خريجوا المؤسسات التعليميّة التي تعتقد بأنّ هدف التعليم في الحياة هو الحصول على شهادة تخصّصيّة للحكم و للعمل بموجبه لضرب ضربة العمر, لهذا كرّسوا أقلامهم لبيان و تقرير الواقع بشكل محدود: قال فلان المسؤول... و جلس فلان ... و صرّح فلان ... و إلتقى فلان... و أصدر فلان ... وزار فلان.. و نام فلان و إستيقظ فلان وتكرار الموضوعات التي ليست فقط لا تُقدّم ولا تُفِد شيئاً؛ بل سبّبت دمار العراق و الأمم و العالم وكأنها تقارير رجل أمن و مخابرات, و يكفيك أن تُطالع أية صحيفة بدءا بصحيفة نقابة الصحفيين.

ألأميّة الفكريّة بإيجاز فلسفيّ هي: [عدم ألمقدرة على تطبيق و ربط الأختصاص بحسب مبادئ (الفلسفة الكونية) ببقيّة جوانب ألحياة و الأنظمة خصوصا في النظم القانونية و ألسّياسية و الأقتصاديّة و الأجتماعيّة و الأنسانيّة], فقد يكون الجميع يحملون شهادات جامعيّة؛ لكن من دون فكر وهذا ما سعت لتكريسها (المنظمة الأقتصادية العالميّة) عن طريق المنظمات و الأحزاب التي تُشكّل الحكومات ألتي ترجمتْ و طبّقت ألأمّية الفكريّة على أرض الواقع بحسب مقاسات جيوبهم و بكلّ تفصيل وغباء و مكر لألهاء وإستغلال الناس ثمّ سرقتهم و جعلهم يعومون وسط الجهل المركب بإطار العلم الأبجديّ المجرد و غطاء الديمقراطية و الليبرالية و التقدمية و إنّا لله و إنا إليه راجعون
ألفيلسوف الكونيّ/عزيز الخزرجي
حكمة كونيّة: [ألأشجار تتكأ على الأرض لتزهو و تُثمر .. أما الأنسان فيتّكأ على المحبّة ليزهو و يُبدع].
و أخيراً : قلت لـلسيد (محمد حسنين هيكل) قبيل وفاته: بأنّ ألثقافة و الأدب العربي الذي إنتشر خلال القرن الماضي من خلال الروايات و الأفلام و المسرحيات هي السبب في فساد الأمة و ضياعها, والفيلسوف الكونيّ وحده يعلم أسرار الوجود و المحبّة و طرق الأبداع وفلسفة العدالة لكنكم هضمتم حقّه؛ لذا عليكم بمنهجه و إن تأخر الوقت و إنتخابه إن رضي بكم للتخلص من تلك الثقافة والأفكار الباهتة و الأشواك وآلشكوك وآلشهوة والكراهيّة و الأدبيات الزائفة التي سفّهت العقول و القلوب فتحوّل الناس لقطعان من الماشية تحت رحمة الحُكّأم.



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من يُكرّس الأميّة الفكرية؟
- حكوماتنا الأسوء في العالم
- حقيقة (الفلسفة الكونيّة ألعزيزيّة)
- لا أمان إلا بآلمعرفة
- لماذا تحوّلت بلادنا لجحيم؟
- و يسألونك بعد الذي كان ...؟
- يا أهل الأسفار .. إبدؤوا ..
- الداعشية لا تُقتصر على الوهابية
- و ماذا بعد شهادة الحسين الكونية؟
- مفهوم الثقافة في الفلسفة الكونية
- جعفر الصدر رئيسا للوزراء
- الفساد ليست مشكلة العراق
- هل يحكم الدّعاة ثانية؟ القسم الثاني و الأخير
- حاجة العراق الجديد
- هل يحكم الدّعاة ثانية؟
- هل اليهود والنازية أشرف من حكامنا؟
- لا سعادة في العيد إلا بآلله
- مَنْ يُكرّس ألأمّيّة الفكريّة؟
- لماذا يقتل الحُكّام الفلاسفة؟
- مسألتان في ثورة الفقراء


المزيد.....




- وزير دفاع أمريكا يوجه - تحذيرا- لإيران بعد الهجوم على إسرائي ...
- الجيش الإسرائيلي ينشر لقطات لعملية إزالة حطام صاروخ إيراني - ...
- -لا أستطيع التنفس-.. كاميرا شرطية تظهر وفاة أمريكي خلال اعتق ...
- أنقرة تؤكد تأجيل زيارة أردوغان إلى الولايات المتحدة
- شرطة برلين تزيل بالقوة مخيم اعتصام مؤيد للفلسطينيين قرب البر ...
- قيادي حوثي ردا على واشنطن: فلتوجه أمريكا سفنها وسفن إسرائيل ...
- وكالة أمن بحري: تضرر سفينة بعد تعرضها لهجومين قبالة سواحل ال ...
- أوروبا.. مشهدًا للتصعيد النووي؟
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة بريطانية في البحر الأحمر وإسقا ...
- آلهة الحرب


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عزيز الخزرجي - ماذا قلتُ ل (محمد حسنيين هيكل)؟