|
حقائق صادمة يجب أن يعيها المسلمون
زاهر زمان
الحوار المتمدن-العدد: 6009 - 2018 / 9 / 30 - 19:57
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بعد الجرائم الوحشية والابادات الجماعية ، التى ارتكبتها ومازالت ترتكبها ، التنظيمات الاسلامية المسلحة كداعش وغيرها ، فى حق البشر فى كل قارات العالم ، وخاصة فى دول الشرق الأوسط كسوريا والعراق وليبيا ومصر وغيرها من الدول التى تنشط فيها تلك التنظيمات ؛ أصبح لزاماً على جميع المسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم ، أن يعرفوا النظرة الحقيقية وليست المنافقة ، التى باتت كل أمم الأرض تنظر بها الى الاسلام أو المسلمين أو أياً مما يمت للاسلام والمسلمين بصلة مباشرة أو غير مباشرة ؛ وهى أنهم ( المسلمون ) ودينهم ، مصدر كل الشرور والجرائم والتخلف والارهاب فى هذا العالم ! وعليه ، يجب على الأنظمة والشعوب ألا ينخدعوا بمداهنات قادة الأمم الأخرى وشعوبها ، فالأمر يتعلق بما لتلك الأمم من مصالح مرحلية ، تستفيد بها من مداهناتها للأنظمة والشعوب الاسلامية ، وعلى الأنظمة والشعوب الاسلامية الإسراع فى تشخيص أسباب شيوع كراهية الأمم الأخرى المبطنة ، لكل مايمت للاسلام والمسلمين بأية صلة ، والعمل بأسرع مايمكن للقضاء على كل مايعرقل اندماج الشعوب الاسلامية فى متطلبات الحضارة الحالية ، والا فالصدام مع كل أمم الارض قادم لا محالة ، طال الزمان أم قصر ، ومن يتكبر أو يتقاعس عن الأخذ بأسباب الاندماج فى الحضارة الانسانية المعاصرة ، سيخسر كل شىء وسيندثر فى نهاية المطاف ، وكفاكم تفاخراً بما كان واندثر ! والجدلية البديهية أن من يريد التقدم للأمام ، عليه أن يحرر أقدامه وخطواته من سلاسل وقيود الماضى بكل أنواعها ، ومهما كان الثمن الذى يدفعه فى سبيل البقاء والانظلاق للأمام أسوةً بكل أمم الأرض الأخرى . لقد بات واضحاً وجلياً ، أن هناك رأياً عالمياً عاماً يتوجس الشر ؛ كل الشر ، مما يمت للاسلام والمسلمين بأية صلة ، سواء على مستوى الفكر أو المظهر أو الطقوس التعبدية كالصلاة أو تلاوة القرءآن فى الأماكن العامة ! لقد أصبح الناس فى المجتمعات الأخرى يتوجسون من حدوث عمليات ارهابية ، بمجرد رؤيتهم لمن يرتدون النقاب أو الحجاب أو من يرتدون الجلباب ويطلقون لحاهم ، هذا على مستوى المظهر . أما على مستوى الفكر والأيديولوجيا ، فقد أصبح الاسلام مقروناً بالغزو والسلب والنهب وازدراء المجتمعات الأخرى واستباحة أموالها وأراضيها وثرواتها وأعراضها ، لأنها - المجتمعات الغير مسلمة - بحسب الأيدولوجية التى تم الترويج لها ، باستغلال كتب التراث الاسلامى ، من تفاسير للقرءآن وسيرة وأحاديث محمد وخلفائه وصحابته ، هى مجتمعات كافرة ، ويجب على المسلمين التعامل مع تلك المجتمعات – شعوباً وحكومات ، من منطلق عقيدة الولاء والبراء ، التى تحظر ، بل وتحرم على المسلم موالاة أى انسان غير مسلم ، لأن الغير مسلم قد يرد المسلم عن دينه - بحسب مايروج له الأصوليون المتطرفون - كوجدى غنيم وغيره من السلفيين والوهابيين والداعشيين ! كما بات واضحاً التوجس الذى راح ينتاب الكثيرين من السياسيين وصناع القرار فى أوربا وغيرها من بقاع الأرض ، من الدور الذى تلعبه المراكز والمؤسسات الاسلامية الممولة من دول البترودولار كالسعودية وقطر وايران وغيرهم ، ولولا وجود مصالح اقتصادية مع الدول التى تمول مثل تلك المراكز ، لأقدمت السلطات فى أوربا وغيرها بغلق تلك المراكز والمؤسسات فوراً ، ولم تكتف بالمراقبة المخابراتية لأنشطة من يعملون فى تلك المراكز ! هم يعرفون تماماً الأهداف المعلنة وكذلك الخفية للأنظمة التى تدعم تلك المؤسسات ، لكنهم أيضاً يعرفون أن كل الأمور لا تزال تحت السيطرة . لذلك أرى – وهذا اجتهادى الشخصى – أن تلك الأنظمة الداعمة لتلك المراكز والمؤسسات ، عليها أن تضخ ملياراتها لعصرنة وتنوير الشعوب القابعة تحت سيطرتها ، حتى تستطيع الاندماج فى الحضارة الانسانية الحالية ، بدلاً من تبديد أموالها ، فى ما لا طائل وراءه ، غير المزيد من انعزال وتقوقع الشعوب الاسلامية ، وتخلفها عن جوهر الحضارة الانسانية الحالية ، وانسياقها الى حروب وصراعات بينية طاحنة ، لن تنتهى الا بمزيد من التفكك والتشرذم والتخلف ، وانهيار تلك الدول وزوالها من على خارطة الكوكب الارضى ! بالطبع لا أطالب ولا يطالب عاقل الأنظمة الاسلامية أو الشعوب الاسلامية بالتخلى عن معتقداتها وطقوسها الدينية ، لأن الأديان والمعتقدات فى الشرق وبخاصة فى الشرق الأوسط ، لا زالت حتى يومنا هذا ، تشكل نمطاً من أنماط الحياة الاجتماعية فى الكثير من ممارسات الشعوب واحتفالاتها وأعيادها ، بشكل يصعب وربما يكون من المستحيل تغييره أو التخلى عنه ، خاصة فى ظل عدم وجود القناعات الشعبية أو الرسمية ، وكذلك عدم وجود البدائل الفكرية أو الممارسات الاجتماعية أو القناعات العملية والعلمية ، التى تغنى عن الموروث ، كما فى سائر بلدان العالم الأخرى الغير اسلامية ! ولا يسعنى فى الختام سوى أن أكرر دعوتى للأنظمة الحاكمة فى الدول ذات الأغلبية الاسلامية ، بأن تنفق ملياراتها على عصرنة الفكر والأيديولوجية الاسلامية ومَدْيَنتها ( جعلها متوافقة مع الدولة المدنية الديمقراطية الحديثة ) ، بما يتوافق ومتطلبات الاندماج فى الحضارة الانسانية الحالية والتصالح مع مفردات العصر ، بدلاً من التصادم وتبديد المال والوقت والجهد فى ما لا يعود على الشعوب بأية فائدة ، بل ربما بمزيد من الجهل والعنف والتخلف والاندثار فى نهاية المطاف . رؤية سياسية بقلم / زاهر زمان
#زاهر_زمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ماهية العقل والاله الابراهيمى !
-
من وحى أحد تعقيبات الرئيس السيسى
-
لا مصلحة لى مع أبناء اسرائيل ياسيد عبدالحكيم !
-
من يقتل الفلسطينيين فى تظاهرات الأرض ؟
-
إسلام السيسى وإسلام مرسى !
-
مجرد تساؤلات حول وضعية أورشليم / القدس
-
نصيحة قلبية من Ex – Muslim لايران وتركيا وقطر
-
الأديان صناعة بشرية قلباً وقالباً !
-
من تجاربى الشخصية مع الدين 4
-
من تجاربى الشخصية مع الدين 3
-
من تجاربى الشخصية مع الدين 2
-
من تجاربى الشخصية مع الدين 1
-
حديث ابن آمنة : نفسٌ منفوسة !
-
كيوم ولدته أمه !!!
-
ربنا يطمنك عليهم !!!
-
رداً على مقال : اسرائيل تضرب الإرهاب فى مصر !
-
الفطرة لا دين لها ياعرفة !
-
أنا لستُ مُلحداً
-
هل هى مُتعة أم دعارة يا رسول الله ؟ !!!
-
أيهما أسبق : الأقصى أم الهيكل ؟
المزيد.....
-
مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
-
هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال
...
-
مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
-
الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
-
-حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار ..
...
-
اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
-
مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
-
4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
-
سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا
...
-
ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|