يعقوب زامل الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 5887 - 2018 / 5 / 29 - 02:18
المحور:
الادب والفن
من يثملُ بفنجانِ السعادةِ
حين تطفو كما الرغوة،
ويبقى في القاع
ما يخففُ عنها عروقَ الشفاه
ونوازع الارتشاف؟
ومثل مخطوطةٍ نادرةٍ
ستبقى تلفتُ الانظار عن بؤس نسيانها
تحت وصايا التراب.
أمس كما مقطوعة من سلامٍ عميم،
وجه أنثى، مريضة بالرهاق..
زرقاء، للبيع.
بالأمسِ كان صُوتها جريحاً حزيناً
وثمة شفتينِ متحيرتينِ
مثل فاكهةٍ محرمة،
ومن بكاءٍ عليلٍ
تُنهْنههُ ارتعاشاً وذلةً
حتى لا يُظَنُ أنها ستكف عن البكاء.
وأنفٌ عاجزٌ أن يتنشق كل هواء الكون.
في عالمِ تبادلِ الكلمات المثيرة
عتمة من الاضواءِ الحمراء،
وجنون الاصابع العبقرية
والانفاس اللاذعة،
وبمهارةٍ فائقةٍ
كانت تفعلُ ما تشاء.
كل ما في رأسها
أن تندسَ كما ارنبة في خِباءِ،
تقلبُ صفحات جسدها..
تبحثُ عن نشوبِ عواصِفها والمطر..
وعن مصادفةٍ كثيرة الرسوم..
وعن تعابيرها.
وكان النورُ كما الصوتُ القديم، متحركاً
الماءُ يتحرك،
وهي تتحرك.
وقعُ ضرباتٍ تبحثُ عن معنى،
نصف غائمة
ونصف واضحة..
تعي ولا تعي،
نصفُ دوائرٍ
ونصفُ طقسٍ،
بين الشمالِ والجنوب.
في الزاويةِ الهدامةِ
ثمة طيورٍ طافية
تشدُها لقاعِ اللحظة.
كل شيء كان متناسقاً.
لا شيء سوى رغبة جائعة
لسيجارةٍ، ولبرودةِ سماء.
عندما أفلتت الخيط الرفيع من بين اصابعها
بدت كما قهوة في فنجانٍ هادئ.
#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟