أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - قسوة التاريخ وفشل سلطة الإسلام السياسي في العراق














المزيد.....

قسوة التاريخ وفشل سلطة الإسلام السياسي في العراق


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5998 - 2018 / 9 / 19 - 13:25
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حين تحاصرك الفضائح، ولا تمتلك ما تتستر به على فشلك وفسادك وعجزك وانحطاط مشروعك السياسي، يمكنك استقدام التاريخ، التاريخ في أبشع صوره، واستغل صورة أو واقعة منه، حملها كلّ وقائع الظلم الأسود والدموي وتاجر بها، حولها إلى مصدر لكل المآسي التي تعتقد انها حلت بك، أو بمن تحتكر تمثيلهم الآن، عندها ستنجح في تجاوز محنتك، أو فضائحك..

ولأنّنا نعيش في عراق يدار بقوة الفساد وصدفة القدر البغيض، فإنّ هذه السردية، الواردة في أعلاه، تعمل الان وبكل قوتها وزخمها، رغم كل وقائع حياة أهلنا وناسنا في العراق، وهزال الدولة وفشلها، بل وتحولها إلى مجرد قوة بائسة لايمكنها أن تكون أعلى، أو أقوى من حزب ومليشيا مسلحة ومؤسسة دينيّة. تلك السردية التي تتماهى تماماً مع نهج قوى الإسلام السياسي الشيعي الحاكم في العراق الذي يستغل مأساوية الوقائع التاريخية وتحويلها إلى رافعة للاستئثار بالسلطة والغرق في متاهات الطائفية وانتهاك قيم المواطنة والحقوق المشروعة للإنسان.

مَن شاهد جلسة مجلس النواب العراقي واستمع إلى خطاب النائب عن كتلة الفضيلة، عمار طعمة، ومحاولته البائسة لاستحضار التاريخ الدموي فيما يخص بغداد وهارون الرشيد، سيعرف انها محاولة من محاولات الإسلام السياسيّ الشيعي للمتاجرة بوقائع التاريخ وحوادثه الدمويّة وتصديرها إلى عالم اليوم وتحويلها إلى مصدر رعب أو ظلم تاريخي يحيق بشيعة العراق!!

الأصل، ان محاولة عمار طعمة لم تأتي من فراغ، بل هي تمرين يومي تمارسه قوى الإسلام السياسي الشيعي للمتاجرة بالتاريخ واستغلال لحظاته ووقائعه الدموية في عالم اليوم، تماماً، مثلما يحدث مع واقعة كربلاء والاستثمار السياسي والطائفي الذي تقوم به القوى المذكورة لهذه الواقعة..

لم تكن بغداد عاصمة لأحد، بل هي مدينة ولدت من رحم التاريخ وسيرورته، دولة قوية تحكم أرجاء العالم، فتبني لها عاصمة ومركز للحكم، فتولد بغداد، دولة تحكمها قواعد ذلك الزمان، بعنفه وقسوته وسطوة الحكام والسلاطين وقوانين السلطة وحركة التجارة والفتوحات والصراعات والحروب الوحشية والدموية بين الامبراطوريات السائدة آنذاك.

التاريخ نفسه يخبرنا ان مئات الآلاف من الأشخاص قتلوا وتم التمثيل بجثثهم، خوزقة وحرقاً وتمثيلاً بالجثث، تلك الجرائم تنبع من قوانين الوضع السائد آنذاك وقسوة الحاكم وبطشه من أجل الحفاظ على ملكه ودولته.

إنّ من حقنا أن نسأل النائب عمار طمعة، ما الذي قدمتموه لبغداد، أي مكانة تحتل في عرفكم ونهجكم؟؟ ألا تكفي كل هذه الخرائب والتدمير الممنهج الذي تمارسونه وتشرفون عليه كل يوم، ألا تكفي فضائح الفساد والتلاعب البغيض بحياة العراقيين ومصيرهم وتحولهم إلى أشباح تنتظر العطف وفرص العمل والماء الصالح للاستخدام البشري للتدليل على مدى اهمالكم وتجاهلكم، بل واستخفافكم ببغداد وما تعنيه من رمزية حضارية وتاريخية؟؟

إنّها مدينة كتب عليها أن تكون عاصمة العراق، ومثلما كانت عاصمة الخلافة العباسية وهارون الرشيد، صارت عاصمة صدام حسين، فكانت، مثل العراق، كبيرة عليه فلم يتمكن من حكمها واخضاعها رغم كل الجرائم الدموية والاستبدادية التي ارتكبها بحق العراق والعراقيين، فسلمها لمن جاء من بعده، بفعل الاحتلال والحرب، خرائب وانقاض.

لن ينجو أحد من حكم التاريخ. ومثلما تحملون هارون الرشيد وصدام حسين وكل حكام العراق الذين سبقوكم، هذا التاريخ الطويل من الظلم والمآسي، فإنّ التاريخ سيحاكمكم وسيبرز وقائع ما ارتكبتموه بحق بغداد والعراق عموماً..
لم تتمكنوا من تقديم صورة مختلفة عن الحكام الذين سبقوكم، بل كنتم نسخة مشوهة ومرعبة عنهم، فسادكم وطائفيتكم وصمة عار كبرى في تاريخ العراق، مثلما كان صدام حسين وكل طغاة العراق وحكامه وصمة عار أيضا...



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعتذارات هادي العامري
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! الجزء الثالث
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! - الجزء الثاني
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! - الجزء الأول
- اصلاحات العبادي تتسبب في زيادة الفقر في العراق..!!
- عن محنة رقية وأهلها مع كتاب العلوم!
- سمير صالح الذي عاد من جحيم أقفاص الأسر إلى جحيم العراق!
- -مُجرّد أُنثى- للكاتبة الدنماركية ليزا نورغورد: سيرة امرأة، ...
- هل تُرك مسعود البارزاني وحيداً؟
- صناع الفشل...!
- اليسار العراقي: دعوات التحاور والعمل المشترك، وبلاغ الحوار ا ...
- حرية الرأي والتعبير في ظل نظام المحاصصة الطائفية
- الأول من آيار: نشيد الأمل، ونشيد الموت!
- عن العراق، ونظام المحاصصة الطائفيّة الذي يجب اسقاطه
- الصّحوة الإسلاميّة: السّلطة والطائفيّة
- صرخة رفض
- ديمقراطيّة عالم اليوم!
- تنّورة قصيرة
- أسئلة ما بعد الموصل
- عن الحبّ وأشياء أخرى


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - قسوة التاريخ وفشل سلطة الإسلام السياسي في العراق