أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - القضية الفلسلطنية في الفيلم اللبناني -القضية ( 23 )















المزيد.....

القضية الفلسلطنية في الفيلم اللبناني -القضية ( 23 )


علي المسعود
(Ali Al- Masoud)


الحوار المتمدن-العدد: 5914 - 2018 / 6 / 25 - 19:59
المحور: الادب والفن
    


القضية الفلسلطنية في الفيلم اللبناني "القضية ( 23 )

علي المسعود

القضية الفلـسطينية باعتبارهـا القـضية المركزيـة للأمـة العربيـة، و القضية الراهنة والملحة و المغمسة بأسئلتها الدائمة بحاجة فعلية للسينما و التي هي وسيلة من وسائل الاتصال الجماهيري، بل وبحاجة لتعامل جاد وشامل معها ، فالسينما تستطيع أن تطرح واقـع القـضية الفلسطنية وتحلّل ظروفها، وتعالج جوانبها المختلفة، ويمكن لها أن تنقل صـوت الانسان الفلسطيني المقاوم إلى جميع شعوب العالم،و كذالك تستطيع السينما توثيق معاناة الشعب الفلسطيني و كذالك فضح الممارسات اللانسانية بحق الناس العزٌل من قبل الاحتلال الاسرائيلي و لأن السينما تستطيع ان تقفز فـوق حـواجز اللغـة ويمكن لها أن تعيد صياغة المواقف العالمي تجاهها.كما أن لغة السينما والفن والثقافة هي الأقوى في ايصال صوت الانسان الفلسطيني المقاوم، فنحن الأن في عصر الصورة والتكنولوجيا، وكلها أشياء تنقل للعالم صورة الواقع الذي يعيشه الفلسطنيين وبالتالي تصب لصالح القضية الفلسطينية . السينما لنا (نحن العرب) مهمة جدا لعرض قضيتنا وهي قضية الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي على المكان والهوية والتاريخ وكلها أشياء لا يوجد شيء يعبر عنها أقوى من السينما، والعالم لن يستطيع أن يفهم ويعرف أشياء كثيرة عن الفلسطنيين وقضيتهم مع الاحتلال سواء سياسيا أو اجتماعيا وعن المجتمع والحياة والعادات التقاليد والجغرافيا وغيرها بدون السينما.
يقول الناقد الفرنسي سيرج لوبيرون: “إن السينما جزء لا يتجزأ من الذاكرة الفلسطينية، ذاكرة انفجرت في الزمان والمكان شظايا صغيرة، قطعا من أفلام ومن صور وأصوات محفوظة في علب يصعب التعرف عليها، تجب إعادة تجميعها وتصنيفها وحفظها، لأنها برهان على وجود له ماض وعلامة وهوية وتاريخ بحد ذاته".
فالسينما تستطيع دائماً القيام بمهمة طرح مواضيع القـضية العربية، وأسئلتها، بجرأة وعمق!.. وتستطيع بالصورة (الصورة التي تـساوي عـشرة آلاف كلمة) نقل الحقائق مهما كانت مريرة و ومفجعة، ومهمـا كانـت كارثيـة الإيقاع.. والقضية الفلسطينية تحتاج دائماً للسينما، على الأقل من أجل تكـوين رأي عام، ومن أجل خدمة الأهداف العليا، وعن طريق نقل واقع حال الانسان الفلسطيني في الداخل و الخارج , إن الصراع العربي - الإسرائيلي ليس فقط داخلي، وإنما صراع على الرأي ونقله إلى العالم والرأي العام الدولي، ولذا فالرهان على الخارج، والسينما لها دور مهم في ذلك . وعلى الجانب الاخر يمكن ان تكشف الكاميرا الكثير من المفردات في حياة اللاجئين الفلسطينين والتي تستطيع السينما بالصورة و العين الفاحصة أن تبين للعالم كفاح هؤلاء الشريحة من البشر والذين حرموا من ديارهم وشردوا وهم لازالوا يكافحون من أجل الصمود والبقاء بالرغم ما يواجهون من قسوة و ووجع واذا دارت الكاميرا وكشفت لنا واقع حال المخيمات ومعاناة اللاجئين وفضح وحشية و قسوة الاحتلال الاسرائيلي فتكون رسالة السينما قد وصلت الى كل العالم .
في فيلم ( القضية 23) تناقش القضية الفسطينة من خلال منظورآخر وهو واقع اللاجئ الفلسطيني في البلدان العربية ومن خلال الفيلم الذي يحكي الاحداث المشتركة بين اللبنانيين والفلسطينيين , الفيلم من بطولة كامل الباشا وعادل كرم ودياموند بو عبود وريتا حايك وطلال جوردي وجوليا قصار و كريستين شويري، وهو من تأليف جويل توما بالاشتراك مع مخرجه زياد دويري وفاز بطل الفيلم الفلسطيني كامل الباشا بجائزة أفضل ممثل بمهرجان فينسيا، فيما فاز بجائزة نجمة مهرجان الجونة الفضية . كما أن الفيلم نافس على جائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم أجنبي، و قد لقى ردود فعل إيجابية، ناهيك عن أن كامل الباشا نفسه حاز على جائزة أفضل ممثل في مهرجان فينيسيا الدولي. يبدأ الفيلم بمشادة حادة تقع بين طوني (يؤدي دوره عادل كرم) المسيحي اليميني وياسر (كامل الباشا اللاجئ الفلسطيني المسلم المقيم في لبنان في أحد أحياء بيروت وتتحول إلى قضية رأي عام وتقود الرجلين إلى مواجهة في المحكمة , وفيما تنكأ وقائع المحاكمة جراح الرجلين وتكشف الصدمات التي
التي تعرضا لها يؤدي التضخيم الإعلامي للقضية إلى وضع لبنان على شفير انفجار اجتماعي، مما يدفع بطوني وياسر إلى إعادة النظر في أفكارهما المسبقة ومسيرة حياتهما.
قصة الفيلم بسيطة في البداية وتبدأ بهبوط المياه من مزراب طوني (عادل كرم)، الذي يسقي زريعته على البلكون، فوق رأس ياسر (كامل الباشا)، في فترة إشرافه على ورشات التأهيل العمراني في الحي . بهذه الحادثة، يندلع الصراع بين شخصيتي، المسيحي والفلسطيني، وبعد هذه الحادثة، تنتقل القصة على وتيرة واحدة، ذاهبةً من التطور الدرامي على أساس سبب ونتيجة إلى المبالغة في تعقيد الحبكة وجعلها مفرطة في تخييلها إلى درجة غريبة. كان لطوني نصيب كبير من الحوار، بينما كانت شخصية ياسر تلتزم الصمت وهو ما أداه ببراعة الفلسطيني كامل الباشا. كان صمته بكل هذا الاحتقان الغاضب تكثيفا جميلا ومبهرا وحزينا لمأساة الفلسطيني، بذات الوقت الذي كانت تحولات طوني الانفعالية تعبيرا صارخا عن تشظي في الروح. يجد طوني، المسيحي في ياسر رمزا لكل ما خلفته الذاكرة بكل قسوة في روحه من ذكريات الهجرة البشعة من الدامور ذات يوم، فيتمنى لو أن شارون محا الفلسطينيين بالكامل وهذه الكلمة تجرح المهندس الفلسطيني فيردها بضربة موجعة لطوني بعد هذه الحادثة يطلب طوني اعتذارا من المهندس الفلسطيني، وحين يستعصي الاعتذار تتصاعد القضية
إلى دعوى في المحكمة، وهنا تبدأ المحاكمة، وتنتهي إلى محاكمة خارجة عن سيطرة طوني وياسر، محاكمة تاريخ وذاكرة جمعية منقسمة ومتشظية.
يطرح زياد دويري في هذا الفيلم، وفي سرديته الأنيقة والذكية جدا، معضلة الاعتذار، لا في الاعتذار المنتظر من ياسر لطوني وحسب، بل في اعتذار الجميع للجميع عن كل شيء .
لقد اعتذر ياسر الفلسطيني في النهاية، وقد تلقى ضربة مماثلة للضربة التي وجهها لطوني في بداية الفيلم على ضلعه، وحين تساوى الوجع لديهما، حين انكسر شيء ما بداخلهما بالتساوي والتعادل، قدم الفلسطيني اعتذاره وانسحب , اعتذر ياسر لطوني، ولم يعد بالإمكان إطفاء النار خلفهما والتي لاتزال تحمل تحت رمادها جذوات اشتعال محتملة , الفيلم يسلط الضوء في موضوع الصراع المسيحي - الفلسطيني من خلال طبائع طوني وياسر، ومن خلال ملاسنتهما وتعاركهما، ومن خلال كيفيات تفاعلهما مع الأزمة الموجودة بينهما. وإلى جانب هذه القصة هناك خط موازي للقصة الاساسية ، يتضمن تسليطاً الضوء على للسلطات السياسية والحقوقية وبشكل نقد لاذع ، تلك السلطة التي يجسدها "النائب" والمحامي المغتر بذكائه وجدي وهبي (كميل سلامة)، الذي يدافع عن طوني، بالإضافة إلى ابنته (ديامان بوعبود)، التي تتحداه، مدافعةً عن ياسر، قبل أن ترتد إليه في وقت تهديد سلامته. ويتحول الخلاف الصغير بين الرجلين الى مواجهة كبيرة في المحكمة تتطور الى قضية وطنية تفتح ملفات الحرب الاهلية المثيرة للجدل بلغة سينمائية جميلة ومتماسكة.شبه تأريخي، عبر استعادة أيلول الأسود ومجزرة الدامور.
فيلم "قضية رقم 23" يبحث بين أمور عدة أخرى، في ضرورة المصالحة مع الذات و المصالحة مع الآخر والتي لا تكتمل من دون المصالحة مع الذات. والفيلم الذي يعتبر الأول لبنانيا المنتمي إلى أفلام محاكاة الماضي و محاكمته والذي يحمل أيضا جرعات من ألأمل والمشاعر ألأيجابية والفيلم يتضمن
مشاهد لا تخلو من الطرافة على الرغم من تناوله قضايا شائكة. ويشرح مخرج الفيلم الدويري “اخترت هذا النوع من أفلام المحاكمة لأقول أن الفيلم هو مسألة نفسية قانونية، والمحكمة هنا وسيلة لنصل إلى المصالحة الذاتية والوطنية".
الفيلم الذي يحلل بذكاء ونضج سوسيولوجي ونفسي الانقسام السياسي والطائفي في البلاد و الفيلم برأي مميز من ناحية التصوير السينمائي، الألوان، الإضاءة، المشاهد القوية، الصوت، التمثيل وقد
فاز الممثل الباشا بجائزة أفضل ممثل في مهرجان البندقية السينمائي.
وفي الاخير الفيلم "يفتح نافذة ضرورية نطل منها على فصول من الذاكرة اللبنانية والتي كانت بمثابة خطوط حمراء من الصعب تناولها وطرح أسئلتها،لانها تكشف الكثير من الملفات من تاريخ العلاقة و الاحداث المشتركة بين اللبنانيين والفلسطينيين.

علي المسعود
المملكة المتحدة



#علي_المسعود (هاشتاغ)       Ali_Al-_Masoud#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراما السورية في 2018 مرآة للواقع السوري وإنعكاساته !!
- فيلم المخرج الايراني محسن مخملباف ( ألرئيس ) نقد العنف أكثر ...
- وطني ليسَ حقيبة وأنا لستُ مسافر --
- هل العراق لا يحب مبدعيه؟ ولماذا ساسة العراق يتنكرون لأصحاب ا ...
- ببياض الوجوه و الايدي ...يحتفل الشيوعون العراقيين بعيدهم الر ...
- لنجعل من -أكيتو - العام الجديد ورأس السنة البابلية و الاشوري ...
- الهجمة على الفكر التقدمي اليساري والمحاولة فى تشويه سمعة رجا ...
- هل لدينا هكذا برلمان وبرلمانيين يحترمون منتخبيهم ويحبون وطنه ...
- (غابة البلوط ) توثيق لمأساة وطن
- كذبة اديث بياف في ( الحياة الوردية )
- رواية (رماد شجرة النبق ) حكاية التشردالعراقي..
- فيلم ( انا دانييل بليك ) صرخة في وجه الروتين و البيروقراطية
- حين يكون الحزن شهيا كالرغيف
- فيلم ( بعد الصورة ) أو افتر إيماج للمخرج أندريه فايدا أدانة ...
- حلم مكسور
- كتابٌ : “اندماج العراقيين في المجتمع السويدي بين الأنين والح ...
- -الذين لا يتقنون الحب، هم الذين يصنعون الحروب-
- من يلتفت الى المبدع العراقي و ينصفة ؟؟؟؟
- رواية -عقيق النوارس- - إنعكاس للمشهد العراقي بعد عام 2003
- رواية ( صورة في ماء ساكن ) استعادة لنصف قرن من تاريخ العراق ...


المزيد.....




- “نزلها الان” تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 2024 لمشاه ...
- مشاهير الموضة والموسيقى والسينما.. في مهرجان ميت غالا حمل عن ...
- متحف -للنساء فقط- يتحول إلى مرحاض لـ-إبعاد الرجال-
- إيران تقيم مهرجان -أسبوع اللغة الروسية-
- مِنَ الخَاصِرَة -
- ماذا قالت الممثلة الإباحية ستورمي دانيالز بشهادتها ضد ترامب؟ ...
- فيلم وندوة عن القضية الفلسطينية
- شجرة زيتون المهراس المعمر.. سفير جديد للأردن بانتظار الانضما ...
- -نبض الريشة-.. -رواق عالية للفنون- بسلطنة عمان يستضيف معرضا ...
- فيديو.. الممثل ستيفن سيغال في استقبال ضيوف حفل تنصيب بوتين


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي المسعود - القضية الفلسلطنية في الفيلم اللبناني -القضية ( 23 )