أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نايف عبوش - مجبل الوكاع.. شخصية لن تتكرر














المزيد.....

مجبل الوكاع.. شخصية لن تتكرر


نايف عبوش

الحوار المتمدن-العدد: 5816 - 2018 / 3 / 15 - 07:55
المحور: المجتمع المدني
    


 
لعل فيما نشره الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف، استاذ التاريخ الحديث المتمرس بجامعة الموصل، على صفحته العامة في الفيسبوك، بتاريخ اليوم، الأربعاء، المصادف ١٤ /آذار / ٢٠١٨، عن الشيخ مجبل الوكاع، في تقريضه لمناسبة رحيل ولده،المحامي الشيخ سلطان مجبل الوكاع،ما يثير شجون الكثيرين ممن عاصروا الشيخ مجبل، وصاحبوه ، إذ لاشك ان مثل هذا التقريض الشجي ، يذكرنا بماضي العلاقة الشخصية الحميمة معه، وما تبعثه تلك العلاقة في النفس من شجن، وحنين لتلك الذكريات.

وفي هذا الاستذكار ، لابد لنا من الإشارة ، إلى إن الأستاذ الدكتور إبراهيم العلاف، وهو المؤرخ المعاصر القدير ، قد احسن الإشارة والتذكير، بالسيرة الذاتية العطرة، للشيخ مجبل الوكاع، الذي يفوق كل وصف في دماثة الأخلاق، والتواصل الاجتماعي، ليس معنا فقط، بل مع كل العراقيين، إذ ربما كان لانحداره الريفي، ونمط ثقافته الشمولية الموسوعية الواسعة، ومعرفته الغنية بالتراث، وتقاليد، واعراف الفصل العشائري، رغم أنه لم يتخرج من أي جامعة، أبلغ الأثر في صنع هذه الشخصية الفذة.

وقد كنا رغم فارق العمر بفجوة الجيل، من اقرب أصدقائه، حيث كان نعم صديق الكل، من ابناء، ومثقفي الموصل بشكل خاص، والعراق بشكل عام . وقد كان مرجعا للكثير من الكتاب، والأكاديميين، والباحثين، والسياسيين، في التغذية بالمعلومات السياسية، والاجتماعية، والعشائرية التي يحتاجونها، بما تراكم لديه من خبرة سياسية، نتيجة كونه عضوا في مجلس النواب العراقي خلال العهد الملكي، وللفترة من العام ١٩٤٧ حتى العام ١٩٥٨، حيث تمت الإطاحة بالحكم الملكي.

وكم كان الجميع يأنس بمجالسته، التي كان للحوارات فيها معه طعم خاص ، حتى كاد لا يفوت أسبوع، إلا ويحرص الكل على ان يتواصل بشغف مع مجلسه، في ديوانه بقرية الحود،جنوب الموصل، الذي كان دائماً عامرا بالأهل، والربع، والزوار، والضيوف . كما كان هو بدوره، لا تفوته المبادرة بزيارة القوم على سبيل المجاملة بين الفينة والأخرى، فيتشرفون به بينهم ، صديقا حميما، وعما كريما ، وشيخا فاضلا، في عملية تواصل اجتماعي، ومودة صادقة لا نظير لها. وقد كان يحرص على ان يحضر معه جلسات الفصل العشائري، والمناسبات العامة،أكبر تجمع ممكن من القوم بقصد التنوير، وأخذ الدروس، والعبرة مما يتم تداوله، وممارسته من حكمة في تلك المجالس، فالمجالس مدارس كما يقال .

وهكذا كان الشيخ مجبل الوكاع، شخصية مرموقة ،بما وهبه الله تعالى، من حسن البصيرة، ورجاحة العقل، وصواب القرار. ولذلك كان يحظى باحترام الجميع دون استثناء، حتى ان مجلس الفاتحة،الذي أقيم لمناسبة وفاته رحمه الله تعالى، كان قد تحول إلى ملتقى عام لكل الشخصيات المعروفة ، وأبناء العشائر العراقية دون استثناء، حيث تبارى الشعراء، والأدباء، والوجهاء، يوم ذاك ، في القاء، اهازيجهم، وقصائدهم، وارتجال كلماتهم في رثائه . وبذلك يمكن الجزم بيقين، أن الشيخ مجبل الوكاع، بتفرده بهذه المناقبية الرفيعة، سيظل شخصية متميزة، غير قابلة للتكرار، ولأمد قد يطول.



#نايف_عبوش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في اليوم العالمي للمرأة
- وللصعاليك حكاياتهم
- بلاغة الاستعارة في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- رمزية ثوار الجزائر في الوجدان الشعبي العربي
- بدعة الذكوري والنسوي في الأدب العربي
- تنور الطين.. صناعة أيدي ختيارات أيام زمان
- جدلية ضول الرفاكة مع الدار في التراث الشعبي
- اكلهن إبن آوى
- أسلوب المدح بالمعاني في شعر الاديب المبدع أبو يعرب
- ها قد وهن العظم..
- من هدوء الطبيعة إلى ضجيج العصرنة
- إحياء تقاليد التعاليل.. ومجالس السمر
- محمود عبدالله.. معلم فاضل استوطن ذاكرة جيل
- صخب العصرنة.. والحاجة إلى الطمأنينة وراحة البال
- دعونا نتفاءل بحلول العام الجديد
- وهكذا أضحت القدس قضية إنسانية
- السمن الحر.. من عمل أيدي ختيارات أيام زمان
- الفيتو الأمريكي.. والرد العربي المطلوب
- تهويمات حالمة
- العرب.. بين حال الشرذمة وخيار التكامل


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - نايف عبوش - مجبل الوكاع.. شخصية لن تتكرر