أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - قانون الأحزان السوري أو قوننة العبودية














المزيد.....

قانون الأحزان السوري أو قوننة العبودية


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1499 - 2006 / 3 / 24 - 11:38
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    



هل يمكن لعقل استبدادي متشبّث بالماضي الأسود أن ينتج قانوناً عصرياً يخدم الناس و يعبّر عن تطلعاتهم و آمالهم ؟ مناسبة هذا السؤال هو قانون الأحزاب الذي أعلن عن مشروع مسودته المقدمة من لجنة من حزب البعث . الملاحظ جيداً أن عقلية التقييد و الأحتواء و السيطرة و دسّ الأنف في كل شيء و القبض على أدق التفاصيل تسود هذا القانون , لكأنه قانون رعب تفوح منه عفونة العصور الوسطى , عفونة سجن المزة و تدمر و سائر المعتقلات السورية سيئة الصيت , قانون خارج للتو من بين أصابع محاكم التفتيش , ممنوع فيه كل شيء , المسموح شيء واحد : عبادة نظام المافيا و تكريس الحزب الأزلي الحاكم , ليصبح حزب سوريا الوحيد إلى الأبد.
يتساءل المرء أيضاً عن هوية و نفسية واضعي هذا القانون ؟
إنهم يخافون الضوء , يخافون الحق و الحقيقة ,يرفضون بعناد أطفال أن يتخلّوا عن ممتلكاتهم و حدودها التي هي الشعب كله, سورية كلها , بعناد مرضى يرفضون التخلي عن أمراضهم التي تكيفوا معها و صارت جزءً حميماً منهم ,نفسية بشر أنانيين يريدون البقاء في العتمة , في الطمأنينة الخادعة حيث السلام الزائف و الأستقرار و السكون الحجري .
قانون المستنقعات :
ما جاشت به عقول و أفئدة المشرّعين في اللجنة البعثية في مجلس الشعب ليس قانون أحزاب بالتأكيد لكنه قانون أحزان لتشريع البكاء و اللطم و شدّ الشعر و نتف الشوارب , قانون إبقاء عصر الديكتاتورية و المافيات الفئوية و عبادة العصر الحجري الجديد في سورية إلى الأبد .
يبدو أن واضعي مسودة القانون يعانون من رهاب تجاه كل ما هو سوري أو واقعي, مجموعة خارجة من عقلية فاشية ... أو خدمت سابقاً في فرع مخابرات مازال أفراده يعتقدون أنهم محور الوجود و أرضهم ثابتة والبشرية كلها و الكواكب تدور حولها, و أن الحزب العقائدي سيحرّر فلسطين و أن البشرية كلها تريد رضى بلد الصمود و التصدي التي تتحطّم عنده مؤامرات الصهيونية و الأمبريالية و الرجعية العربية .....و أن أفضل طريقة لتحرير الأراضي العربية المحتلة هي في حشر الشعب السوري في الزاوية كما اعتادوا على حشر أطفال سورية في منظمة طلائع البعث لمؤسسها و صاحبها الرفيق أحمد أبو موسى حيث يردّد الأطفال الشعار الصباحي و الصفقة الطلائعية و ما جادت به على العالم منظمات الطلائع و الشبيبة السوفيتية المغفور لها من تدجين و مسخ و تشويه لعقل الأطفال و الشبيبة يعجز عنه غوبلز و النازيون , فأفضل و أسهل و أرخص طريقة لصناعة الرجال الممسوخين و المدجّنين هو حشرهم في منظمات العقل الحزبي المغلق ستاليني الجذور طالباني الفروع , إنه خصي شعب كامل منذ الصغر ليستطيع جهابذة الحزب الأبدي منحهم مسودة قانون أحزاب يكرّس ما تمّ تعليمه لأطفال و شبيية سورية الأمس الذين صاروا رجال الوطن الواعد .
أيها الجهابذة كيف أمكنكم صناعة هذا القانون - القاموس , قاموس رعب , هذه التشريعات و البنود التي يبدو أنها لم تخرج من عقولكم لكن من أمعائكم ..... أجل فليس ما صنعتموه سوى خراء كبير , ليس سوى لعنة , ليس سوى شهادة صادقة عن انحطاطكم الأدبي الأبدي , شهادة ستلاحقكم أبداً لتلعنوا من شعب كامل , لا ترونه , لا تسمعون أنينه المكتوم , مع أنكم تسمعون دبيب النمل , فأمثالكم جُهّزوا بكواتم للضمير .
أجل هنا يوجد شعب .. لم و لا تعترفوا به ... و أفعالكم تقول أنكم ستحيلونه إلى مجموعة طوائف كما فعل رفيقكم في بغداد , فاسرائيل لا يرضيها أن يكون من حولها شعوب لكن طوائف , لا يرضيها أن يكون حولها ديمقراطيات لكن صمت مطبق أو انفجارات طائفية .
و تسألون لماذا لا تناقش هذه المسودة- القانون ؟.. أيها الأعزاء هذه المسودة سوداء لدرجة أنه لا يظهر منها شيء سوى العتم سوى الليل سوى الُظلمة , هذا ليس قانون إنها تعليمات صنعها مجانين لاستعباد شعب كامل بشكل قاوني ممنهج , لقوننة الأستبداد و التخلّف و الموت المبرمج , قانون عقوبات وضع بأسوأ النوايا الممكنة تجاه شعب ينتمي إلى الإنسانية كما نعتقد و بلد عربي عضو في الجامعة العربية و عضو في الأمم المتحدة , قانون وضع ضد بشر لا يعتقد المشرّع بالتأكيد أنهم من هذا العالم , لقد أتعب المشرّعون أنفسهم و أرهقوا أذهانهم حتى أخرجوا لنا هذه التحفة النفيسة , و كان بإمكانهم أن يختصروا و يريحوا أنفسهم بأن يقولوا للشعب السوري بأمه و أبيه عن بكرة أبيه : " تكتفوا و ارجعوا لورا ".
هل الأعداء من يضعون لنا قوانيننا؟ لو كنا نحتلّ بلداً في أواسط أفريقيا لوضعتم له قانوناً أكثر رحمة , أم أننا لا نستأهل أن يوضع لنا قانون بمستوى قبيلة أفريقية من أكلة لحوم البشر ؟!! هل نصدق بعد ذلك أنكم من هذا الكوكب أم أنكم قدمتم من الفضاء لتخريب البلد بحسن نيّة ؟! وحدها أفلام الخيال العلمي الأمريكية يمكن أن تفسّر لنا لغز هكذا قانون و هكذا مقوننين للعبودية الجديدة ؟!



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخوف من البديل السياسي في سورية ...الأسلاميون يشاركون في ال ...
- تقديس النص إلغاء الواقع
- أي مستقبل سياسي للأسلاميين في سورية ؟
- الأمريكيون و وصول الأسلاميين إلى السلطة في المنطقة
- القاتل شرقي حقود أو غربي خبيث *
- هل يخسر لبنان مستقبلهم مقابل رضى -سورية -
- خطر القومية العربية على سورية -2من2 نظرية قومية لسورية تطابق ...
- خطر القومية العربية على سورية... اللسان- الحرية -1-
- الأنظمة العربية والدخول إلى العصر
- إلغاء وزارة الإعلام أو إصلاح مئة ألف فاسد ؟!
- برسم الديمقراطيين و الليبراليين العرب: تلازم الديمقراطي و ال ...
- عن الزعيم الخالد و سور الصين والسيارات آن الهلاك فليأت هولاك ...
- لقطات من أعتصام سلمي أمام محكمة أمن الدولة بدمشق
- إلغاء وزارة الإعلام ...الخطوة الأولى للمشروع الإعلامي السوري ...
- هل عاد وباء المظاهرات - العفوية - بالقوة؟
- سوء فهم تاريخي للمرأة , أم سوء نيّة ؟! --- مئة فكرة و فكرة ع ...
- معالي الوزير.... أرجوك .. أصمت ؟!--- الإعلام في نظام حديدي م ...
- سورية........ مجتمع الخوف و تضليل -الإعلام- السوري ......... ...
- سورية وطن نهائي لكل السوريين -2-ملاحظات على مشروع حزب يكيتي ...
- -سورية * وطن نهائي لكل السوريين -1 -حول أكراد سورية و الهوية ...


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - قانون الأحزان السوري أو قوننة العبودية