أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين رشيد - البؤس العراقي














المزيد.....

البؤس العراقي


حسين رشيد

الحوار المتمدن-العدد: 5416 - 2017 / 1 / 29 - 15:50
المحور: حقوق الانسان
    


البؤس العراقي ؟


تسبّبَ العنف الطائفي والانفلات الأمني بهجرة الكفاءات الطبية الماهرة والمرموقة بعد استهدافها جسدياً وابتزازها مادياً والتي كان بامكانها ان تقدم خدمات كبيرة للمواطنين مثلما كان يمكنها قيادة المؤسسات الصحية ورسم سياسات القطاع الصحي ووضع الخطط الكفيلة بالإسهام في تطوير كل مفاصله. لم يتوقف الأمر عند ذلك بل شهد إقصاء ماتبقى من كفاءات يمكنها ان تقدم ما ينفع، عبر اعتماد سياسة المحاصصة والتحزّب والاعتماد على الكوادر (الولائية) في ادارة المؤسسات الصحية سواء أكانت مستشفيات ام مراكزَ ومستوصفات، وتعدى الامر ذلك ووصل الى مراكز العلاج التخصصي، ناهيك عن إدارة المؤسسات والدوائر الصحية التي أنيطت لكوادر حزبية اكثر ممّا هي طبية ادارية علمية. مثلما لعبت السياسية الدوائية وفقدان الرقابة على الاستيراد وضياع التفتيش بين المحسوبيات الحزبية والطائفية دوراً آخر في التردي الذي وصل الى مرحلة البؤس والقرف.
وها نحن على مقربة من وأد القطاع الصحي بكل مفاصله كي تسهل عملية تقطيعه وتركه للشلل وخصخصته عبر تناهب القوى السياسية للمؤسسات الصحية، وبالرغم من اقرار تحصيل رسوم الخدمات الصحية من المرضى بعد ان كانت مجانية تتكفل الدولة بتأمينها، لم تتحسن الخدمات المقدمة ان لم تكن قد ساءت وألقت بسوئها على صحة وحياة المواطنين الذين وجد الكثير منهم ،خاصة الأغنياء وميسوري الحال، ضالّته بالقطاع الصحي الخاص او السفر خارج البلاد للعلاج في دول كانت حتى وقت قريب تنظر بعين الحسد للواقع الصحي العراقي والتطور الطبي فيه. فيما ظل الفقير ينظر الى تآكل القطاع الصحي الحكومي بحسرة عبر سرقة ما يخصص له بالموازنة العامة من اموال فيما تذهب ايرادات المستشفيات مرتبات الى كوادر صحية جلّهم يقدم المال على صحة المواطن المريض.
وصل الأمر في بعض المؤسسات الصحية ان على ذوي المريض شراء كل شيء حتى الماء المقطر. في طوارئ الباطنية في مدينة الطب هناك شحّ في الأجهزة ،جهاز تبخير للتنفس واحد فقط يجري تناقله بين اكثر من (25) مريض طوارئ، وهناك شحّ في عجلات نقل المرضى وشحّ وإهمال في موضوع التجهيزات الأخرى مثل الفُرُش والوسائد وغياب نظام الإطعام الملائم ، فقد يستلزم الأمر بقاء المريض ليومين او ثلاثة عندها سيبقى بدون طعام وعلى مرافقيه أن يتصرفوا. مستشفى تعليمي آخر لايتوفر فيه جهاز قياس السكر، فيما يشكو مستشفى ثالث الافتقار لجهاز قياس ضغط الدم، وآخر من نقص أدوية التخدير، فيما تشكو اغلب المستشفيات من عدم توفر سائل تعقيم صالة العمليات، ونقص ادوية القلب، ناهيك عن افتقادها للمتابعة الدورية وجولات فرق التفتيش على ردهات المرضى وصالات العمليات وغرف الطوارئ التي تفتقد للتنظيم الحقيقي الذي يسهل تقديم ما يتوفر من خدمات.
اما المستشفيات التخصصية والتي يفترض ان تنال الاهتمام فحالها في تردٍّ دائم، بسبب الزخم المتزايد الذي تسبب به نقص المستشفيات، فعلى مدار سنيّ التغيير لم تفلح احزاب السلطة الإسلامية ببناء ولو مستشفى واحد إن كان في العاصمة بغداد او مدن البلاد الاخرى، لكنها نجحت بتشييد عشرات المولات والكليات الاهلية والمراكز التجارية.
إذا لم يمت العراقي بانفجارات السيارات المفخخة والعبوات والأحزمة الناسفة ومعارك التحرير ومخيمات والنزوح، فإنه سيموت في المستشفيات بسبب نقص الأدوية وانعدام الخدمات الطبية او بالأدوية منتهية الصلاحية التي باتت منجماً يدر الأرباح على معتمدي الكتل والأحزاب السياسية ممن يستوردونها دون رقابة ومتابعة.
نجحتم بتبديل أسماء المستشفيات لكن فشلتم بإدارتها



#حسين_رشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغاء الحصة التموينية
- ايرادات وزارة النقل
- إضراب عام ؟
- السيطرات والباجات
- نصب وتماثيل
- العراقيون طاعنون بالغربة والتهجير
- خلافات واختلافات .. تدفع ثمنها نصب وتماثيل بغداد
- الصيف وأزمة النقل والاختناقات المرورية
- بعد أن تناقصت أعدادها ..عذراً عمتنا النخلة أن نستورد تمرَ فس ...
- اغتصاب تحت غطاء شرعي .. زواج القاصرات انتهاك صارخ للإنسانية
- المناهج الدراسية بين التغيير والتريّث والإلغاء وضياع الطلاب ...
- المناهج الدراسية بين التغيير والتريّث والإلغاء وضياع الطلاب1 ...
- عمر الشيعي وعلي السني ... وما بينهما
- العبيدي.. مقاولون يحتكرون المشاريع و- فساد-يعطل رفع النفايات
- المشتل.. بين فوضى الكراجات وعشوائيّات الأحياء
- أحياء متباعدة يربطها الخراب والتجاوز
- أحياء بغداد وتشابه حكايات الخراب
- بغداد يغطّي وجهك الضنك والخراب
- شارع النضال وبارك السعدون واسطوانة أمانة العاصمة
- شارع الرشيد شاهد بغداد يقتل بصمت


المزيد.....




- زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر ...
- حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
- أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه ...
- حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
- الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد ...
- مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد ...
- بيان للولايات المتحدة و17 دولة يطالب حماس بالإفراج عن الأسرى ...
- طرحتها حماس.. مسئول بالإدارة الأمريكية: مبادرة إطلاق الأسرى ...
- نقاش سري في إسرائيل.. مخاوف من اعتقال نتنياهو وغالانت وهاليف ...
- اعتقال رجل ثالث في قضية رشوة كبرى تتعلق بنائب وزير الدفاع ال ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حسين رشيد - البؤس العراقي