أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيمن غالى - يوم نجاة يوسف وهبى من حشر السيخ المحمى فى صرصور ودنه














المزيد.....

يوم نجاة يوسف وهبى من حشر السيخ المحمى فى صرصور ودنه


أيمن غالى

الحوار المتمدن-العدد: 5864 - 2018 / 5 / 4 - 19:23
المحور: كتابات ساخرة
    


فى سنة 1926 زار يوسف وهبى المستشار الخاص بالرئيس التركى كمال أتاتورك, و كان ألمانى الجنسية ( د. كروس ), و كانت المقابلة بوساطة الأديب التركى وداد عرفى, و كان كروس ممثلا لمؤسسة سينيمائية ألمانية مشهورة, و قد نال كروس موافقة الرئيس التركى فى إنتاج فيلم سينيمائى ضخم بعنوان " محمد رسول الله " – نال موافقة لجنة من علماء الإسلام بإستانبول - كدعاية للدين الإسلامى و إظهار عظمته و سمو تعاليمه؛ على ان يتم تصوير الفيلم ما بين باريس و صحراء السعودية ..
و كان العرض الألمانى التركى للفنان يوسف وهبى أن يقوم بتجسيد دور الرسول ..
وافق يوسف وهبى على القيام بالدور بمقابل عشرة آلاف جنيه و قام بتوقيع عقد الإتفاق بالسفارة الألمانية ..
إنتشر الخبر كالنار فى الهشيم, و هاجت الدنيا و قامت و لم تقعد, و إتفق الجميع و توافق كل أطياف الشعب على ضرورة حشر السيخ المحمى فى صرصور ودن يوسف وهبى إن لم يرتدع و يتراجع عن تلك الفعلة الشنعاء, و كل واحد و أسلوبه فى ما بين محاولاته لإقناع يوسف بك وهبى فى الإقلاع عن الفكرة و التهديد و الوعيد له فى حال الإصرار على الإستمرار فى المشروع, لدرجة دخول الملك فؤاد شخصياً فى زمرة المهددين بالتجريد من الجنسية المصرية و النفى خارج البلاد ..
و ما زاد الطين بلة؛ شيوع خبر مُغرض بإختيار يوسف وهبى لملامح شخصية راسبوتين ( الجاسوس الدنئ و الدجال و زير النساء ) لتكون هى صورة الرسول فى الفيلم؛ فى حين أن حقيقة الأمر كانت فى حصول وداد عرفى مندوب الشركة الألمانية على صور الشخصيات التى قام يوسف وهبى بتجسيدها لعرض إمكاناته على الشركة التى يمثلها للوقوف على قرار إسناد الدور ليوسف وهبى من عدمه و منها صورته التجسيدية لشخصية راسبوتين غيرها ..
هذا؛ إلى جانب الهجوم على شخص يوسف وهبى لذاته و وصفه بكونه صاحب مزاج جنونى و حركات تشنجية و عيون شهوانية و كونه مبتذلا مستهترا فى مظهره العام و بالتالى عدم صلاحيته لتمثيل شخصية الرسول ذو الوقار و الهيبة و الرزانة و التقوى و بالتالى زُعِمَ أن غرضه هو إهانة مقام النبوة ..
و إنقسم متناولوا الموضوع إلى فريقين؛ منهم من إنتهج موضوعية الطرح و منهم من إتخذ " الشرشحة " منهاجاً؛ مع الإجماع الكامل فى ضرورة منع و إثناء يوسف وهبى عن لعب الدور المطروح عليه ..
و شمل الهجوم على يوسف وهبى ظهور فتوى من شيخ الأزهر بتحريم تصوير الرسل و الأنبياء و الصحابة ..
و مخاطبة مشيخة الأزهر لوزارة الداخلية لمنع يوسف وهبى عن القيام بالدور عن طريق منعه من السفر و التى بدورها إستدعت يوسف وهبى و قامت بتهديده للعدول عن مشروعه و نزعت منه تعهده بعدم القيام بتجسيد الدور ..
و أبدع أحد علماء الأزهر فى الرد على مبدأ عدم تمثيل شخوص الأنبياء و الصحابة و شرح أهم أسباب منع فكرة تشخيص الأنبياء و الصحابة و هى منع نشر ما فى التاريخ من فضائح و مخازى – فى رأى الغرب لجهلهم بما فيها من أهداف نبيلة - كأحداث الحروب و الفتن بين الصحابة و محاصرة عثمان بن عفان و ما تلاه من أحداث مخزية, و فضائح الخلاف بين على بن ابى طالب و معاوية, أو ما حدث للحسين و ما وقع فى صدرالدولة الأموية و غيرها
و شهدت صفحات جريدة الأهرام حلقات النزال بين يوسف وهبى و مؤيديه و معارضيه و مجلة المسرح التى أثارت الموضوع و تأليبها للرأى العام بما أثارته من حقائق ممتزجة بالإفتراءات ..
المهم؛ إن الشتائم و التهديدات و النصائح أتت بالنتائج المرجوة منها على شخص يوسف وهبى و إنصرافه و عدوله التام عن تنفيذ الفكرة, و لم تُعدل الشركة الألمانية عن تنفيذ مشروعها – بعد فشل مساعى الحكومة المصرية فى منع تصوير الفيلم - و قيام ممثل يهودى بالقيام بالدور
و نجا يوسف بك وهبى بأعجوبة من حشر السيخ المحمى فى صرصور ودنه

تفاصيل القصة بكتاب تاريخ الرقابة على السينما المصرية, سمير فريد, الهيئة المصرية العامة للكتاب, 2015, القاهرة, ص23-55




#أيمن_غالى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردود الإيمان الهلامية
- المِخَلِّلَات المصرية
- فلاح كفر الهنادوة هو إللى صح
- الجردل هو الحل
- تخاريف عروبية
- حكاية إبن الفرطوس المصرى
- إنسف حمامك القديم
- عودة قوم عاد
- الحمار له خمس رجلين و جناحين و بيطير
- إللى تؤمر بيه طال عمرك
- مصر مش قرعة علشان تتباهى بشعر حد
- إيه قلة الأدب دى ؟!
- وجوب فعل الشرشحة
- حصة كيمياء حرارية
- صفحة من تاريخ الضرب على القفا فى مصر المحروسة
- اللغة العربية من أفقر اللغات العالمية
- هذا ما جَنَاهُ علىَّ سيبويه و ما جَنَيّتُهُ على أحد
- الكيمياء علم المصريين
- سعيدة مبارك و حنكور المِفَشْ
- مصر القديمة كان إسمها كيمى مش كيميت


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - أيمن غالى - يوم نجاة يوسف وهبى من حشر السيخ المحمى فى صرصور ودنه