أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين رشيد - لا تسرقوا إرث الفقراء














المزيد.....

لا تسرقوا إرث الفقراء


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5877 - 2018 / 5 / 19 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


د
ليس ثمّة شغل شاغل للكثير من الشرائح الاجتماعية والطبقات الفقيرة تحديداً، سوى الخصخصة والاستثمار وتعطل تقديم الخدمات التعليمية والصحية بوجه الخصوص، بعد أن كان الإرهاب والأمن همهم وشاغلهم، حتى تحقق بدماء الفقراء وتركتِهم الكبيرة من الأرامل والأيتام الذين سيتيتمون مرات أخرى على يد أحزاب السلطة وفسادهم الذين سيسلبونهم حقّهم بثروات الوطن وإرثهم الأوحد الخدمات العامّة.
بعد أن شيّدت المدن وتطورت الخدمات وقضت على أزمات السكن ووفرت الوظائف وكفلت رفاهية وراحة المواطنين بقوانين الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، حينها سمحت لشركات بمختلف الاختصاصات الخدمية المنافسة في تقديم الخدمات للمواطن بدءاً من التنظيف وجمع النفايات مروراً بخدمات الاتصالات والانترنت وانتهاءً بالكهرباء التي تنتجها شركات متخصصة، ورغم كل ذلك لم تترك المواطنين بين فكيّ الشركات الخاصة، إذ حمتهم بقوانين محكمة التطبيق والتنفيذ والتعويض السريع عن أي ضرر يلحق بأيّ مواطن، فضلاً عن الكفالة الضامنة التي تقدّمها تلك الشركات.
إلا أن الأمر في العراق وما يجري لفقرائه مختلف جداً، إذ جعلوهم ضحايا تجارة السلع والاقتصاد الحر دون قوانين حامية، ضحايا حرية تداول الرأسمال والاستثمار والاقتصاد المفتوح دون قيود، ضحايا إلغاء القطاع العام وسيادة خصخصة الخدمات، ضحايا اللا مساواة الاجتماعية التي تحولت الى ظاهرة طبيعية في ظل اتفاق المؤسسة الدينية وأحزاب الإسلام السياسي ولصوص التحرير وبقايا النظام السابق الذين يجيدون تبديل الأقنعة والانتماءات وتنفيذ كل مايطلب منهم.
لكن بعد حين، وبعد أن يعتاد الناس على شكل الحياة التي رسُمت لهم وفق طبقية معينة، سيجدون اختفاء مفردات الوطنية والإنتاج الوطني والاقتصاد الوطني والاستقلال الاقتصادي الوطني والخدمات العامة والعدالة الاجتماعية من خطابات الساسة وخطب رجال الدين وكتابات الصحافيين وأساتذة الجامعات والأدباء، ربما يعتاد الناس والفقراء منهم تحديداً لفترة، لكنهم سيعودون بقوة ويستعيدون إرثهم الأكبر الذي فقدوه في سني الإرهاب والفساد والغشاوة التي صنعت في دكاكين الأحزاب الإسلامية ومرّرها رجال الدين وجنى أرباحها حلفاؤهم من التجار وسماسرة المال.
آمال العراقيين بدأت تتلاشى تدريجياً، والأمنيات تهرب منهم مثلما هرب شبابهم الى دول المنفى وفقراؤهم الى العشوائيات والتجاوز على الأرصفة والشوارع العامّة لأجل توفير قوت عوائلهم اليومي، وسط انحدار مستوى العيش الكريم في ظلِّ سياسة الأزمات والتقشف، واشتراطات البنك الدولي التي ستفقد الكثير من الطبقات الدنيا والمتوسطة فرص النمو وتكوين أسس للمجتمع، الشباب سيفقد أي أمل في مستقبل منظور يوفّر لهم فرص العمل، بخاصة الطلبة الخريجين الجامعيين والذين سيتضاءل عددهم حين تطول الخصخصة قطاع التربية والتعليم، الذي إذا فقد مجانيته ستكون الضربة القاسية التي توجّه للفقراء الّذين لا يملكون سوى المدارس والمستشفيات العمومية والتي إن لم تكن مجانية فهي مدعومة، لكن حين تقوم الحكومة بخصخصتها، فهي بذلك تسرق إرثهم الوحيد.
ثمّة أمر آخر لايقل خطورةً عن الخصخصة والاستثمار على حساب إلغاء القطاع العام، تكاد تختفي الأصوات الرافضة بل حتى المحفّزة على رفضهما والعاملة على توعية الناس بالخطر الداهم لإرثهم والذي تريد بهما الحكومة سدّ عجزها المالي والتخلص من أزمتها المالية التي نتجت بتحالف الفساد والإرهاب بحلول (بنكية دولية) تقدّم على طريقة وجبات الطعام الجاهز.



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحصاءات دون معالجات
- مزاد حكومي وأرباح أهلية
- الفساد ونزاهة الانتخابات
- الصناديق البيض والمال الأسود
- المزاج الشعبي والانتخابات
- هندسة الثقافة
- مطار كربلاء ؟!
- قطار المربد الشهير !
- البؤس العراقي
- الغاء الحصة التموينية
- ايرادات وزارة النقل
- إضراب عام ؟
- السيطرات والباجات
- نصب وتماثيل
- العراقيون طاعنون بالغربة والتهجير
- خلافات واختلافات .. تدفع ثمنها نصب وتماثيل بغداد
- الصيف وأزمة النقل والاختناقات المرورية
- بعد أن تناقصت أعدادها ..عذراً عمتنا النخلة أن نستورد تمرَ فس ...
- اغتصاب تحت غطاء شرعي .. زواج القاصرات انتهاك صارخ للإنسانية
- المناهج الدراسية بين التغيير والتريّث والإلغاء وضياع الطلاب ...


المزيد.....




- روسيا توقع مع نيكاراغوا على إعلان حول التصدي للعقوبات غير ال ...
- وزير الزراعة اللبناني: أضرار الزراعة في الجنوب كبيرة ولكن أض ...
- الفيضانات تتسبب بدمار كبير في منطقة كورغان الروسية
- -ذعر- أممي بعد تقارير عن مقابر جماعية في مستشفيين بغزة
- -عندما تخسر كرامتك كيف يمكنك العيش؟-... سوريون في لبنان تضيق ...
- قمة الهلال-العين.. هل ينجح النادي السعودي في تعويض هزيمة الذ ...
- تحركات في مصر بعد زيادة السكان بشكل غير مسبوق خلال 70 يوما
- أردوغان: نتنياهو -هتلر العصر- وشركاؤه في الجريمة وحلفاء إسرا ...
- شويغو: قواتنا تمسك زمام المبادرة على كل المحاور وخسائر العدو ...
- وزير الخارجية الأوكراني يؤكد توقف الخدمات القنصلية بالخارج ل ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسين رشيد - لا تسرقوا إرث الفقراء