أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - شاكر الناصري - باعة الوهم!














المزيد.....

باعة الوهم!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5037 - 2016 / 1 / 7 - 22:38
المحور: الادارة و الاقتصاد
    


خلال لقائه بوفد القطاع الخاص للمنظمات الاقتصادية للإستثمار والإعمار، هذا اليوم الخميس السابع من كانون الثاني الجاري، قال رئيس الوزراء العراقيّ، حيدرالعبادي: "انهيار اسعار النفط سيكون قوة لنا وذا فائدة للتحفيز الايجابي والذي بدأنا به من خلال تشجيع الصناعة وضغط النفقات الحكومية وتسريع خطوات الاصلاح".!!!!!

إن من حق الإنسان البسيط الذي أصبحت حياته ومعيشته في مهب الريح، أن يسأل، كيف، وما هي الحلول العملية والواقعية لمواجهة إنخفاض أسعار النفط، ومخاطر إفلاس الدولة، وأن يشكك في حلول باعة الوهم والإدعاءات الكاذبة والمفضوحة التي يجترونها؟؟

كيف يصبح انهيار أسعار النفط قوة، والعراق ومنذ أن أسقط النظام السابق وحتّى هذه اللحظة يغرق في متاهات الدولة الريعية التي لاتعني سوى تحول ريوع النفط إلى أداة بيد السلطة وقواها الحاكمة لشراء الذمم وتوزيع الرِشا على مؤيديها ومريديها وأتباعها، وأداة لكسب الولاءات وادارة دفة الصراعات السياسية ضدّ الخصوم حتّى لو كانوا من نفس التحالف الحاكم؟؟؟.

فهذه القوى وجدت في عوائد الدولة وثرواتها النفطية ما يمكنها من فرض وجودها وتأسيس جيوشها ومليشياتها وبالتالي فرض سطوتها على العراقيّين!. دون مراعاة للمستقبل، ولا للأزمات الاقتصادية المحتملة المتمثلة بإنخفاض أسعار النفط إلى مستويات متدنية، كما يحدث الان، على سبيل المثال!!، بلّ إن هذه القوى لم تكلف نفسها عناء التكفير بما يحدث للعراقيّين وكيف يعيشون، بماذا يفكرون، كيف ينظرون للغد والمستقبل...الخ؟؟

لم تكن هذه القوى معنية، لامنشغلة بحياة ومصالح وهموم العراقيّين، قدر إنشغالها بامكانية تحويلهم إلى وقود في حروبها وصراعاتها الطائفية وتسخير كلّ الامكانيات اللازمة لزيادة التطرف الدينيّ والطائفيّ، والقومي وتحويله إلى ظاهرة مخيفة، وأنّه السبيل الوحيد للحماية من المخاطر التي تتربص بأتباع هذه الطائفة أو تلك القومية!!!

كيف سيكون تشجيع الصناعة في بلد يعيش أزمات متواصلة وخانقة، ويفتقد إلى مقومات الصناعة بعد تدمير ما كان فيه من مصانع ومعامل، تنتج، وتنافس، وتشغل الآلاف من العراقيّين، فيما يعاني ما تبقى منها من الإهمال والتآكل وخروج معظم خطوطها من الخدمة، وفساد الادارات والترهل والبطالة المقنعة؟؟

يبدو أنّ باعة الوهم في العراق الجديد، قد استهوتهم هذه اللعبة السمجة التي تدلل على تخبطهم وفشلهم وعجزهم عن مواجهة الأزمات الاقتصادية التي تعصف بالعراقيّين، وتجعلهم أمام مصير مجهول، بعد أن تمكنت القوى الحاكمة من جعل الدولة مصدر الدخل الوحيد والرئيسي، للعامل، الموظف، الجندي، الشرطي، الرئيس، الوزير، النائب في البرلمان، السجين السياسي، المتقاعد، ملايين الشهداء والجرحى وضحايا النظام السابق، شيخ العشيرة ورجل الدين، فالكلّ ينتظر مخصصاته وامتيازاته من ميزانية الدولة التي تهالكت وتساقطت حتّى أن الحديث عن عجزها عن توفير مرتبات أتباعها، لم يعد من الأسرار التي لايجب البوح بها وكشف خباياها!

من الواضح أنّ حكاية الاصلاح والاصلاحات وتسريع خطواتها قد أستهوت السيد العباديّ، الذي بات يكررها كلّ يوم، وكأنه يتحدث إلى قوم يقطنون المريخ، وليس في العراق الذي يحكمه!. ما الذي تحقق حتّى الان من الاصلاحات والحزم الاصلاحية التي أطلقها العباديّ؟؟. عملياً، لم يتحقق شيء يذكر، فكلّ ما قيل انه اصلاح تم التراجع عنه وتحول إلى قرارات وقوانين، تحمل أعباء الدولة ونفقاتها، على كاهل المواطن العراقيّ، تخفيض الرواتب، زيادة نسبة الضرائب، خفض الإنفاق العام، تقليل الدعم عن السلع والمواد الضرورية والوقود، فرض رسوم على المعاملات الرسمية التي يحتاجها المواطن العراقيّ...الخ !!

عملياً، سبق لنا كعراقيّين، وفي مناسبات ووقائع كثيرة، أن جربنا باعة الوهم وحلولهم، التي تحولت إلى كوارث مؤلمة وقاسية لم ننجو من آثارها ونتائجها!

ما يحدث الآن إن العراق يمر بواحدة من أخطر الأزمات الاقتصادية التي ستكون لها آثار كبيرة وخطيرة على حياة ومعيشة وأمن وإستقرار العراقيّين، ولن تنفع حلول باعة الوهم، حول "التحفيز الإيجابي" و الأسف على " تراجع زراعة النخيل" في مواجهتها أو تسويفها والتباكي على آثارها!، بلّ إنّها بحاجة لحلول جدية وعميقة مرهونة بقدرة العراقيّين على التصدي لكلّ محاولات السلطة الفاسدة الموجودة الآن لتحميلهم تبعات هذه الأزمة والتنصل عن مسؤولياتها!



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الطائفيّة وأتباعها!
- الاعترافات المتأخرة للحكومات الأوربية!
- ليلة الجحيم الباريسيّ: العالم في مواجهة أزماته!
- أوهام التمسك بقوى السلطة الطائفيّة
- التظاهرات: القطيعة مع السلطة، ودور الشيوعيّة واليسار
- أزمة اللاجئين: حكومة اليمين، عار الدنمارك!
- لَستُ معلماً لأحد ولن أكون!
- افتحوا الأبواب،لاتكبلوا التظاهرات بأسوار الخوف!
- مأزق الإسلام السياسيّ الحاكم في العراق
- حيدر العباديّ أبن المحاصصة ولن يخرج من سطوتها!
- بمناسبة الحديث عن 14 تموز 1958!!
- صولة مجلس محافظة ذي قار ضد العرگ والعرگجية!
- صمت العالم، مرّة اخرى!
- مرة أخرى، لنقف ضد الطائفية والمحاصصة في العراق
- حركة الخلاص الثوري: حكاية تنظيم سري!
- بهدوء...تعالوا نتماهى مع دعاة الوحدة مع إيران!!!
- صورة -أبو عزرائيل- : تغيّر توازنات الرّعب في العراق
- حول خطة مكافحة الإرهاب في الدنمارك
- عسولة وعيد الحب في النجف!
- فوز حزب سيريزا في اليونان، ردود الافعال وامكانيات القوى الشي ...


المزيد.....




- إنتاج الكهرباء في الفضاء وإرسالها إلى الأرض.. هل هو الحل لأز ...
- بورصة الدواجن .. كم سعر البيض الأحمر اليوم في البورصة وللمست ...
- -الأحدث في العصر الذهبي لأبحاث السرطان-.. لقاح ثوري وُصف بال ...
- فنلندا تجني خسائر العقوبات ضد روسيا
- شركة فوسفات مغربية تجمع ملياري دولار للتحول الأخضر
- القضاء الروسي يجمد حسابات أكبر بنك أمريكي في روسيا
- بوتين يستشهد بمؤشر يؤكد صلابة الاقتصاد الروسي
- رفع الحد الأدنى لأجور القطاع الخاص في مصر
- البنك المركزي الروسي يبقي على سعر الفائدة الرئيسي عند مستواه ...
- تعديل آلية تصاريح العمل بالكويت هل يخفض أجور العمالة؟


المزيد.....

- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى
- جذور التبعية الاقتصادية وعلاقتها بشروط صندوق النقد والبنك ال ... / الهادي هبَّاني
- الاقتصاد السياسي للجيوش الإقليمية والصناعات العسكرية / دلير زنكنة
- تجربة مملكة النرويج في الاصلاح النقدي وتغيير سعر الصرف ومدى ... / سناء عبد القادر مصطفى
- اقتصادات الدول العربية والعمل الاقتصادي العربي المشترك / الأستاذ الدكتور مصطفى العبد الله الكفري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - شاكر الناصري - باعة الوهم!