أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - كتابة على صليب وطن














المزيد.....

كتابة على صليب وطن


خلدون جاويد

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 11:36
المحور: الادب والفن
    


* عراق الشهداء

جاورتكَ في الظل ونادمتكَ في التذكار
سهِرتُ على بابك مثلَ مطلقة ٍ
فوقَ وصيدِك لملمتُ الأيتامَ
فهل يحترقُ العمرُ على أجل ٍ غير ِ مُسَمّى ؟
مثل الموقدِ جائعة ٌروحي لأريجكَ
هل يحترق العمر ولم تتدفأ بجليدك ناري
أتنام من الجوع صغاري ؟
وهل يتطايرُ كالأوراق حنيني
اذ تجهشُ كلّ ُمساماتي بالحنظل
إذ مثل لفافة تبغ ٍ يحترق الصبرُ
وتستشهد كلّ ُالكلمات على قدميك
وتصدأ أوتاري
ياوطنا ً لايبصرُ أبعدَ من قدّاحة ِ عينيه
ياوطنا ً يلعب بالنار ِ
وأظافره بشرايين القلب ....
ياوطنا ً لايبصر !! بل لايبزغ ُ
الاّ من عينيه شروقُ الشمس ِ
من أوقدَ كلّ َ فوانيس ِ مدينتِنا
بجماجم أطفالْ ؟
ياوطني أكثرُ من أرغفة الخبز
وجوهُ الشهداء !
ياوطني
من علّمك الكلمات ِالملغومة ِ
بالدمّ وبالفتنة ْ؟
من مزق مصحفَ وجهِك في المحنة ْ ؟
ولمن ترقص مبتهجا بخلاخيل دماءْ ؟
ياذا القمرين ويامن تقبع في الظلماءْ
وياذا النهرين ويامن تبحث
عن قطرة ماءْ !
يكفيك جفاءً
وعزاء ً
وثيابا ً سوداءْ ...

* وطن

وطن ٌ أهوي كسماء ٍ بين يديه
ويدفعُ بي
وطنٌ للفقراء صليبٌ من نار ٍ
وطن بملايين الرشاشات يسير
الى قلبي
وطن ٌ بادلني حضنَ الأ ُمّ ِ بخندقْ
وطن وضع الفوهة مابين فمي والمصحفْ
وطن نهرُ دماء ٍ وغبار
وطن ٌ يغتال ظلالي لو حلمت
بقطار العودة ْ
وطن أرضعني الموت
وعلمني أن أتجسّد في وردة ْ
وطن ٌ يطفو بجماجمه في نهر الناسْ
وطن الوسواس الخناسْ
وطن أوحال ٌ فوق عباءآت النسوة ْ
وطن ٌ معتوه ٌ يضحك خلفَ جنازة ِ أبنائهْ
وطن يحلم بالنصر المهزوم
المكلوم الخائبْ
وطن ٌ غيّبني
جرجرني في البرد الى قارعة البلوى
وطن يحشو بشفاه الأطفال
رصاصا ً لاحلوى
وطن سد ّ على وجهي الباب
وقال حزينا ً :
مُت ْ أو سافر !
هل هذا وطن ٌ أم غصّة ْ ؟.

* عراق على صليب

صاح من قمة الصليب :
" أبتي ....
لماذا تخلّيتَ عني "
كانت جدائلُ من دمِه تتهاوى
خيوط ٌ من الوَهَج القرمزيّ ِتسيلُ
جداولُ من شفق ٍ دافئ ٍ
ودموعٌ من الجمر ِتهطلُ ....
كان العقيقُ
يلطّخ قامته بدماء الأصيلْ
ويقطر من تحت رجليه بستان رمّانْ ...
كل الطيور ارتأتْ أن تنامَ
على صدره الدافئ الثقيلْ
وكل الغيوم تمرّغ ُأحلامَها فوق كتفيه
لماذا غفت نجمة الكبرياء
على الأبنوس الأصيلْ
ألا تستحي جُلجُلة ْ ؟
من الياسمين البريء
ومن هفهفات الحمائم ِ
جاؤا به مزقوا ثوبَه
لا كما شاء
أن يمنح الآخرين الرداء الجميلْ .

* نخب الفجيعة

حد الثمالة والحثالة في الليال ْ
حد التفرد فوق طاولة العزاء
توخيا ً لمجيئ فارسي َ الوضيئ
وبانتظار بدايتي
وعلى انكسار ٍضارب ٍ في القهر
لا أحلامي الفرعاء قامتْ من ظلام القبر
لا أملي الشهيد يطلّ من شباك منفى
لا الشجون المزهرات
نفحن عطرا من ثياب الآخرين
ولا أنا المتجشمُ الأعباء ِأغلقُ وهْدَتي
وأسدّ ُ باباً للهباء ْ ! .
أظلُ كالذئب الوحيد
أشمُ رائحة َالقتيل ِ
أظل أهرعُ في نهايات الصحارى
كلما تعبتْ
من الجرَيان أطرافي
يلوح سرابُ ذاتي
وهو يعلن خيبتي وبداية الصحراء .
قال الرملُ لمّا مل ّ من ظمأي
بأنّ الدمعَ ماء ْ
فذهبتُ أشربُ مقلتي
وسوادَ عيني
والضياءْ .

* لن أخون

من دمي نحوَ العروق ِ الفارغة ْ
من يدي نحو الرياحْ
من غدي نحو الغموضْ
من صداعي نحو غابات الجنونْ
ومن الأوصاب والإرهاب
أنحط لآلاف المنافي السجونْ
وأنا الصارخُ من أعلى شبابيك بلادي
لن أخون
لن أخون
لن أخونْ .
............................



#خلدون_جاويد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكريات ٌ ، عن حلبجة ، ألهبت افق خيالي
- أزهار ذابلة على شبابيك منفى
- عراق القمر والنار
- امرأة في شارع السعدون
- أزاهير آذارية الى امرأة عراقية
- نخبا بدم الأخوة
- صور الارجوان القتيل
- يوميات قصائد من المنفى
- قصيدة أحبك ياكربلاء
- اغنية في ثلاجة
- اغنية حب في رسالة الى الوطن
- تهنئة من محيي الدين بن العربي الى الاخوة المسيحيين
- أكاليل ذكرى في محبة السياب وآخرين
- الفيلسوف ابن سينا يهدي العراقيين وردة !
- رسالة مستعجلة الى لينين
- ثوري على الارهاب ثوري
- رسائل الى ميت 4 - رسائل في السياسة والأدب والحياة - الى الشه ...
- رسائل الى ميت 3 - رسائل في السياسة والأدب والحياة- الى الشهي ...
- رسائل الى ميت 2- رسائل في السياسة والأدب والحياة - الى الشهي ...
- رسائل الى ميت 1 - رسائل في السياسة والأدب والحياة


المزيد.....




- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - خلدون جاويد - كتابة على صليب وطن