أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - أوردوغان ديكتاتور أم إمبراطور














المزيد.....

أوردوغان ديكتاتور أم إمبراطور


سندس القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 5964 - 2018 / 8 / 15 - 17:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أوردوغان ديكتاتور أم إمبراطور؟

من قعر العاصمة التركية حاليًا، ومركز الدولة العثمانية تاريخيًا، مدينة اسطنبول. يقف رجب طيب أوردوغان ممشوق القامة في مواجهة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وولاياته المتحدة الخمسون في حربٍ اقتصادية ضارية.
سلاح أمريكا القوي هو فرض عقوبات اقتصادية وضرب حصار على الدول التي لا تخنع لها كما شاهدنا في حالة العراق وإيران وكوبا وغيرها من الدول. ها هي تستخدمه ضد تركيا الحليفة استراتيجيًّا. فهل من المحتمل أن تتطور هذه الحرب الإقتصادية إلى حرب أمريكية شاملة كما حدث في العراق، مع دولةٍ طالما كانت حليفة. فتركيا عضو في حزب الناتو وهي كانت في تحالفٍ ثلاثي أمريكي إسرائيلي تركي. كما أنها كانت دولة مرشحة لعضوية الإتحاد الأوروبي لولا الأزمة في قبرص مع اليونان. وتركيا تظل دولة علمانية منذ تأسيس كمال أتاتورك لها، حتى ولو حكمها حزب العدالة والتنمية الإسلامي برئاسة أوردوغان والمقرب من الأخوان. وتركيا تحتوي على عدد لا بأس به من القواعد العسكرية الأمريكية. فهل انتهت بوادر الصداقة الآن وتم الإتيان على أواخر شهر العسل بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية.

منذ دخول أوردوغان السلطة عام 2002 وهو يتخذ مواقف سياسية تتناسب وقناعاته الإسلامية ومبادئ حزبه. وأصبح أوردوغان أشهر رئيس تركي يحتل شاشات التلفاز في العالم العربي وكثيرًا ما تمنى الجمهور العربي أن يحذو رؤساؤنا حذو أوردوغان سواء في الإعلان عن مواقف سياسية جريئة مثله أو الإدلاء بتصريحات صحفية قوية ومتماسكة تعبر عن وجدان الجماهير . وأذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر مواقفه من قضايا اللاجئين السوريين والقضية الفلسطينية والإسلاميين في مصر ودعمه لقطاع غزه ودعمه العسكري لقطر إثر الخلاف مع دول الخليج حول الإرهاب ومسألة طرده للسفير الإسرائيلي الأمر الذي كان يزيد من شعبيته في داخل وخارج تركيا وبالذات في الأوساط العربية اليتيمة التي وجدت في أوردوغان الرجل الذي حمل أصواتها وأوصلها للعالم وتحدث وفعل بما يملي عليه وجدانه ووجدان الجماهير العربية المهمشة من قبل قياداتها. وكونه إسلامي ينطق من مقر الخلافة العثمانية قد يزيد من رومانسية المشهد السياسي، فها هو رجل تركي من دول تاريخها يمتد إلى عهود إسلامية كانت تحكم من البحر إلى المحيط، يؤطر أواصر الدول العربية ولو بأقل الإيمان. ولا ننسى بالطبع شعبية ولا مركزية الإسلام السياسي، ففي كل دولة عربية هناك أحزاب إسلامية ووجود إسلامي شعبي لا يستهان به.

أما المواجهات الكبرى بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس التركي رجب طيب أوردوغان وما ترتب عليها من فرض عقوبات إقتصادية متبادلة وانهيار مروع للعملة التركية، فإنها ستضع كلاً من الولايات المتحدة وتركيا على المحك. نحن لم نعتد أن تنهزم أمريكا ولكن اعتدنا على وجود مواجهات مع أمريكا مثل تلك التي حصلت مع العراق وتسببت في احتلاله ودماره لغاية الآن. ونذكر أيضًا المواجهات بين أمريكا وكوريا الشمالية وهي دولة صغيرة مقارنة بالولايات المتحدة والمتكررة ونذكر أن آخر تصعيد حدث من وقت ليس بالبعيد عندما هددت بيونغ يانغ واشنطن باستخدام النووي. نظريًا يمكن القول إنه باستطاعة تركيا الوقوف في وجه أمريكا لكن على من ستعتمد؟ مثلاً من سيستجيب لدعوات تركيا عدم استخدام الدولار؟ وهل يمكن أن يحل اليورو مكان الدولار؟ هل تراهن تركيا على شعبها في مقاطعتها للمنتجات الأمريكية أم هل ستعتمد على العالمين العربي والإسلامي؟ من سيقف مع تركيا؟ القيادات أم الشعوب العربية والإسلامية؟ أكاد أجزم بوجود شعبية لدى أوردوغان في العالمين العربي والإسلامي لكن ببساطة لا أستطيع الجزم بأنه يمكن التعويل عليها في مواجهة خطرة وتصعيد حاد مع الولايات المتحدة الأمريكية. وبالرغم من كل الإنتقادات الموجهة ضد أوردوغان خاصة من يصفه بأنه ديكتاتور، إلا أنه عصامي وأثبت نفسه مرة تلو أخرى في عالم السياسة. والمواجهة الأخيرة قد تكون الحاسمة والفاصلة.



#سندس_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الإسلام ستر وغطاء على المرأة والمجتمع فعلاً؟
- أنا لست حرة
- المسلمون مسيرون ومخيرون في آن
- الثورة الفلسطينية العظمى
- العلاقة بين المواطن والدولة، الحقوق قبل الواجبات
- لعنة الله على الفيس بوك وأخواته وإخواته
- هل زال مفعول القبلة السحرية بين سلمان وترامب؟
- لماذا تستغرب بريطانيا من العمليات الإنتحارية؟
- هل تظل فلسطين القضية العربية المركزية؟ وهل تحررها هو تحرر ال ...
- شهرزاد العصر تصرخ وامعتصماه: الرحلة الطويلة والشائكة لتحرر ا ...
- حلب: إيش في، في السما؟
- المعلمة الجزائرية مخطئة ومصيبة، أما وزيرة التربية والتعليم ب ...
- على المجتمع والدولة التدخل عندما يضرب الأهالي والمربون الأطف ...
- من الجاني الحقيقي؟ آباء وأمهات من جنس إبليس أم أمثال قاتل أم ...
- كاسك يا وطن: الأردن في شهر
- أبيع الدنيا كلها ولا أبيعك أنت يا فلسطين
- يا حاج يا قاتل حتر، أين تفويضك الإلهي؟
- الثورة السورية خازوق ومقالتي ليست حبًّا في بشار!
- زين كرزون؛ راحت على تركيا سياحة ورجعت على سجن الجويدة سباحة! ...
- اغتيال اليساري ناهض حتر في الأردن


المزيد.....




- صابرين الروح جودة.. وفاة الطفلة المعجزة بعد 4 أيام من ولادته ...
- سفير إيران بأنقرة يلتقي مدير عام مركز أبحاث اقتصاد واجتماع ا ...
- بالفصح اليهودي.. المستوطنون يستبيحون الينابيع والمواقع الأثر ...
- صابرين الروح.. وفاة الرضيعة التي خطفت أنظار العالم بإخراجها ...
- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سندس القيسي - أوردوغان ديكتاتور أم إمبراطور