|
على هامِش إنتخابات 12 أيار
امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5848 - 2018 / 4 / 17 - 18:15
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إذا بقى الحزب .. أي حِزب ، فترةً طويلة مُتربِعاً على سُدّة الحُكم وأدمَنَ السُلطة والنفوذ ... فأنهُ يقوم مُتعّمِداً بِتَيئيس الناس ، أي جعلهم يشعرون باليأس والقنوط ، وكذلك تعمل أحزاب السُلطة بِكُل جِدِية على زِرع الشَك في النفوس وترويج بأن الجميع وحتى الذين يّدعون المُعارَضة ، هُم في الواقع من أزلام السُلطة ! . تُغّذي الأحزاب المخضرمة في السُلطة ، فِكرة " إستحالة التغيير " وبَثِها بين الجماهير ، والإدعاء بأنه حتى لو حَصَلَ تغييرٌ ، فأن القادمين لن يكونوا أحْسَنَ وأنظَف من السابِقين . خيرُ دليلٍ على ما أقول : الحزب الديمقراطي الكردستاني والإتحاد الوطني الكردستاني والأحزاب الشيعية ولا سيما حزب الدعوة والمجلس الأعلى والتيار الصدري والفضيلة ، والحزب الإسلامي العراقي . ولأن الحزبَين الكُرديَين يحكمان ضعف فترة الأحزاب الحاكمة في بغداد ، أي منذ 1992 ، فلنتحدث عنهما ، قُبيل إنتخابات مجلس النواب العراقي في 12/5/2018 . أدناه بعض الإنطباعات : * بِدايةً .. لا أحدَ يقول ، بأن السُلطة في أقليم كردستان ، لم تكُن حِكراً على الحزبَين الديمقراطي والإتحاد فقط . لأن السُلطة الحقيقية المتمثلة ب ( القوة = البيشمركة / الأسايش / الشرطة + المال = جميع العوائد والواردات والتجارة ) كانتْ ولا تزال ، بيد الحزبَين . أما الأحزاب الأخرى وعند إشتراكها في الحكومة بوزارات في فترات متفرقة ، فلم تكُن تحُل أو تربط رِجل دجاجة في الواقع ! ، وإنما إرتضَتْ بهذا الوضع المُزري مُكتفية ببعض الفٌتات والإمتيازات المادية . * من الغريبِ حقاً ، أن لا يتطرق الحزبان إلى ماجرى في 16/10/2017 وما ترتبَ عليه من واقعٍ جديد ، وكأن ماجرى كان في أفريقيا، وليس في أقليم كردستان وكركوك وسنجار .. وكأن الذين كانوا السبب ، هُم حُكام غواتيمالا وليس حُكام الأقليم من الحزبَين تحديداً . أن الديمقراطي والإتحاد يُراهِنان على أن " ذاكرة " الناس ضعيفة بل معدومة . * الإتحاد الوطني ، يُعاني الكثير من التشرذُم والمشاكِل ، وليس عنده الوقت لترميم بُنيانه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه . أما الحزب الديمقراطي ، فيعيد إنتاج شعاراته المتمثِلة بأنهُ الأوَل والأقوى والأفضَل ، مُتجاوِزاً خطابه السابِق قبل 25/9/2017 ، داعِياً إلى التشبُث ب " الدستور " ووحدة العراق . أن أقّل ما يمكن ان يوصَف بهِ هذا التبدُل الدراماتيكي في الخطاب خلال بضعة أشهُرٍ ، هو التناقُض . وأن أي حزبٍ في العالَم ، يُمارِس مثل هذا التناقُض ، لا بُد أن يدفَع الثمن من مصداقيته . * عدم إشتراك الحزب الديمقراطي في إنتخابات كركوك فقط ، مدعاة للتساؤل .. فإذا كان السبب ، هو تواجُد الحشد الشعبي والوضع الأمني المُتردي ، فأن في سنجار وسهل نينوى ، يوجد الحشد الشعبي أيضاً . فكان الأجدى أن لا يشترك الحزب الديمقراطي في جميع المناطِق التي [ إسترجعَتْها أو سيطَرَتْ عليها أو " إحتَلَتْها " القوات العراقية والحشد الشعبي ] . أما أن تُقاطِع كركوك فقط ، فتلك إنتقائية غير مُبّرَرة . * رغم صَيحات " الإصلاح " المنطلِقة من كُل مكان .. فأن الحزب الديمقراطي ، لم يستطع الفِكاك من إعتماده على ( العشائرية ) .. فقوائمه الإنتخابية مُزدانة بأبناء الشيوخ والآغوات ، مُطّعَمين ببعض الذين يحملون قبل أسماءهم ألقاب الدكتور أو البروفيسور . * شخصِياً ... أنا مع الرأي الداعي إلى الإشتراك بكثافة في الإنتخابات [ المُقاطَعة .. إذا كانتْ مُنّظَمة وشاملة وواعية ، فأنها شكلٌ من أشكال الحَل ، والرَفض والعِقاب للطبقة السياسية الفاسدة . لكن مثل هذه المُقاطعة غير ممكنة وشروطها غير مُتوفِرة حالياً ] .. ولهذا فمن الأفضَل التوجُه إلى الإقتراع ، وتوخي الدِقة في إختيار القوائم والشخصيات النظيفة ... بعيدا عن قوائِم أحزاب السُلطة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دَولِية .. وعالمِية
-
عن عفرين وأخواتها
-
تأمُلاتٌ صغيرة
-
عامِلُ تنظيف
-
شِعارات
-
الإنتخابات ... الثعلبُ والذِئب
-
- قفشات - بِمُناسبة قُرب الإنتخابات
-
يوميات بُرجوازي صغير
-
إنتخابات أيار 2018 / نينوى
-
مَشاهِد من الساحة السياسية العراقية / كركوك
-
أعداء الكُرد وكُردستان
-
شروال الحَجي
-
إطلالةٌ على إحتجاجات السليمانية
-
مراكِز .. ومقرات .. ونوادٍ
-
لحظاتُ صِدق
-
عن السِلم الداخلي في أقليم كردستان
-
الدولار .. والهَيْمنة
-
حِوارٌ مع الذات
-
إغتيالُ حلم
-
خّلِصوا أنفُسَكُم !
المزيد.....
-
طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ
...
-
تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال
...
-
رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
-
زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
-
جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ
...
-
غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف
...
-
طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا
...
-
وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
-
هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
-
في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على
...
المزيد.....
-
في يوم العمَّال العالمي!
/ ادم عربي
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
المزيد.....
|