أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شاكر الناصري - أزمة اللاجئين: حكومة اليمين، عار الدنمارك!














المزيد.....

أزمة اللاجئين: حكومة اليمين، عار الدنمارك!


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 4921 - 2015 / 9 / 11 - 11:46
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


ما كتبته *Zenia Stampe النائبة في البرلمان الدنماركي، عن حزب اليسار الراديكالي، على جدارها في الفيس بوكقبل عدة أيام، حين وصفت اللّيلة الأولى التي عاشها مجموعة من اللاجئين القادمين إلى الدنمارك من المانيا، وترِكوا يقطعون مسافات طويلة مشياً على الأقدام، أمام أنظار الشرطة التي منعت عنهم المساعدات، الماء والطعام والملابس، وأمام أنظار الحكومة اليمينيّة التي باتت تتخبط في مواقفها وصراعات أقطابها ورفضها المتواصل للتعامل مع أزمة اللاجئين بشكل إيجابي، بأنّها ليلة عار !، أمر يستحق التأمل وتعقب مآلات سياسة الحكومة الدنماركية!

ولكن القضية لم تتوقف أو تنتهي بليلة العار تلك، بل إنَّ عار الدنمارك وحكومتها تواصل لليال وأيام عديدة، وكشفت عن الوجه الحقيقي لليمين المتطرف، وثوابته الهزيلة، الحدود والثقافة والإتفاقيات الأوربية والخشية من التطرف الإسلاميّ، التي تهم الطاقم الحكومي وحزب الشعب الدنماركي، اكثر من مأساة المئات من اللاجئين الذين ردوا على قرارات وممارسات هذه الحكومة برفض البقاء في الدنمارك ورغبتهم بالوصول إلى السويد، حتّى لو تطلب الأمر البقاء لفترات طويلة داخل قطارات تطوقها الشرطة!

العار الذي أصاب النائبة المذكورة، سيتواصل مع بقاء الحكومة اليمينيّة القائمة الآن، ومع قراراتها القادمة التي تسعى خلالها لإستغلال قضايا الهجرة واللجوء، لتعزيز النزعات العنصريّة المتنامية أصلاً، وتوسيع قاعدتها الشعبيّة.

ممارسات الحكومة الدنماركية وتصريحات رئيسها وزعماء الأحزاب الداعمة له، أوجدت حالة إنقسام واضحة وصريحة داخل المجتمع الدنماركيّ، وأحدثت هزة أخلاقية وإنسانية عميقة، دفعت بالكثير من الدنماركييّين لإعلان تحديهم الواضح للشرطة وتعليماتها ولسلطة القانون الذي يمنعهم من تقديم المساعدة لمن يحتاجها، فكيف يكون الحال أمام مئات من المحتاجين، وقاموا بتقديم المساعدات والمخاطرة بإيصال العوائل إلى السويد بالسيارات الخاصة أو الزوارق والباصات التي استأجروها على حسابهم الخاص!

عندما يمنع القانون مساعدة الأطفال فالمشكلة في القانون نفسه، على حد قول الصحفي مايكل راونو ليندهولم!، وهذه حقيقة مؤلمة تلمسها الكثير من الدنماركيّين الذين يقدسون القانون ويعتبرونه الحكم الأساس، الفاصل والعادل في كل القضايا والمشاكل التي تحدث في المجتمع، وهم يشاهدون المأساة التي تجري أمامهم وعلى الطرق السريعة. فيما يتهرب بعض الساسة ويسعى لتبرير مواقفه بتدخلات جهات معينة تقدم المساعدات، ولكنّها تثير قلقه!

ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية وضع الحكومة الدنماركية والأحزاب الحليفة والداعمة لها، تحت دائرة الضوء والنقد والإستهجان. فكلّ ما يصدر عن هذه الحكومة يعمل على تشديد مسيرة التراجعات الكبيرة في مجالات الحقوق والضمانات الاجتماعية والإنفاق العام ولايساهم في تخفيف الأزمة الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة التي تواجهها الدنمارك. تحاول هذه الحكومة إقناع الناخب الدنماركيّ بأن سياساتها المتشددة تأتي للحفاظ على النقاء الأثنيّ وثوابت الثقافة وخصوصيّتها ومحاربة التطرف والدفاع عن الحدود، ولهذا فهي تعمل على تصوير وجود الأجانب وكأنه الخطر الذي يهدد الهدوء والإستقرار!

الأيام القادمة ستكشف الكثير من التغيّرات والوقائع، السياسية والاجتماعية والثقافية، التي حدثت أو ستحدث بسبب أزمة اللاجئين الأخيرة، في أوربا بشكل عام، وفي الدنمارك بشكل خاص، ولعل أولها سيكون موقف الدنماركيّين من الحكومة الهشة التي أوصلوها بأصواتهم إلى سدة الحكم، هل سيعيدون انتخابها لتواصل مسيرة اليمين في الحكم، أم سيأتون بحكومة مغايرة تتناسب مع نزعاتهم الإنسانية التي غطت على بؤس اليمين وترهاته المقيتة؟

*Zenia Stampe
(لا أستطيع أن أنام و أنا أفكر في هؤلاء اللاجئين الذين يقطعون المسافات مشياً على الأقدام في هذا الليل الدنماركي،
الأطفال خاصة بأقدامهم الصغيرة, و بعيون كبيرة تنظر بتساؤل إلى أمها و أبيها, برؤوس مملوءة بالقلق. أتخيلها ابنتي مكانهم. أتمنى لو أنني آخذ جميع هؤلاء الأطفال بين ذراعي و أشرح لهم, أنه لا داعي للمضي قدماً, و أننا سوف نحميهم و أهاليهم, و سندع أقدامهم الصغيرة تلعب في الحدائق بدلاً من أن تخطو في هذا المسير الشاق في منتصف الليل على الطرقات السريعة. لكن هذا لا أستطيع أن أفعله, لأن من يملك القرار هنا في هذه البلاد قال أن اللاجئين غير مرحب بهم هنا, و أنهم لا يجب أن يحسوا هنا أنهم في بيوتهم, و لذلك يتابعون مسيرهم في الليل على الأقدام.
لا أعلم ماذا سوف يتذكرون من هذه الليلة, لكنني لن أنسى هذه الليلة أبداً كليلة عار, حيث قطع اللاجئون فيها الدنمارك مشياً على الأقدام. الناس الذين كانوا بحاجة للمساعدة و لكنهم لم يطلبوها منا, لأنهم يعلمون أننا لا نرغب بمساعدتهم, مع أننا من أغنى الدول في هذا العالم. )
النص كما ورد في:
www.danmarkpaaarabisk.com



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لَستُ معلماً لأحد ولن أكون!
- افتحوا الأبواب،لاتكبلوا التظاهرات بأسوار الخوف!
- مأزق الإسلام السياسيّ الحاكم في العراق
- حيدر العباديّ أبن المحاصصة ولن يخرج من سطوتها!
- بمناسبة الحديث عن 14 تموز 1958!!
- صولة مجلس محافظة ذي قار ضد العرگ والعرگجية!
- صمت العالم، مرّة اخرى!
- مرة أخرى، لنقف ضد الطائفية والمحاصصة في العراق
- حركة الخلاص الثوري: حكاية تنظيم سري!
- بهدوء...تعالوا نتماهى مع دعاة الوحدة مع إيران!!!
- صورة -أبو عزرائيل- : تغيّر توازنات الرّعب في العراق
- حول خطة مكافحة الإرهاب في الدنمارك
- عسولة وعيد الحب في النجف!
- فوز حزب سيريزا في اليونان، ردود الافعال وامكانيات القوى الشي ...
- العالم: ما قبل وما بعد- شارلي ايبدو-
- خطاب الحلفي في إستذكار الغموكة: أي أفق شيوعي وماركسي؟
- فضائح الدولة الفضائية!
- -سبايكر- جريمة العصرالعراقي!
- بارانويا النجوم في فلم - شخص تحبه-
- محاكمة ارث الفاشية في العراق، مسؤولية مَن؟


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - شاكر الناصري - أزمة اللاجئين: حكومة اليمين، عار الدنمارك!