أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الغزو الفرنسي للجزائر وأكذوبة مروحة حسين داي














المزيد.....

الغزو الفرنسي للجزائر وأكذوبة مروحة حسين داي


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 6029 - 2018 / 10 / 20 - 14:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل غزت فرنسا الجزائر واحتلتها لأن واليها حسين داي صفع السفير الفرنسي بمروحته اليدوية؟ إنها واحدة من أكاذيب الغرب الاستعماري التي حاول ويحاول بواسطتها تبرير حروبه وغزواته الإبادية ضد شعوبنا، وقصة صفع السفير الفرنسي بيير دوفال من قبل والي الجزائر حسين داي، التي يلوكها البعض بشكل ببغاوي دون ربطها بسياقها التاريخي، لا تختلف كثيرا عن أكذوبة الجنرال الأميركي كولن بأول حول المختبرات العراقية المتنقلة لتصنيع أسلحة التدمير الشامل، والتي كانت المبرر المعلن لحرب تدمير واحتلال العراق وفرض نظام رجعي طائفي لصوصي على شعبه. وإذا كان كولن باول قد اعترف معتذرا سنة 2010 كما نقلت صحيفة نوفيل أوبزرفاتور بأن تلك الكذبة ستبقى نقطة سوداء في تاريخه، فإن الفرنسيين لم يعترفوا بكذبتهم حتى يومنا هذا، وهذه هي القصة والأسباب الحقيقية لغزو الجزائر واحتلالها:
*أدت الثورة الفرنسية سنة 1789 ذات الشعار الشهير "حرية، أخوة، مساواة" إلى عزل فرنسا عن الدول الأوروبية، وفقدت فرنسا عدداً من حلفائها العسكريين وشركائها التجاريين لا سيما النمسا، روسيا، الإمارات الجرمانية الكاثوليكية وغيرها، وخسرت أيضا الأسواق التي كانت تتزود منها بالمواد الغذائية وخاصة الحبوب.
*ولكي تضمن فرنسا تأمين حاجتها من الحبوب حولت نظرها إلى خارج حدود أوروبا. وحدث أن بدأ نابليون بونابارت -وكان قائد عسكريا وليس إمبراطورا بعد- حملته الشهيرة على مصر سنة 1798. وحتى يضمن تموين جيشه الضخم التجأ بونابارت لخدمة تاجرين يهوديين هما كوهن البكري ونفتالي بوجمة اللذين اقترحا عليه استيراد القمح من ولاية الجزائر، وهو ما تم فعلا، واستمر تموين فرنسا بالقمح الجزائري من طرف التاجرين المذكورين طوال فترة الحروب النابليونية من سنة 1803 وحتى عودة الملكية سنة 1815، وتراكمت ديون جزائرية على فرنسا بقيمة 28 مليون فرنك ذهبي فرنسي، وهو ما يعادل 262 مليون يورو حاليًا، وهو مبلغ خيالي في ميزانية دولة في القرن التاسع عشر.
*وخلال حرب استقلال اليونان عن السلطنة العثمانية، وكانت اليونان مدعومة من بريطانيا وفرنسا وروسيا، استنزف الأسطول العثماني في المعارك، واضطر الباب العالي لطلب الدعم من الأسطولين المصري والجزائري القويين، وهو ما تم لقائد الأسطول العثماني الشهير إسماعيل باشا.
*خلال تلك الحرب حدثت معركة بحرية كبيرة في خليج نافارين اليوناني بين الأسطولين العثماني (المدعم بالسفن المصرية والجزائرية) والتحالف الثلاثي المكون من أساطيل بريطانيا وفرنسا وروسيا في أكتوبر لسنة 1827، هزم على إثرها الأسطول العثماني ودمرت معظم سفنه بالمعركة بما فيها السفن الجزائرية، وهو ما شكل فرصة ذهبية لفرنسا لم تتوانَ عن استغلالها إذ بدأ الحصار البحري للجزائر في الشهر نفسه، أي أكتوبر 1827.
*بعد تدمير الأسطول الحربي الجزائري المعروف بشدة بأسه وسطوته على مياه البحر الأبيض المتوسط الجنوبية، والذي لم تنجُ منها إلا خمس سفن، افتعلت الدبلوماسية الفرنسية حادثة الضربة بالمروحة، والتي تؤكد مصادر تاريخية عديدة انها لم تحدث فعلا، وبالشكل الذي أعلنته فرنسا، فالحديث الحاد الذي دار بين الوالي حسين داي والسفير لم يتحول الى عراك أو ضرب بل أن الوالي لم يمس السفير أبداً وربما يكون قد عبر عن غضبه وامتعاضه بحركة من يده أو أمره بالخروج بإشارة بمروحته اليدوية ولكن الدبلوماسية دارت دورتها ونقلت الحادثة بشكل كاذب ولئيم.
*مباشرة بعد ورود الأنباء إلى باريس كتب ملك فرنسا آنذاك شارل العاشر إلى والي الجزائر مهددًا ومتوعدًا (وبالمناسبة فالسفير دوفال أثار غضب الوالي بأن قال له أن ملك فرنسا لا يرد على رسائل وال عثماني يطالبه بتسديد الديون) إن لم يحصل على اعتذار منه، وهو ما رفضه حسين داي لأنه لم يفعل شيئا يستوجب الاعتذار غير المطالبة بديون بلده على فرنسا، فأمر الملك الفرنسي بتحريك أربعين ألف جندي فرنسي باتجاه الجزائر العاصمة لمحاصرتها (بين سنة 1827 ووسنة 1829) ثم احتلالها سنة 1830) في غياب الأسطول الجزائري حامي السواحل. وانتهى الحصار بسقوط العاصمة الجزائر وترحيل الوالي العثماني وأسرته وحاشيته وممتلكاته الشخصية وليبدأ الاحتلال الفرنسي الاستيطاني الدموي الذي دام 132 سنة حتى اقتلعته الثورة الجزائرية بسواعد أبطالها والتي اندلعت في الفاتح من تشرين الثاني 1954، وهكذا تحولت "فرنسا الحرية والأخوة والمساوة" إلى فرنسا النهب والإبادة والاستعمار... أو "الاستدمار" كما يسميه بعض المثقفين الجزائريين وهم محوق لغةً ومعنىً .



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جنرال إلكتريك الأميركية قد تخطف عقد كهرباء العراق ب 15 مليار ...
- ج1/الجذور المخابراتية والاستعمارية لمصطلحات -لبرالية- شائعة
- الشرقات الأدبية ليوسف زيدان كما رصدها كتاب عرب
- الجنابي يكشف أسرار تلوث وملوحة المياه في البصرة: سرقة مياه ق ...
- سيف دعنا: الاستعمار الصهيوني لفلسطين من النوع الاستيطاني الإ ...
- حنطة أميركية قاتلة في ميناء أم قصر- الرصيف رقم 10 في باخرتين ...
- سيناريو مهزلة استقبال يوسف زيدان في بغداد!
- كاتب يعتذر باسم الكتاب والمثقفين العراقيين ليوسف زيدان.. من ...
- ج/المعدان وجنائن بابل المعلقة
- ج2/الأبحاث الجينية المحايدة تنفي -سامية- الأشكناز
- عادل عبد المهدي:سيرة ذاتية مختلفة
- من هو محمد الحلبوسي رئيس مجلس النواب الجديد؟
- قراءة أخرى في السيرة الذاتية لبرهم صالح
- خبر جيد حول دعوى الطعن القضائي في -قانون شركة النفط الوطنية- ...
- لماذا رفض حيدر العبادي تكليف عادل عبد المهدي؟
- عادل عبد المهدي مستقل أم مستقتل؟
- ج2 تعقيب أولى على مقالة عامر محسن : انحطاط الديموقراطية الإج ...
- تعقيب أولى على مقالة عامر محسن حول فساد الديموقراطية في العر ...
- هل عيَّنَ السيستاني عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء فعلا، وماذ ...
- مهلا، الجزائريون لا يعرفون البضاعة الطائفية!


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علاء اللامي - الغزو الفرنسي للجزائر وأكذوبة مروحة حسين داي