أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - حرية الرأي والتعبير في ظل نظام المحاصصة الطائفية














المزيد.....

حرية الرأي والتعبير في ظل نظام المحاصصة الطائفية


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5518 - 2017 / 5 / 12 - 18:16
المحور: حقوق الانسان
    


تعمل قوى المحاصصة الطائفية في العراق على تمرير قانون حرية التعبيرعن الرأي، وإقراره بالصيغة المعدلة التي توافقت عليها. كل التعديلات المقترحة في القانون هي تكريس صريح وصارخ للاستبداد وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات.
إقرار القانون المذكورسيصيب الفرد العراقي بحشرجة ولعثمة إن فكر في ذكر إسم زعيم سياسي أو قائد مليشيا أو حزب من احزاب السلطة!. أما إن فكر في ذكر زعيم ديني أو طائفي، حتى وإن كان من بلد آخر غير العراق، فمن المؤكد انه سيصاب بالإغماء وسيجلد نفسه ألف جلدة لتورطه بحريمة التفكير، مجرد التفكير، في ممارسات هذا الزعيم أو إنتهاكاته والجرائم التي نفذها أو أمر بتنفيذها!


فالأصل في القانون الذي يريدون تشريعه وإقراره، هو أن تحدد قوى السلطة مساحة الحريات التي تسمح بها هي، لا تلك التي يتطلع الفرد العراقي لممارستها، كونها من الحقوق الإنسانية الاساسية الشائعة في عالم اليوم، وأن تعيد صياغة تعريف الحريات، حرية التعبير عن الرأي تحديداً، وفق منطقها وفهمها الخاص، الذي يتقاطع، بالمجمل، مع أي مسار يعزز الحريات وقيم المواطنة والحقوق وكرامة الإنسان.

إن حرية التعبير عن الرأي، أي قدرة الأفراد على التعبير عن الأراء السياسية، الاجتماعية، الدينية والفنية.. الخ، بما لايتسبب في تشجيع الكراهية والعنف أو تهديد السلم الأهلي، تتعلق بالتظاهرات والاحتجاجات الشعبية التي يتم تنظيمها من أجل التصدي لممارسات قوى السلطة وإنتهاكاتها المتواصلة وفسادها وإجراءاتها المذلة بحق العراقيين، وتتعلق، كذلك بممارسة النقد السياسي والفكري لنهج زعماء الاحزاب والطوائف الدينية - سيتحولون، وفق هذا القانون، إلى خطوط حمراء ومخيفة، وسيتم تسويرهم بهالة من التفرد والقداسة والتبجيل، الذي لايعني سوى إقرار المهانة والخنوع والإذلال المشرعن بقوة القانون، أما حق المواطن بالحصول على المعلومات الرسمية من الدولة، فهذا من الكبائر التي لايجوز لهذا الكائن البائس التقرب إليها!

الحرية هي المعيار الحقيقي لتقدم وتحضر وإنسانية مجتمعات عالم اليوم، وهي الحلم الحقيقي الذي يراود الأفراد الذين يتطلعون للعيش في عالم خال من الاستبداد والقمع. القوى التي نصبها الاحتلال الامريكي في العراق، على رأس السلطة وساهم في ترسيخ نظامها السياسي الذي يقوم على أساس المحاصصة الطائفية، تمتلك من التاريخ القمعي والاستبدادي ما يجعلها في خصام دائم مع الحريات، وتعمل جاهدة على تشويهها وتأطيرها بمنطق الدين والطائفة والمقدسات.

في نظام المحاصصة الطائفية، عليك أن لا تنتظر الخير، ولا القوانين أو التشريعات التي تصب في صالحك، كإنسان له رغبات وآمال ومستقبل، بل عليك التفكير في تجنب المزيد من الصفعات والاستلاب والإذلال، والاستعداد الدائم للعيش في أزمات متلاحقة ومستعصية.

مشكلة العراق الاساسية والحقيقية لاتكمن في قضية الحريات والحقوق والتشرذم الاجتماعي والسياسي الذي يهدد العراق، بل في النظام السياسي القائم والقوى السياسية التي شكلته وتواصل العمل بموجب توافقاته وإنتهاكاته وإيتذاله لقضايا الكرامة والحريات، بل وحتى الوجود الإنساني للعراقيين، فما هم إلا مجموعة أفراد يساقون إلى محارق الحروب والنزاعات الطائفية والقومية.

بقاء نظام المحاصصة الطائفية في العراق، إنتهاك صريح لكل القيم والآمال الإنسانية!



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأول من آيار: نشيد الأمل، ونشيد الموت!
- عن العراق، ونظام المحاصصة الطائفيّة الذي يجب اسقاطه
- الصّحوة الإسلاميّة: السّلطة والطائفيّة
- صرخة رفض
- ديمقراطيّة عالم اليوم!
- تنّورة قصيرة
- أسئلة ما بعد الموصل
- عن الحبّ وأشياء أخرى
- المسكوت عنه: تجنيد المرتزقة في العراق!
- العلمانيّة والإصلاح ومقتدى الصدر
- مثلك تماماً، لست ممتعصاً من دفقِ سردك
- خداع السلطات الحاكمة!
- عن سعادة الإمارات وتسامحها!
- قانون اللجوء الجديد: يوم أسود في الدنمارك!
- باعة الوهم!
- الطائفيّة وأتباعها!
- الاعترافات المتأخرة للحكومات الأوربية!
- ليلة الجحيم الباريسيّ: العالم في مواجهة أزماته!
- أوهام التمسك بقوى السلطة الطائفيّة
- التظاهرات: القطيعة مع السلطة، ودور الشيوعيّة واليسار


المزيد.....




- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...
- العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما ...
- قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - شاكر الناصري - حرية الرأي والتعبير في ظل نظام المحاصصة الطائفية