أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - أوهام التمسك بقوى السلطة الطائفيّة














المزيد.....

أوهام التمسك بقوى السلطة الطائفيّة


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4970 - 2015 / 10 / 30 - 17:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تُرى ما هو الفرق بين مقتدى الصدر وغيره من رموز الإسلام السياسيّ، وزعماء الأحزاب والمليشيات الذين استولوا على الدولة ومقدراتها وحولوها إلى غنيمة تخصهم وحدهم، فتنعموا بها كما يتنعم زعماء المافيات وتجار الحروب بغنائمهم؟

ما الذي يدعو البعض للتمسك بمقتدى الصدر وتيّاره، هل يريدون تطهير سجل الفساد والنهب والقتل والتهجير والإستهتار بحياة العراقيّين وأمنهم، السجل الفاضح الذي يعرفه القاصيّ والدانيّ، ويعرف حجم الإنتهاكات التي أقدم عليها التيّار المذكور وتقديمه كقوة تعيد للتظاهرات هيبتها وتدفعها قدمًا نحو تحقيق مطالبها الإصلاحيّة!!، لا. بل أن البعض بات يُنَظّر لإمكانيات إنبثاق "الكتلة التاريخيّة"، تحالف القوى المدنيّة مع التيّار المذكور، التي يمكنها أن تقلب موازين القوى السياسية والاجتماعية في العراق، بذريعة أن الغالبية العظمى من أتباع التيّار هم من فقراء المدن ومن المسحوقين الذين يعنيهم تغيير الأوضاع المتردية!!

هل يمكن أن يغيب عنا إن التيّار الصدريّ يمتلك 31 نائباً في مجلس النواب "كتلة الأحرار"، و6 وزاراتٍ وعدد كبير من الوكلاء والمدراء وأعضاء مجالس المحافظات ومليشيا كبيرة، وله دور كبير في كلّ ما حصل أو سيحصل من صراعات وأزمات، وإنه قوة رئيسيّة، إسوة بغيره من قوى المحاصصة الطائفيّة، في التشريع والتنفيذ والإمساك بزمام الأمور؟

كلّ ملفات الفساد التي يتم الحديث عنها، كانت تطال العديد من نواب التيّار أو الوزارات التابعة له والتي تحولت إلى وزارات خاصة ومقفلة، من الصورة التي تحتل واجهة الوزارة وحتّى أبسط عامل تنظيف فيها!، وهو لا يختلف بذلك عن شركائه في التحالف الوطنيّ أو حكومة المحاصصة الطائفيّة، وفي جرائم الفساد واستغلال السلطة.

التيّار الصدري يخوض صراعات، من أجل السلطة أوحيازة مكانة مؤثرة فيها، ضدّ خصوم، وجهات عديدة تشاركه في الحكومة وفي مجلس النواب. ما يريده مقتدى الصدر أن يحصل التيّار على حصة أكبر في حفلة تقاسم الغنائم التي قد تتحقق بفعل إصلاحات العباديّ المزعومة وصراع أقطاب السلطة وأن لا يتم تهميشه من قبل القوى الأخرى. ويجد في التظاهرات فرصة كبيرة لتحريك أتباعه وفرض التيّار كقوة أساسيّة فيها.

نعم، لابد من الحوار مع القوى السياسية، ولكن أي القوى يمكنّها أن تكون جادة في دعم التظاهرات وأهدافها، ونحن إزاء قوى لا تتوقف عن الفساد والانتهاكات وتعزيز الانقسام الطائفيّ وتغييب الدولة والإستيلاء على مقدراتها ومصادرة الحقوق وإذلال الناس، وتمتلك القدرة على إسكات وقمع من يعارضون ممارساتها أو يحتجون على فسادها؟؟

المؤسسات الدينيّة و" مرجعيّة" النجف وقوى الإسلام السياسيّ وكلّ قوى السلطة الطائفيّة ستدعي القبول بالحوار والدفاع من مطالب التظاهرات، ولكنّها لا تريد لهذه التظاهرات أن تخرج عن الحدود التي تم رسمها، وأولها أن يتم الإبقاء على الدور المعلن والخفي لرجال الدين وتحكمهم وتدخلهم بالأوضاع السياسية ودعم جهات على حساب جهات أخرى!.

أما أن يتم تصدير مقتدى الصدر كقوة مدافعة عن التظاهرات ومطالبها، وعن المدنيّة وتعقد عليه آمال تغيير مسارات الواقع البائس في العراق، فهذا هو الوهم بعينه، ومحاولة لتفضيل طرف في السلطة على الأطراف الأخرى التي لا تختلف عنه في ممارسة الفساد والاستئثار بالسلطة والمتاجرة بالمظلوميات الطائفيّة والقوميّة!، ويدفعنا بالتالي لإعادة السؤال عن الفرق والاختلاف الذي يميزه عن عمار الحكيم أو نوري المالكيّ، أياد علاوي، هادي العامري، صالح المطلك، مسعود البارزانيّ وأسامة النجيفيّ.....الخ، فهؤلاء لايتوقفون عن التصريح بالدفاع عن التظاهرات، ولكنّهم سيطلقون الرصاص على المتظاهرين ما أن يشعروا بقدرتهم على إختراق الحدود التي تم رسمها سلفا!

قوة التظاهرات وفاعليتها وقدرتها على تحقيق أهدافها وفرضها على السلطة وقواها، موجودة في الشارع الساخط وفي بيوت الفقراء والمعامل المعطلة والجامعات التي تنهار تدريجيًا، في مساطر العمال وحشود الشباب الذين يأكلهم اليأس وإنعدام الأمل بغدٍ يناسب آمالهم وطموحاتهم، هناك يمكن الإرتقاء بمطالب التظاهرات وتطوير أفقها الإحتجاجيّ. وهذه القوى، وحدها، من يمتلك القدرة على التغيير وتحقيق المطالب.



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التظاهرات: القطيعة مع السلطة، ودور الشيوعيّة واليسار
- أزمة اللاجئين: حكومة اليمين، عار الدنمارك!
- لَستُ معلماً لأحد ولن أكون!
- افتحوا الأبواب،لاتكبلوا التظاهرات بأسوار الخوف!
- مأزق الإسلام السياسيّ الحاكم في العراق
- حيدر العباديّ أبن المحاصصة ولن يخرج من سطوتها!
- بمناسبة الحديث عن 14 تموز 1958!!
- صولة مجلس محافظة ذي قار ضد العرگ والعرگجية!
- صمت العالم، مرّة اخرى!
- مرة أخرى، لنقف ضد الطائفية والمحاصصة في العراق
- حركة الخلاص الثوري: حكاية تنظيم سري!
- بهدوء...تعالوا نتماهى مع دعاة الوحدة مع إيران!!!
- صورة -أبو عزرائيل- : تغيّر توازنات الرّعب في العراق
- حول خطة مكافحة الإرهاب في الدنمارك
- عسولة وعيد الحب في النجف!
- فوز حزب سيريزا في اليونان، ردود الافعال وامكانيات القوى الشي ...
- العالم: ما قبل وما بعد- شارلي ايبدو-
- خطاب الحلفي في إستذكار الغموكة: أي أفق شيوعي وماركسي؟
- فضائح الدولة الفضائية!
- -سبايكر- جريمة العصرالعراقي!


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شاكر الناصري - أوهام التمسك بقوى السلطة الطائفيّة