أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - إلى العراقيين الذين ينامون وارجلهم بالشمس: من ينهب العراق الان؟















المزيد.....

إلى العراقيين الذين ينامون وارجلهم بالشمس: من ينهب العراق الان؟


رياض الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 1499 - 2006 / 3 / 24 - 10:01
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما ذهبت لأول مرة منذ زمن غير بعيد، بعد الحرب الاخيرة على العراق، إلى أعماق منطقة (الحيانية) وهي مدينة شعبية واسعة يطلق عليها (الثورة الصغرى) تيمنا بمدينة الثورة الباسلة المظلومة في بغداد، وجدت ان المدرسة المتوسطة التي هي هدفنا في الزيارة قد وقعت في وسط مستنقعات من المياه والاوحال والبرك المائية العميقة. فركنت سيارتي مسافة بعيدة، وخضنا في المياه كما كان يفعل أجدادنا في الهور. لكنها مياه آسنة لم تعرفها حتى فيتنام في عهد الثورة ضد الأميركان..
وكنت أحسب أني سأجد ثمة مدرسة خربة كما هي مؤسسات العراق كلها طبعا، لكني فوجئت عند الباب بان تلك المدرسة نظيفة أولا وجيدة، وما تزال آثار الصباغ باقية على جدرانها: ليس ثمة حرق ولا تدمير. غريب. والمدرسات في حال تشبه الحالة الطبيعية.. عجيب امور غريب قضية.. كانت حالة نادرة وشاذة وسط حطام عراقي متهالك.
لم اسأل المديرة الفاضلة في تلك المدرسة عن سبب قدومي إلى مدرستها الكائنة وسط مستنقعات قذرة لا حصر لها، بل بادرتها : عجيب أرى مدرستكم على حالها؟! اجابت مبتسمة: كل من يأتي يسألني السؤال نفسه.. المدرسة اثناء الحرب الاخيرة البوشية قام بحمايتها شباب المنطقة فقط .. قلت: نحن نحتاج هؤلاء العراقيين لتعيينهم (وزراء) في دولة العراق الآن!..
ترى من اين لنا في هذه المحنة الكبيرة رجال ونساء قلوبهم على وطنهم، يحمون مؤسساته، ويصونون ثرواته؟ هل ثمة رغبة عامة؟ هل ثمة امل؟ ام أننا سنجلس في "مقهى المعقدين" في شارع الرشيد ثانية. هل فرغ العراق من المخلصين الوطنيين؟ الا يوجد فيه إلا سياسيي الطائفة والقومية و(الجيبية): المصطلح الاخير من (نحتي) فلا يسرقنه احد مني ..سياسيو (الجيبية) نزعة جديدة متعالية على العرق والطائفة قليلا وإن أستخدمتهما كثيرا على نحو مقزز؛ اولئك ممن يضعون في جيوبهم فقط..( حمل وأشلع) ممن يملأون بطونهم بالمال العام ويغادرون.. طبعا، وكما يقول المثل العراقي الدارج: لا سائل ولا مندعي( = مدّعي).
والجماعة للحقيقة لا علاقة لهم بالقومية ولا بالعرقية ولا حتى بالطائفية: هذه شعارات للضحك على ذقون العراقيين. فقبل أشهر تظاهر أهل السماوة للمطالبة بتوفير العمل فما كان من(الربع النشامى) إلا ان واجهوا المتظاهرين بالرصاص غير المطاطي، القاتل والحي، وكذلك فعلوا بشباب الناصرية أيضا، واليوم يفعلون الشيء نفسه بشباب حلبجة المظلومة المقتولة، فاطلقوا النار على المتظاهرين وقتلوا عراقيا وجرحوا أكثر من عشرة برصاص (فدرالي) غير مطاط هذه المرة أيضا..
لماذا يدفع العراقيون ثمن ذلك؟
لماذا يطلق النار على شباب حلبجة؟ ألأنهم طالبوا بالعمل وبعض الخدمات؟ الانهم أرادوا من السادة الذين (أنتخبوهم) ان يسألوهم ولو مرة في العام عن احتياجات المنطقة التي ابادها صدام؟ هل رأيتم أيها السادة من حكام الشمال لم احرق المتظاهرون متحف ونصب حلبجة؟ السبب: لأنكم تاجرتم بقضية حلبجة الإنسانية بما يكفي ولم تقدموا للشعب حلبجة شيئا مهما يغير حياتهم، أليس كذلك؟
وأولئك العرقيون هم هم من ادخل العراقيين الكرد في حرب اهلية لامبرر لها - ولأول مرة في تاريخ العراق الحديث- عامي 1994-1996 حتى جاء صدام بعسكره إلى أربيل.. والقصة معروفة بعد ذلك.. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن دائما: لماذا ضرب صدام حلبجة بالكيمياوي؟ ما (المشكلة) الموجودة في تلك المنطقة بالذات؟!! والجواب يكمن في السبب (القوي جدا) الذي جعل واحدا من أكبر زعماء الكرد السيد مسعود البرزاني اللجؤ إلى صدام.. وحتى هنا يكفي من الإشارات ..
اولئك الذين يحسبهم البعض أنهم يدافعون عن الأعراق والطوائف والأشكال والارناك، وما يعرف (بمكونات) الشعب العراقي هم يدافعون عن نهبهم وحرمنتهم ومصالحهم التي أرتبطت بمصالح المحتل الاميركي.
يؤكد المؤرخون السياسيون المعاصرون في التاريخ الأستعماري الجديد لما بعد الحرب الباردة 1945- 1991 أن ليس ثمة بلد ثري كالعراق قد تعرض إلى النهب الأقتصادي المنظم والكبير لثرواته الطبيعية من جهات كثيرة مثلما هو بلد قد تعرض إلى سحق هائل لثرواته البشرية لم يشهده اي شعب بعدد سكانه المتواضع في القرن العشرين.. كما انه في الوقت نفسه لم تصدر عن ابناءه إلا صرخات استغاثة هنا او هناك.. صرخات ربما تكون مكتومة من كتاب غير عراقيين؛ هم من كان اكثر حرصا على إماطة اللثام عن هذه الحقائق المروعة. اما العراقيون بما فيهم (كتابهم الموجودون الآن او الذين أعلنوا عن أستقالتهم) هم القلة القلة القليلة.. و أعلامييهم - الكثرة الكاثرة هذه الايام- لم يقولوا إلا النزر القليل بشان عمليات الشفط واللفط والنط إلى البلدان التي منحتهم الجنسيات.. فلم يفضحوا السراق من كلّ لون، ومن كل حدب، ومن كلّ صوب، وتابعيتهم إلى أية ميليشيا. لكن يوم الفضح ما هو ببعيد إن شمر العراقيون عن عقولهم قبل سواعدهم و بعد ان يزيح أبناء الأمة العراقية الغبار التاريخي اللعين عن جباههم وعيونهم بما يوضح للعراقيين حجم الكارثة التي تجلس بأنتظارهم( عفيه شعب يطلع من مطيسه يطب بخيسه!) وأن بعض اولئك يعملون على سرقة العراق في الظهر الاحمر!
وسراق (الظهر الاحمر) لا احد يجادلهم، ولا أحد يواجههم، بل لا احد يشير إليهم إلا نادرا لأنهم (سراكيل) و ( آغوات) الاميركان، ومحاسيب العم (أبو سامي) الوردة! الذي (حررنا) من حرامية العوجة وادخلنا في جيب حرامية الموجة... فماذا تريدون ايها العراقيون؟ هللوا( هاللويا!) لحرامية ذهبوا وحرامية جاءوا، حرامية رحلوا وحرامية دخلوا، والعراق على درب الديمقراطية بإذن الله وامريكا!
وإليكم أيها العراقيون النائمون بالضحى، (المسطورون)، ما يأتي ( أغاتي مو الشمس وصلت للخشم: د..أكعد عاد!):
• من الانفاق ( الحكومي) لسلطة الاحتلال المباشر ( غارنر+ بريمر) لمدة 14 شهرا صرفت من مال العراق البترولية (3و11 ) مليار دولار من سلطة الائتلاف (CPA) اختفت 7-8 مليار دولار ولا احد يعرف أبواب صرفها حتى الوقت الحاضر إلا بريمر ومساعديه. هذه اكبر عملية احتيال رسمية بعد عملية الصفقة العراقية الخاصة بالجيش العراقي التي ازكمت رائحتها الانوف وسكت عنها.. ولا ادري ماذا يفعل السيد راضي الراضي رئيس لجنة النزاهة ، هل يحرر المذكرات للقضاء فقط؟؟؟
• في المدة 2003- 2004 أعطيت 80% من عقود العراق إلى الشركات الاميركية بلا تنافس وللمدة من نيسان 2003 وحتى نيسان 2004 إلى شركات مفضلة ومختارة يعمل فيها مستشارين من إدارة الاحتلال نفسه. لكي يتخذ شكل النهب الصفة الرسمية ويحبك جيدا.
• من المهازل الكبيرة في عمليات النهب للمال العراقي على سبيل المثال لا الحصر: ان (37) عقدا كلفت العراق مئات الملايين من الدولارات لم يجد لها أي اصل في الواقع. ولم يجر اي تحقيق في ذلك. ومن المهازل الاشد وقعا أيضا: أن (794) مليون باون أي اكثر من (850) مليون دولار سلمت إلى (السلطة الاقليمية) في شمال العراق ودخلت تحت بند مدفوعات بالتحويل.. والسلطات الكردية تقول: المال لم يصرف لها، وقوى الاحتلال تقول صرفنا، وبين هذا وذاك ضاعت فلوسك يا صابر!
• ثمة مافيا لتهريب النفط العراقي عبر موانيء البصرة تشترك فيها سلطات الاحتلال البريطاني والميليشيات المحلية وقوى اقليمية، وهي قضية تهريب يومية واضحة كالشمس، لكن السؤال: هل حقيقة ان الحكومة العراقية الحالية لا تستطيع ان تتخذ أجراءات لمنع التهريب؟ وهل تعجز قوات الاحتلال عن ذلك؟ طبعا الجميع يستطيع منع التهريب لو امتلكوا الإرادة .. لكنه مستمر لأن (الجميع) لهم حصة فيه وليس ثمة تفسير آخر..
• اجبر الأستيراد غير المنظم على توقف (25) ألف عمل تجاري على التوقف مما زاد من حالة البطالة في البلاد وبعثرة للراسمال الوطني.
• ثمة محاولات محمومة لخصخصة النسبة القليلة من المشاريع الحكومية ذات المساس المباشر بحياة الناس اليومية مما يصعب من الحياة الاقتصادية اليومية لدى قطاعات الشعب من الفقراء والمعدمين والمهمشين.
• من الملاحظ ان أعضاء الجمعية الوطنية المنتخبة المؤقتة الذين منحوا راتبا تقاعديا بالدولار مقابل اقل خدمة للدولة في تاريخ الخدمة المدنية العراقي، انهم لم يتطرقوا رسميا إلى مستوى معالجة الفساد الإداري والمالي والنهب المنظم للمال العام في العراق على مدى المدة التي خدموا فيها وبما يكفل زحزحة العراق عن موقعه الاول في احدث تقرير دولي عن الفساد المالي والإداري في العالم.
عندما خرجنا من المدرسة المتوسطة وجدنا ان الشعب إذا ما تكاتف يمكنه في احلك الظروف من معالجة مشكلاته على اختلاف انواعها ومهما كانت كبيرة او مستعصية. بيد ان السؤال الضروري دائما: هل يمتلك الشعب العراقي القدرة على المواجهة لتلك التحديات الخطيرة التي تهدد وجوده وكيانه السياسي يوميا؟ هل تسيطيع الامة العراقية ان تفرز نخبا علمية وسياسية ومدنية وعسكرية لمعالجة مشكلاتها المزمنة؟ ليس ثمة امل واضح في الافق حتى هذا اليوم.. اننا نحتاج إلى (روحية) اولئك الشباب الذين حموا مدرسة منطقتهم من السرقة حقيقة قبل أي تنظير..مهم او غير مهم.
ويا أيها النائمون اعطسوا اعطسوا يرحمكم الله لأن الشمس صارت في قلب السماء. استيقظوا قبل ان تسحلوا من أقدامكم إلى مزابل المدن.



#رياض_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرأي العام في العراق الآن
- الإعلان الرسمي للحرب الاهلية في العراق
- الكتاب المستقلون العراقيون.. لماذا؟ وإلى أين؟
- ميكروسكوب عراقي- عراق الداخل
- بيان إلى (بلابل جنجون
- الاواني المستطرقة
- أدب الحرب العراقي:كتابات إنسانية ام اكذوبة حكومية؟
- دراسات في الفكر الوطني
- الأوتجية واللوكية
- سياسات دمقرطة الشرق الإسلامي،طروحات الولايات المتحدة حول (ال ...
- شعارات القطيع الاسمنتية - سياسات إفراغ المحتوى الإنساني- الع ...
- توماس فريدمان: قناعاتنا الأميركية بازاء عالم متغيّر
- الأغلبية الصمتة في العراق دراسة سياية وميدانية
- قراءة في كتاب ( علي ومناوئوه) المنهجيتان العلمية والتقليدية
- الليبراليون العراقيون: طريق غير ممهّدة وسير متعثر
- تكرار فولتير،دراسة أولية في النظرية الأجتماعية الوردية


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رياض الأسدي - إلى العراقيين الذين ينامون وارجلهم بالشمس: من ينهب العراق الان؟