أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - القبيسيات و محافظ حمص














المزيد.....

القبيسيات و محافظ حمص


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 5891 - 2018 / 6 / 2 - 05:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


انتشرت خلال الأسبوعين الفائتين ، على صفحات التواصل الإجتماعي ، و على ضفتي الصراع معا ( السوريين و الأسديين ) ، مقطع فديو يعود لعام 2014 ، لخلود خادم السروجي ، و هي تنشد بعض المدائح النبوية في المسجد الأموي ، و جرى تداول المقطع على أنه حفلة غناء للقبيسيات في المسجد العريق ، لتنهال الشتائم على هذا التجمع الديني النسائي ، سواء من المعارضين ، أو المؤيدين لدكتاتورية الأسد ،
ما يلفت النظر في الكلام عن القبيسيات ، هو وجود كليشة جاهزة دوما للنيل من هذا التجمع ، ووصفه بكل الصفات الدنيئة و الحقيرة ، بالرغم من السرية التي يحيط بها التنظيم نفسه ، و بالرغم من ندرة (إن لم نقل انعدام ) الدراسات التي توضح طبيعته و مواقفه و تعاليمه ،
و مع أن المقطع لا يخص أبدا القبيسيات ، و هذا واضح من اللباس الذي ترتديه النساء في الحفل ، بل هو لقاء شمل كل التنظيمات الدعوية النسائية في سوريا ( بما فيها القبيسيات ) كتنظيم كفتارو ، و مجموعات البزم ، و غيرها ، لكن الشتائم كانت تصب بشكل خاص على القبيسيات تحديدا ( بالرغم من أن المنشدة لا تنتنمي لهذا التنظيم )
لن أناقش الكلام الذي تردد في صفحات المؤيدين للأسد ، فهم أناس مثيرين للشفقة ، بعد تخليهم عن كرامتهم و شرفهم ، و يبحثون دائما عن (محافظ حمص ) يصبون عليه جام غضبهم ، و أعتقد أنهم وصلوا لمستوى أكثر انحدارا من نقاش أطروحاتهم ، لكن رسالتي موجهة بالأساس للمعارضين الذين يرددون نفس الكليشهات منذ زمن ،
بداية و قبل أي كلمة ، أنا لست ناطقا باسم التنظيم ، و لا صلة لي معه ،إلا الخلاف الأخلاقي حول الثورة السورية ، و أنا ضد التنظيمات الدينية ككل ، لكن القبيسيات ، بالنهاية ، هو تنظيم نسائي ، مدني ، عريض الإمتداد داخل المجتمع السوري ، و لا يملك جناحا مسلحا أو ميليشيا ، و قد هاجر معظم أعضاؤه خارج البلاد مع المجموعات الأخرى التي تركت الوطن ، في أكبر هجرة جماعية شهدها الوطن السوري منذ مئات السنين ، و ما نتحدث عنه هو الأعضاء الذين بقوا داخل البلاد ، لأسباب عائلية غالبا ، أو لأسباب شخصية أو لأي سبب كان ، فماذا تنتظرون من مجموعة نساء في مواجهة أعنف أجهزة مخابرات بالعالم ، و تسكن بالقرب من شبيحة شرسين ، ثمن الروح عندهم طلقة رصاصة ( بل يجعلون أهل الضحية نفسه يدفعون هذا الثمن أحيانا )
لماذا تحولت ظاهرة العنف اللفظي تجاه الآخر شائعة جدا في مجتمعنا السوري ، فما الذي يجعل انسان لا يعرف عن هؤلاء النساء إلا عدة جمل ، أن يقذفهن بعرضهن و بانتمائهن للبلد ؟
القبيسيات لم يشاركوا في حمل السلاح مع النظام ، و لم ينظموا مسيرات مؤيدة له ، لكنهم بالنهاية يعشن تحت رحمته ، و لا أنت و لا كل المجتمع الدولي سيتحرك إن ذبحهن النظام واحدة واحدة ,
و خيار البقاء في البلاد أمر شخصي ، لا يمكن أن تجبر الجميع على اللجوء ، أو حمل السلاح ضد النظام ، فهن بالنهاية تنظيم مدني سلمي ، بغض النظر عن أفكاره .
و هناك الملايين من السوريين الذي اختاروا ، أو أجبرتهم الظروف على البقاء في البلاد ، و لا نتسطيع مطالبتهم بالعداء للنظام ، لأن النتيجة معروفة ، و تبقى درجة المعارضة أو الصمت أو القبول لبعض مطالبات الأجهزة الأمنية أمر شخصي ، يعتمد على قوة الشخصية ، و خيارات الإنسان في العمل بالشأن العام .
المشكلة ليست في القبيسيات ، بل في طريقة تعاطينا مع الآخر ، وفق ظروفه و امكانياته و خياراته ، و أن نحترم و نستوعب هذه الظروف ،
فهذا الإنشاد مر عليه حوالي الأربع سنوات ، إبان ما يسمى بالإنتخابات الرئاسية السورية ، و على حد علمي ، و منذ أربعة سنوات ، لم يقم القبيسيات بأي نشاط مؤيد ،
و من منا كسوريين ، الذين عشنا معظم حياتنا تحت رحمة نظام كهذا ، لم نخرج بمسيرة مؤيدة للأب ثم للإبن لاحقا ، مع علمنا بكل جرائمهم ووحشيتهم ، لكنه الخوف ، و هي صفة انسانية ،
أنا لا أدافع عن تنظيم القبيسيات كتنظيم سياسي ، و أعترف أني لا أعرف عن أفكاره إلا القليل ، من خلال متابعاتي على الإنترنت و علاقاتي الشخصية ، لكن أناقش طريقة الكلام عنهم ، و ترداد نفس الإتهمامات دون تمميز ، بل و طريقة تعاطينا مع خلافاتنا ،
إن لم تكن عزيزي السوري قادرا على تفهم ظروف شريكك في الوطن ، و تستطيع بالمقابل اتهامه بكل الجرائم ، فقط لأنه مختلف معك في التوجهات و الظروف الحياتية ، فهذا يعني أنك أنت من بحاجة لثورة أخلاقية تنظف رأسك الكريم من نفايات الأحقاد و الرواسب الأسدية......فنظف رأسك سلمت يداك....



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية انتصاب أسود لأيمن الدبوسي.....ثرثرة و جنس و قيئ
- حياة لا تتسع لقراءة كتاب
- زهران علوش........وداعا
- التطرف : كلنا بالهوا سوا.....
- لم أرتكب أي جريمة في باريس
- أوراقكم مكشوفة أيتها المؤسسات الدينية
- المثقفين السوريين و تحطيم تمثال ابراهيم هنانو
- أهلا بكم في جمهوريات الكلام
- التطرف أيضا من مقومات بناء الأمم
- الإعلام المصري : شر البلية ما يبكي
- سقوط الإعلام المصري : برنامج المستخبي نموذجا
- فيلم الفيل الأزرق : أخطاء طبية فادحة و معلومات مضللة
- للأسف يا سعد الدين ابراهيم
- لماذا اغتالوا سعادة ؟ قراءة في تاريخ لبنان الحديث
- أخطاء التمثيل في المعارضة السورية
- المجتمع السوري و التطرف
- الثورة : نشوة الجسد و التعري
- نحن جيل الهزيمة
- فيلم مترو : الوصول بالسينما إلى الحضيض
- فيلم الخروج للنهار أناقة السينما المصرية


المزيد.....




- الحكومة الأردنية تعلن توقّف استيراد النفط من العراق مؤقتا وت ...
- كيف تتعامل مصر مع أي مخالفات لاتفاقية السلام مع إسرائيل؟ سام ...
- معظمهم من الطلاب.. مقتل وإصابة العشرات في حادث سير مروّع في ...
- نقطة حوار - حل مجلس الأمة الكويتي: إنقاذ للبلاد أم ارتداد عن ...
- مناورة عسكرية دولية بالأردن بمشاركة 33 دولة من ضمنها ألمانيا ...
- محللان إسرائيليان: رفض مناقشة -اليوم التالي- يدفع الجيش للعو ...
- بالكوفية وعلم فلسطين.. خريجو كلية بيتزر يردون على رئيسها الر ...
- مصر تعتزم التدخل لدعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل
- روسيا تسيطر على 4 قرى بخاركيف وكييف تقر بصعوبة القتال
- المقاومة تقصف عسقلان من جباليا وتبث مشاهد لعملية نوعية


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - القبيسيات و محافظ حمص