أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - لا غيرُكَ الآن!..














المزيد.....

لا غيرُكَ الآن!..


يعقوب زامل الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 16:57
المحور: الادب والفن
    


هو الآن، أنت،
وفحوى الطين،
مُذ راودتك الزرقة الآسرة..
ومُذ تجلى نوعك،
صفة الحائم واللازورد،
ترافق الشفتين
والنطق الشره..
والطريق المكتظة بالأسى والشجاعة.
هو الآن، أنت،
وقِبلةُ صداك
وطوافك حول ديانة فاعليتك،
مُذ رافقتَ فتيان الدخان الواطئ
والمتقدين جوعاً
الذين لا ترفضهم فتيات الشوق اللافح،
وتحت الضيق ذرعا
يرمون احجار النرد بالضحك العالي.
هو الآن، أنت،
ومُذ تمزقت ثيابك
من نهوضِ النكهةِ فيك، والصفات،
لم يتلمس جسدك.. والأعنّة.. والشغاف
غير ضغطة حمى البض الناعم
والصرخات الفريسة.
وثمة دروس سخية من آختٍ أمينةٍ،
تُكلمُكَ أحيانا بأشياءٍ تافهةٍ
وغالبا بصوتِ أم رؤوم
كمن تكلم طفلا غاضبا.
وجارات مخلصات
يكلمنك بحزن اليَمّْ
عن استلهام الغامق
وعن قيظ الرحم
لطفل ببشرة موسيقى
وملامح لا تجهل وجهك.
وغالبا يعدنك بأدراج الثنيات الهشة
بين غلة السفوح الدافئة
ويغطينك بحريرِ السيقان ليلاً
وبالتأرجح بعد القشعريرة
وما يشبه الطفو على الماء.
هو الآن، أنت،
مُذ وقفت على قدمين حافيتين
وأشعلتَ أول عود ثقاب بالمجهول،
وزاولتَ التشبث بما يتعدى حدود الاعياء.
ليس بالعجيب
كيف استأنفتَ هطول الأخص العميم
منتعلا نادر الطين المفعم بالمطر،
ومارست أول الدوائر الثائرة،
من أوروك حتى سباخ البصرة
وبالضد من تعاليل الفرص الضائعة،
تعلمتَ ، الامعان بالبكاء والضحك معا.
ومُذ شببت، كما أحراش النعناع
أصبحت جريئا بالفيضان
وتآخيتَ مع البجع الطائر
وكيف تَنصَّتَ لدروس الثورة
ولأعباء الحزن حين يتشهى طعم اللغز،
ومَرِضَّت بالفضول الذكي
وبالصفر المطلق.
هو الآن، أنت،
أخٌ لمن يحدث الصوت الشبيه بالاشارة،
ليس بمقدورك الاستغناء عن الاشياء التافهة
ولا عن تغلغل عظامك باللون الغامق
وبلهو الطيش
مع مخلوقات الشيق
والقوارب الليلية.
هو الآن، أنت،
تمسكُ بملء الامعان
الروائح، والخفي، والكثير من رسائل الخصور والاثداء
وكما كانوا يسمونك " الولد الممتاز"
حين أتقنتَ شعور اللسعة الجنونية
وتعلمت مأوى الادراك،
وكيف لا مسافة بين الحيطة والتعقل..
بين وشوشة الحلم
وبين رنين الاصفاد
سوى لحظة محتشدة،
وحركة مجذاف.
وأدركت أن ما يبطء صوت الذروات النضرة
جمجمة يسكنها الخوف
وقميص قُدَ من دبرٍ.
يا لتعاسة اللغة،
إن لم تدفعك لما يحتويك قبل الموت..
ولمدينة لا تملئ جوف الوعود
بالأكواخ الصديقة
وصدى الغرائز المنتظمة.
هو الآن، أنت،
لا تمنعك شِباكُ الواحدة ما بعد العمر
وحسن اداؤك كحبات المسك
وفراشٌ لا يطرد عنك نعاسك
ولا توهج ابديتك
كأزهار الخشخاش، بدبيب اللحمِ.
عالمك الآن مرهون بالدهشة،
تمادى في غيك لجدوى الحصول
ولأسئلة لا تسترد انفاسها
إن لم ترافقك لحانة التخيل
وتطلبُ لكما كأسين:
" الوحي..
والرقصة الفاغرة " !



#يعقوب_زامل_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طقمٌ ليلي بثلاثِ قطع!..
- مواجهة الحُمى !..
- الفقدان ثانية!..
- شفق الحواس ...
- أول ما بعد البحر!..
- المخمور بالمذاق!..
- .. وفي العطرِ ما تتركين!
- الرائحة، وما تبقى! .. ( قصة قصيرة )
- للرائحة، طواف الخطوات !..
- امرأة في سن اللهاث..
- لإثمٍ، كان بريئاً !..
- التواري ينهمرُ مطراً !..
- من مجموعة ( براويز )..
- .. وسجين الستائر أيضا !..
- لنذهب هناك!..
- تَحوّلٌ بصوت ملُامس !..
- ولو أنه جسدكِ !..
- ما هو أبعد..
- عَيَّنة.. أسمها - فضة -! قصة قصيرة
- في سنِ بلوغ الجُمار!..


المزيد.....




- بابكر بدري رائد تعليم الإناث في السودان
- -على مدّ البصر- لصالح حمدوني.. حين تتحول الكاميرا إلى فلسفة ...
- هل تحلم بأن تدفن بجوار الأديب الشهير أوسكار وايلد؟ يانصيب في ...
- مصر.. انتقادات على تقديم العزاء للفنان محمد رمضان بوفاة والد ...
- الإمارات.. جدل حكم -طاعة الزوج- ورضى الله وما قاله النبي محم ...
- ساحة المرجة.. قلب دمشق النابض بتاريخ يتجدد
- جلسة شعرية تحتفي بتنوع الأساليب في اتحاد الأدباء
- مصر.. علاء مبارك يثير تفاعلا بتسمية شخصية من -أعظم وزراء الث ...
- الفيلم الكوري -أخبار جيدة-.. حين تصنع السلطة الحقيقة وتخفي أ ...
- بالاسم والصورة.. فيلم يكشف قاتل شيرين أبو عاقلة


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يعقوب زامل الربيعي - لا غيرُكَ الآن!..