أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - للأسف يا سعد الدين ابراهيم















المزيد.....

للأسف يا سعد الدين ابراهيم


احمد عسيلي

الحوار المتمدن-العدد: 4513 - 2014 / 7 / 15 - 00:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


شهدنا خلال السنة الماضية ، سقوط العديد من الرموز الفكرية و الإعلامية ، و التي كانت تتشدق لعشرات السنين في ذم الدكتاتورية ، و الدفاع عن الإنسان و حقوقه ، لنكتشف لاحقا زيف هذه الطبقة و كذبها . هذا السقوط شمل كل التيارات في المنطقة ، من إسلامية و ليبرالية و يسارية ، كتاب و فنانين و روائيين . و قد فوجئنا بالعديد من كتابنا ، و روائيينا ، يشجعون العسكر ( و أحيانا يعاونونه بشكل مباشر ) في قتل الشعب ، لدرجة أصبحنا شعب بلا نخبة ، و لنكتشف أن كل حياتنا الثقافية ، و الفكرية ، و الفنية ، و السياسية ، التي عشناها قبل الربيع العربي ، كانت مجرد كذبة ،أرادت بها الأجهزة الأمنية الضحك علينا ، وتسليتنا .
آخر من صدمني في سقوطه الغريب ، هو الأستاذ سعد الدين ابراهيم ، بخروجه علينا في مجلة الديمقراطية عدد يوليو 2014 بمقالة تافهة ، و رخيصة ، تمجد حكم العسكر ، و بلغة مطابقة للغة علي عقلة عرسان في سوريا ، أو مصطفى بكري في مصر ، مستخدما نفس وسائل كتاب السلاطين في سطحيتهم و استهزائهم بعقل القارئ .
بدأ الدكتور سعد الدين مقالته الموسومة ب (خسوف الإسلام السياسي : الإخوان المسلمون نموذجا ) بمدح الإسلام الشعبي و تعظيمه ، لدرجة تبرير فكرة المهدي المنتظر ، و إيمانه أن الله سيبعث رجلا ينقذ الأمة ( أي أمة ؟؟ ) كل مائة عام ، ربما في تلميح مبطن حول بعث الله للرئيس السيسي ، و لا أدري منذ متى حدث هذا التغير المفاجئ في فكر الأستاذ سعد الدين ؟؟ ثم يضخم من أعداد المصريين الذين نزلوا لتفويض السيسي في 26 يوليو 2013 ، ليجعلهم ثلاثين مليون ، وفق إحصائيات الأقمار الصناعية ؟؟؟ بالرغم من أن غوغل أصدرت بيان نفت فيه قيامها بالإحصاء ، و لا أعرف منذ متى كان المؤمنون بالديمقراطية يقرون أن الأقمار الصناعية هي مصدر الشرعية ، فعلى حد علمي البسيط ، كان صندوق الإنتخاب هو مصدر الشرعية عندنا كديمقراطيين ، لكن عند الدكتور سعد الدين أصبح القمر الصناعي هو مصدر الشرعية ، و يجب علينا أن نحتكم ( للقمر الصناعي ) منذ اليوم ، علما أنه حتى هذه الشرعية المختلقة لم تصدر عن أي جهة مسؤولة ، لكن لا بأس...فهلموا بنا إلى القمر الصناعي !!!
ثم يتمادى سعد الدين ابراهيم لينصهر في لغة خطابية خشبية تذكرنا بلغة القذافي و لغة عبد الناصر و حافظ الأسد ، حين يصف مظاهرات التفويض بأكبر تجمع بشري شهده تاريخ الكرة الأرضية ، كما وصف القذافي مشروعه الفاشل لجر المياه ب ( النهر الصناعي العظيم ) ، فكل عمل عند كتاب السلاطين هو خارق و سيخلده التاريخ ، و كل إنجاز هو الأول في التاريخ و الآخر في الزمان ؟؟
و يستطرد ابراهيم ليقول أن خبرة عشرات السنين و التي تراكمت لديه في دراسة الإخوان جعلته يجمل صفات الإخوان بالآتي :
1ـ التظيم السياسي الوحيد الذي يستخدم الدين في السياسة : لكن يبدوا أن ابراهيم نسي حزب النور مثلا ، و هو حزب إسلامي سلفي ، و متشدد أكثر من الإخوان المسلمين ، و يعمل في السياسة أيضا ، لكن لا بأس بالنسبة للدكتور ابراهيم ، فحزب النور شريك في الحكم و من عظام الرقبة .
2ـ الإخوان هم التنظيم الوحيد في مصر الحديثة ( خلال القرنين الماضيين ) الذي يستخدم العنف المسلح لفرض رؤيته على المجتمع ؟ : و كأن البلاد عاشت بجو ديمقراطي خلال تلك السنين ، و كل التنظيمات أتت إلى الحكم عبر الشرعية الإنتخابية ، و كأن تنظيم الضباط الأحرار ، حركة مدنية ، و لم تستخدم القوة و لا العنف أبدا في فرض رؤيتها على الشعب ، و كأن عبد الناصر استخدم الحوار و النقاش لفرض حزب الإتحاد الإشتراكي ، على من تضحك يا دكتور ؟؟
3ـ الإخوان المسلمون هم الوحيدين الذين مارسوا ، و تمرسوا دور الضحية ، و أنهم يدعون دائما أنهم مستهدفون ، و أنهم في السجون : أولا حقيقة أن الإخوان تعرضوا بشكل قاسي للسجن ، لا أعتقد أن أحد ينكرها بما فيهم سعد الدين ابراهيم نفسه ، الذين يقول في مقالته نفسها أنه حضر كدارس في علم الإجتماع جلسات محاكمتهم في السبيعينات و الثمانينات ، فهل هو كذب قولهم أنهم ملاحقون ؟؟ علما أن لديهم إحصائيات تشير إلى أنهم ، و خلال عهد مبارك وحده ، قد تعرضوا لأكثر من 35 ألف حالة اعتقال ، ألا يعني هذا الرقم شيئ للدكتور سعد الدين ؟؟
ثم ألا يشترك معهم الشيوعيين بنفس لعب دور الضحية ، و في عشقهم لهذا الدور ، لدرجة جعلت البعض يصفهم بالمازوشيين ، و قد تناول هذه الظاهرة أحد أهم رموز الشيوعيين المصريين ، و هو الروائي صنع الله ابراهيم ، في عمله يوميات الواحات . فكيف قادته خبرة ثلاثين عام إلى استنتاج هذه الخلاصة ؟؟ يبدو أن الدكتور لم يطلع على كتابات الشيوعيين ، و لا على أي تيار مصري أو عربي أخر ، فالكل يشكوا دور الضحية ، و هي شكوى فيها شيئ من الحقيقة ، فلماذا قادته استنتاجاته أن الإخوان هم الوحيدين الذي يلعبون هذا الدور ؟؟
و يبدو أن الإرتباك ، أو ربما الحقد على تيار الإخوان المسلمين ، سيطر على الدكتور سعد الدين ، لدرجة جعلته يقتبس قول للمرحوم جمال بنا و هو ( الإخوان المسلمون لا ينسون شيئا و لا يتعلمون شيئا ) فيكرر هذا الاقتباس 3 مرات في صفحتين فقط ؟؟
و أما الأدلة على سقوط الإسلام السياسي ، حسب وجهة نظره ، هو تراجعهم في الإنتخابات التي جرت في تونس ؟؟ و ليبيا و كل المغرب العربي ؟؟
لكن حسب علمي ، حزب النهضة مازال شريكا في الحكم بتونس ، و له أغلبية برلمانية ، و أيضا حسب علمي ، الحزب الإسلامي في المغرب له أغلبية أيضا ، مكنته من إيصال أول رئيس وزراء إسلامي إلى الحكم ، فكيف استدل الدكتور على أن الإسلام السياسي في مرحلة الخسوف في تلك البلدان ؟؟
و لأن الشطط يجب أن يصل لمنتهاه ، لذلك يربط الدكتور سعد الدين بين حركة الإخوان ، و تنظيم داعش ، الذي يحاول استقطاب بقية الحركات الإسلامية ، و الذي يقوم بتدريبات في ليبيا و موريتانيا ؟ فمن أين استدل على كل هذا ؟؟
الدكتور سعد الدين ابراهيم ليس بحاجة لوثاق أو حقائق ، فالخيال عنده كفيل بحل كل الإشكاليات ......
للأسف يا دكتور سعد الدين ابراهيم ، كنت أتمنى أن نخوض مع الإسلاميين صراع فكري أنت أحد رموزه ، كنت أتمنى أن تبقى متمسكا بفكرك كما عبرت عنه كتبك و مقالاتك ، لكن يبدوا أن الربيع العربي أراد أن يكشف لنا جميع عوراتنا ، و عوراتنا أكبر حجما مما كنا نتخيل ......



#احمد_عسيلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا اغتالوا سعادة ؟ قراءة في تاريخ لبنان الحديث
- أخطاء التمثيل في المعارضة السورية
- المجتمع السوري و التطرف
- الثورة : نشوة الجسد و التعري
- نحن جيل الهزيمة
- فيلم مترو : الوصول بالسينما إلى الحضيض
- فيلم الخروج للنهار أناقة السينما المصرية
- هيا بنا نلعب سياسة
- الذكاء السياسي لجبهة النصرة
- عشرة أعوام على الربيع الكردي السوري
- فيلم أسرار عائلية :حين تنتصر لغة الجهل
- الذكورة و الأنوثة : تاريخيا و انتروبولوجيا
- مفاهيم اساسية حول الهوية الجنسية و الجندر
- هلوسات في الجنس
- الدلائل الفضائحية لمؤتمر جنيف
- الامة السورية بين الفكر و الحزب
- بين خالد سعيد و رابعة العدوية
- لكننا لم نعد اطفالا
- ظاهرة الامام الصدر
- الجنس في رواية ساق البامبو


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد عسيلي - للأسف يا سعد الدين ابراهيم