أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - اعتذارات هادي العامري














المزيد.....

اعتذارات هادي العامري


شاكر الناصري

الحوار المتمدن-العدد: 5938 - 2018 / 7 / 19 - 13:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من شاهد خطاب هادي العامري، زعيم منظمة بدر، وسمع مجموع الاعتذارات التي قدمها إلى العراقيين، جراء التقصير والإهمال الذي مارسته الطبقة السياسية التي انشغلت بامتيازاتها ومصالحها ومناصبها، على حد قوله، سيعرف أن الهوة العميقة التي تفصل بين جموع الفقراء والمعطلين عن العمل وسكان العشوائيات وضحايا حملات التجهيل الديني والسياسي وصراع الطوائف في العراق، من جهة، وبين الطبقة السياسية الحاكمة وقواها من جهة أخرى، قد أتسعت لدرجة لا يمكن ردمها او تقريب حوافها، وأن الاحتجاجات الأخيرة جاءت لتعلن عن قطيعة صريحة ما بين النظام السياسي القائم وقواه ومليشياته، وبين جموع الشعب الذي لم يجد ما يفعله سوى اعلان الاحتجاجات المطلبية ضد الفقر والبطالة والعطش وانعدام الخدمات، لكنه لم يسلم من الاتهام بالعمالة والاندساس وتهديد العملية السياسية وتقسيم العراق، فكان العنف المسلح والقتل والاعتقالات الواسعة هو رد النظام والمليشيات والأحزاب السياسية التي تحولت إلى عدو يدافع عن فساده ولصوصيته وامتيازاته، الأمر الذي دفع المحتجون لرفع سقف مطالبهم التي باتت تهدد نظام المحاصصة الطائفية القائم في العراق، وتتهم، صراحة وعلناً، القوى السياسية التي فسدت وأفسدت الوضع في العراق وعملت على ممارسة الانتهاكات بحق العراقيين واذلالهم ونهب ثروات الدولة وعوائد النفط. مهاجمة مقرات الأحزاب الحاكمة والمليشيات المسلحة، اتهام صريح لهذه القوى بكل المآسي والأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تعصف بحياة العراقيين وحولتهم إلى قوم من الجياع والمعطلين عن العمل والمشردين في خيام التهجير، حيث يمنع الآلاف من العودة إلى مناطقهم بعد طرد قوى الإرهاب منها، لأسباب طائفية مقصودة.

مهما كانت اعتذارات العامري، ومهما كانت تصريحات زعماء القوى السياسية حول أحقية الملايين المحتجة وشرعية مطالبها، والانتقادات التي توجهها هذه القوى للفساد واللصوصية والامتيازات، فأنها لا تعدو أن تكون سوى محاولات لامتصاص الغضب الشعبي وحرف الاحتجاجات عن مسارها ودفعها لانتظار ما ستسفر عنه إجراءات السلطة وقرارات خلية الأزمة.

المرسوم الجمهوري الذي صدر في السادس عشر من تموز الجاري، والقاضي بإحالة 328 من أعضاء مجلس النواب العراقي الذين انتهت مهام عملهم على التقاعد، يؤكد أن الطبقة السياسية الحاكمة غير معنية بمعاناة العراقيين، ولا باحتجاجاتهم وغضبهم، بل بمصالحها وبفقرات قوانينها ودستور اللصوص المفضوح الذي يريدون من العراقيين أن يحترموا نصوصه وفقراته، مهما كان فقرهم وبؤس أحوالهم.

إن الاحتجاجات الشعبية الواسعة في مدن العراق، هي السبيل الوحيد الذي يجب التمسك به، السبيل الذي أعاد لنا الأمل في خوض مواجهة جدية وحاسمة ضد نظام المحاصصة الطائفية البغيض. ستلجأ قوى السلطة ومليشيات الأحزاب للتهديد والوعيد أو تقديم الاعتذارات على طريقة هادي العامري، وإطلاق الدعوات لإصلاح العملية السياسية التي يرتبط خرابها بالنظام القائم والدستور الذي شرعن للفساد والانقسام الطائفي والعرقي، وسيحاولون الاستعانة بالمؤسسة الدينية وبشخص علي السيستاني، حامي النظام وآس الخراب في العراق، من أجل تهدئة الغضب والاحتجاج، وإيجاد المبررات والذرائع والوقوف على مسافة واحدة من الجميع...الخ، وستلجأ دولة الاحتلال الأمريكي ومؤسساتها الإعلامية وأتباعها للتعتيم على الاحتجاجات وتصويرها كشأن يخص مدينة عراقية واحدة فقط، لكن كل هذا الكذب المحض يجب أن لا ينطلي على المحتجين، ولا يزرع بينهم بوادر التراجع. لقد قدموا تضحيات كبيرة من أجل كرامتهم وحياتهم ومستقبلهم، وأي تراجع سيزيد من بطش السلطة وتعنتها واستفرادها بالعراقيين وإذلالهم...



#شاكر_الناصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! الجزء الثالث
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! - الجزء الثاني
- الإضرابات العمالية في العراق: محاولة للتذكير! - الجزء الأول
- اصلاحات العبادي تتسبب في زيادة الفقر في العراق..!!
- عن محنة رقية وأهلها مع كتاب العلوم!
- سمير صالح الذي عاد من جحيم أقفاص الأسر إلى جحيم العراق!
- -مُجرّد أُنثى- للكاتبة الدنماركية ليزا نورغورد: سيرة امرأة، ...
- هل تُرك مسعود البارزاني وحيداً؟
- صناع الفشل...!
- اليسار العراقي: دعوات التحاور والعمل المشترك، وبلاغ الحوار ا ...
- حرية الرأي والتعبير في ظل نظام المحاصصة الطائفية
- الأول من آيار: نشيد الأمل، ونشيد الموت!
- عن العراق، ونظام المحاصصة الطائفيّة الذي يجب اسقاطه
- الصّحوة الإسلاميّة: السّلطة والطائفيّة
- صرخة رفض
- ديمقراطيّة عالم اليوم!
- تنّورة قصيرة
- أسئلة ما بعد الموصل
- عن الحبّ وأشياء أخرى
- المسكوت عنه: تجنيد المرتزقة في العراق!


المزيد.....




- شاهد ما حدث على الهواء لحظة تفريق مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين ف ...
- احتجاجات الجامعات المؤيدة للفلسطينيين تمتد لجميع أنحاء الولا ...
- تشافي هيرنانديز يتراجع عن استقالته وسيبقى مدربًا لبرشلونة لم ...
- الفلسطينيون يواصلون البحث في المقابر الجماعية في خان يونس وا ...
- حملة تطالب نادي الأهلي المصري لمقاطعة رعاية كوكا كولا
- 3.5 مليار دولار.. ما تفاصيل الاستثمارات القطرية بالحليب الجز ...
- جموح خيول ملكية وسط لندن يؤدي لإصابة 4 أشخاص وحالة هلع بين ا ...
- الكاف يعتبر اتحاد العاصمة الجزائري خاسرا أمام نهضة بركان الم ...
- الكويت توقف منح المصريين تأشيرات العمل إلى إشعار آخر.. ما ال ...
- مهمة بلينكن في الصين ليست سهلة


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر الناصري - اعتذارات هادي العامري