امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5789 - 2018 / 2 / 16 - 17:40
المحور:
كتابات ساخرة
في حكايةٍ قديمة شهيرة : " ... أشبالٌ صِغار ، قالوا لأبيهم الأسد : .. أن حيواناً في الغابةِ يفعلُ معهم أشياء غريبة من الخلف . فجّن جنون الأسد .. فجمع حيوانات الغابة ، وخاطبهم : .. أن الذي يرفع يده ويعترف بفعلتهِ .. سأجعلهُ مسؤولاً مُهماً في الغابة . وكان الثعلبُ المّكار واقفاً بجانب الذئب .. والثعلبُ هو الذي كان يقوم بالإعتداء على الأشبال ... فهمسَ في أُذن الذئب : أنها فُرصتك الذهبية أيها الأخ .. إرفع يدك وإعترف ، فتصبح مسؤولاً كبيراً ! . فما كان من الذئب ، إلا أن رفع يده ، طامِعاً في المنصِب . فأمَرَهُ الأسد بالإقتراب ، ثم خاطب جَمع الحيوانات الغفير : تقّدموا في طابور وإفعلوا كذا بالذئب . فنفذوا الأمر على أكمل وَجه ! .
بعدَ مُدّة ... كانَ الثعلبُ واقفاً في طَرف الغابة ، فَمّرَ الذِئبُ مُنكَسِراً خافِض الرأس .. فقالَ لهُ الثعلب الخبيث : ماذا دهاكَ أيها الأخ ... بعد أن أصبحتَ مسؤولاً .. تستنكف حتى أن تُسّلِمَ علينا ! " .
......................
بِمُناسبة إنتخابات مجلس النواب في 12/5/2018 .. وظهور أسماء الكثير من مُرّشحي أحزاب الإسلام السياسي والأحزاب الأخرى أيضاً ، يبدو أن بعضهم يشبه الذئب أعلاه .. فأن " الثعالب " التي طالما إقترفتْ أنواع الموبقات طيلة السنوات الماضية ، تخّلُصاً من المسؤولية والمُحاسَبة ، فأنها أي الثعالب ، أقْنعَتْ بعض " الذِئاب " بِرفع يدها والإعتراف ! والترشُح للمناصب الخطيرة .
المُشكِلة ... أن هذهِ الذئاب المخدوعة والمتطلعة إلى السُلطة والنفوذ ( وبعد أن تنال العقوبة المُخجِلة من الأسد ، كما في الحكايةِ أعلاه ) .. بعد أن تفوز في الإنتخابات ، وتصبح أعضاء في مجلس النواب أو وزراء في التشكيلة الحكومية .. فأنها حتى لا تُلقي التَحِية ! .
طبعاً .. لا أُعّمِم .. فليس جميع المرشحين على هذهِ الشاكلة .
#امين_يونس (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟